د.بشرى يحيى حسين الزيباري
لم يقتصر دور المرأة في المجتمع العربي على العلم والفقه فقط، بل رعت المرأة في مجال الادب والشعر، حتى فاق بعضهن الرجال، مثل (الخنساء) تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريف السلمية التي تعتبر من اشهر نساء العرب قبل الإسلام وبعده، وهي من المخضرمين عاشت في عصرين، عصر الجاهلية وعصر الإسلام، وقد شهدت مجيئ الدعوة الإسلامية، ووفدت مع قومها على الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فأسلمت معهم في العام الثامن من الهجرة، وصارت صحابية جليلة ذات مكانة وفضل، ومن اشهر شاعرات العرب، ولم تكن امرأة أشعر منها، وبعد ان اسلمت استطاعت بايمانها ان تكون قدوة طيبة لنساء عصرها، والعصور التالية لها، واشتهرت بشعر الرثاء في الجاهلية والإسلام وكان الرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) بعجبه شعر الخنساء وينشدها بقوله لها (هيه يا خناس ويومئ بيده وكان للنساء دور بارز في تثقيف وتربية الفقيه والعالم الجليل ابن حزم الاندلسي حيث علمنه القرآن الكريم والقراءة والكتابة والشعر وظل في رعايتهن حتى مرحلة البلوغ، ويحكى تجربته فيقول، ربيت في حجر النساء ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن، ولا جالست الرجال الا واناف ي حد الشباب، وهن علمنني القرآن وروينني كثيراً من الاشعار، ودربني في الحظ، وكان لهذه التربية والتثقيف اثرها الكبير في ذوقه وشخصيته، هذا وقد شاركت الرجال في تحقيق المسائل العلمية بالمناظرة والمحاورة لمعرفة أحكام الدين والوقوف على السنن، وشاركن أيضاً في تبليغ العلم ورواية الحديث وادائه، فضلاً عن تحمله وطلبه ودراسة ولم يغفل كبار كتاب الطبقات الترجمة للمرأة المسلمة خاصة في الرواية فمحمد بن سعد ذكر كثيرا من الصحابيات والتابعيات الرواية في كتابه (الطبقات الكبرى، وابن الاثير، خصص جزءاً كاملاً للنساء في كتابه (أسد الغابة) وفي كتاب (تقريب التهذيب) الابن حجر العسقلاني ذكر أسماء (824) امرأة ممن اشتهرت بالرواية حتى مطلع القرن الثالث الهجري