التآخي- ناهي العامري
استضاف بيتنا الثقافي ، الباحث السياسي محمد ارسلان لتقديم محاضرة بعنوان (حزب العمال الكوردستاني يطوي صفحة الحرب .. قراءة في الدوافع والنتائج).
استهل ارسلان محاضرته بلمحة موجزة عن تاريخ حزب العمال الكوردستاني، حيث قال انه تأسس بتاريخ ٢٧/ ١١/ ١٩٧٨ في قرية فيس التابعة لمحافظة آمد (ديار بكر) وتم انتخاب عبد الله أوجلان سكرتيرا للحزب، وبعدما قام الجيش التركي بالانقلاب العسكري في ١٢ ايلول ١٩٨٠ ، انسحب الحزب الى لبنان وتلقى كوادره تدريباتهم العسكرية والسياسية في المعسكرات الفلسطينية المتفرقة، عقد الحزب مؤتمره الثاني من ٢٠ – ٢٥ آب ١٩٨٢، وتم اتخاد قرار العودة الى الوطن كوردستان ، والتحضير لبدء الكفاح المسلح ضد الدولة التركية، وفي عام ١٩٨٦ عقد الحزب مؤتمره الثالث وتأسيس الجيش الشعبي لتحرير كوردستان، وفي عام ١٩٩٠ عقد مؤتمره الرابع، وهو المؤتمر الأول الذي يعقد في كوردستان، وفي ٢١ آذار ١٩٩٣ أعلن للمرة الأولى عن وقف اطلاق النار، من جانب واحد ضد الدولة التركية ودعا للحل السلمي، وفي عام ١٩٩٥ عقد مؤتمره الخامس ، اتخذ خلاله قرار انشاء برلمان كوردي في المنفى، وفي عام ١٩٩٩ اعلن الحزب عن وقف اطلاق النار للمرة الثانية ، وانسحاب قواته الى خارج الحدود التركية ، الى جنوبي كوردستان.
ثم عرج ارسلان الى مبادرة السلام التي أطلقها أوجلان من معتقله، حيث اعلن وقف اطلاق النار يوم ٢٧ شباط الماضي، لبدء مرحلة سماها السلام وبناء المجتمع الديموقراطي ، وهذ النداء سبقه نداءات عدة مع السلطات التركية، منها زعيم الحركة القومية في تركيا ، حيث بادر للحضور الى البرلمان التركي وبادر بالاعلان على ان الظروف التي أدت الى تأسيس حزب العمال قد تغيرت، كذلك المصطلحات التي كانت موجودة لم يبق لها جذور، وتم طوي مرحلة العنف الثوري، بتغير ذهنية الفكر النضالي، واضاف ارسلان : ان الدول القومية التي تشكلت في القرن العشرين لم تكن ديمقراطية ، وحقيقة امرها دكتاتورية او دينية، وهذا الصراع بين القومي والديني ليس له علاقة بمصلحة الشعب، وبعيدا عن التعصب القومي والديني بادر أوجلان في وضع فلسفته في بناء المجتمع الديمقراطي كمبادرة للسلام وبعد ذلك وقف اطلاق النار.
وعن اللغط الذي يتحدث على ان حزب العمل الكوردستاني حلّ نفسة أوضح ارسلان: ان هذا بعيد عن الحقيقة ، فهناك فرق بين حل الحزب وحل الهيكلية التنظيمية، اذ أنّ الهيكلية التي كانت معتمدة على الكفاح المسلح، تحولت إلى هيكلية النضال السياسي ، حل الحزب فقط كتنظيم مسلح، وبدأ نضال سلمي ديمقراطي ، حيث ان الأولوية كانت للعمل المسلح والثاني العمل السياسي، الان بعد حل التنظيم المسلح أصبح العمل السياسي هو الأولوية ، الا أن بعض الاطراف تحاول شق الحزب في اشاعة ان حزب العمل حل نفسه طواعيا، اي تنازل عن تاريخه السياسي والنضالي طيلة العقود الماضية ،
وعن النتائج المتوخاة من المبادرة قال ارسلان:
اولا: كثير من الدول الاوروبية والعربية باركت مبادرة ارجولان، بمعنى ان حزب العمال الكوردستاني ألقى بمسؤولية الكفاح السياسي على عاتق الجميع، ويكفي ما لاقاه الكورد من سكوت كثير من الاطراف خلال القرن العشرين.
ثانيا: المبادرة السلمية في وقف اطلاق النار وحل التنظيم العسكري لحزب العمال، تفرض على العراق مسؤوليات كثيرة، منها تواجد الجيش التركي تحت اراضيه، وعليه ان يكشف كثير من الاوراق، سياسية وتجارية واقتصادية وجغرافية، التي لديه كي يضغط على الدولة التركية للاستجابة لمطاليبة في الحفاظ على سيادته في ارضه وسماءه ومياهه.
وفي نهاية المحاضرة جرى عدد من المداخلات، منها ان اوجلان لم يكن موفقاً في مبادرته، التي شكلت عامل ضعف، حيث ان الحكومة التركية لم تقدم اي تنازلات تجاة المبادرة، وان حالة الضعف واضحة من خلال عدم وجود قيادة خارج المعتقل لحزب العمال تبرر مبادرة السلام التي اطلقها اوجلان من داخل معتقله.