في عيدها الثامن والخمسين… التآخي ، صوتٌ لم ينكسر :

على ضفاف الورق ، حيث الكلمات تُزرع كأشجارٍ لا تذبل ، وُلدت ( التآخي ) قبل ثمانيةٍ وخمسين عامًا ، لا لتكون مجرد جريدة ، بل لتغدو شاهدةً على نبض العراق ، وضمير قضيته الكردية والعربية معًا . من دهوك إلى البصرة ، ومن الجبل إلى السهل ، كانت التآخي تحمل الحرف كشعلةٍ ضد الظلام ، وتمنح الوطن مرآةً يرى بها وجهه في زمن القلق والمحن .

مرت بها العواصف ، ووقفت على عتبات الرقابة ، لكن صوتها بقي ، لأن “التآخي” لم تكن يومًا بوقًا ، بل كانت نبضًا صادقًا لجراح شعبٍ يبحث عن الحرية والكرامة ، كتبت للسلام ، وغنّت للوطن ، وصمدت حين خفتت أصواتٌ كثيرة .
اليوم وهي تطفئ شمعتها الثامنة والخمسين ، لا تطفئ مجدها ، بل توقده من جديد ، بمدادِ حبرٍ ما زال يؤمن بأن الصحافة ليست مهنةً فقط ، بل رسالة ، وبأن الحروف قادرة على كسر القيود وبناء الجسور بين المختلفين .
سلامٌ على “التآخي” في عيدها ، وسلامٌ على كل قلمٍ آمن بها ، وكتب من أجل عراقٍ يسمع صوته في كل اللغات .

الصحفي حيدر فليح الشمري

قد يعجبك ايضا