لطيف دلو
قبل ايام معدودة مرت علينا مناسبة عزيزة وهي العيد الاضحى المبارك تلك المناسبة التي قد انقذت البشرية من كارثة الاضحية البشرية التي كانت تمارس بموجب المؤرخات بشكل اعتيادي في العصر الحجري واوائل العصر الحديدي ما قبل الميلاد لانقاذهم او ابعاد الشرور عنهم في كوارث الفيضانات او الحرائق او المجاعة وقلة الامطار او خشية من جفاف الانهر ومصادر المياه برمي احدهم فيها او بذبح شخص لاطالة الاعمار لاشخاص منهم حسب معتقداتهم واستمرت لفترات طويلة ونابت عنها بالاضحية الحيوانية .
بالرغم من إن هناك مؤشرات عن اقتلاع الانسان عن تلك الاضحية البشرية ولكن باعتقادي بأن النبي ابراهيم (ع س) هو الذي جعل الانسان يقتلع عنها ويتخذ الاضحية الحيوانية بدلا عنها كليا وبالتدريج لم تتقبلها عقول الانسان عند تنويرها بمرور الزمن إمتثالا بقصة إبتلاء النبي إبراهيم من الله بذبح إبنه إسماعيل عليهما السلام وارسل الله له كبشا قربانا بدلا عنه كما وردت احداثها في القران المجيد ولا ادخل في تفاصيلها لانها تذكر وتقرا بإستمرار عشرات المرات سنويا وخاصة في مواسم الحج واثناء صلاة العيد وشروطها واتحدث عن تلك الكارثة الانسانية التي غيرتها تلك المعجزة الى ثواب ديني روحي لكل من يضحي وعمل إنساني لاطعام الفقراء ليتساوون مع الاغنياء في مناسبة العيد الاضحى الذي سمي إسما على مسمى وعلم البشرية انذاك في عالم الجهل والتخلف عن كيفية ممارسة الاضحية وفقا لغاياتهم من الحيوانات وتوزيع لحومهاعلى الناس ليستفادوا منها بدلا من الاضحية البشرية في ازهاق ارواح الناس تذهب هباءا بالجهالة ، وكانت ثورة بكل ما فيها من معاني في خلاص البشرية من اعظم كارثة كانت ترتكب.
لربما يستغرب اي منا ما فعلوه الانسان في الاضحية البشرية في عالم التخلف والجهالة والظلام ولكن نرى أمام أعيننا مايفعله كثير من الحكام اعتياديا في تجويع شعوبهم ليتبعوهم وفقا لاقذر واقزز مثال (جوع كلبك يتبعك) او سفك جداول من دماء السواد الاعظم من الطبقة المحرومة من ثروات بلادهم وإستغلالهم للحفاظ على كراسيهم واحتكار السلطة للتصرف باموال الشعب بالاحتيال والسرقة في عالم النور والتكنلوجيا التي جعلت العالم قرية صغيرة وبالاحرى تتكلم مع شخص وتراه كانكما في غرفة صغيرة وإن كان في اقصى الكرة الارضية ، اليس اكثر تخلفا عما جرى في عالم الجهالة والظلام في الاضحية البشرية كما حدثت للعائلة الملكية لدينا وما جرى ويجرى بعدها من سفك الدماء لاجل مناصب وظيفية وجدت لخدمة الشعب وسيادة البلاد ويستخدمونها الحكام للجاه والكبرياء على مواطنيهم دون اخذ العبر من حكام في المنطقة احدثوا اعظم ثورة فكرية بدون سفك الدماء على التخلف وجعلوا بلدانهم من لاشيء الى قبلة للعالم ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة ؟ .