أربيل – التآخي
أكّدت مديرة المركز الوطني للتنسيق والأزمات في وزارة الداخلية بحكومة إقليم كوردستان، سروه رسول، أن عدم تنفيذ اتفاقية سنجار بين حكومتي (الإقليم والاتحادية) لا يزال يشكّل عائقاً رئيساً أمام عودة سكان القضاء إلى مناطقهم، رغم مرور أكثر من 11 عاماً على تحرير المدينة من قبضة داعش.
جاء ذلك خلال مشاركتها في المؤتمر العلمي الدولي الأول الخاص بالديانة والثقافة والتاريخ والجغرافيا الإيزيدية، الذي انطلقت أعماله اليوم الثلاثاء، 29 نيسان 2025، في مدينة دهوك، تحت رعاية رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني.
وأوضحت رسول ، أن الاتفاق المبرم بين بغداد وأربيل حول تطبيع الأوضاع في سنجار لم يُنفّذ فعلياً، رغم إدراجه ضمن البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وتشكيل عدة لجان لمتابعة تنفيذه، إلى جانب رعاية ممثلة الأمم المتحدة السابقة في العراق، جينين بلاسخارت، للاتفاق.
وأضافت أن رغم كل ذلك، لم تُتخذ أي خطوات عملية لتنفيذه، في وقت تولي فيه حكومة إقليم كوردستان، وعلى رأسها رئيس الوزراء مسرور بارزاني، اهتماماً بالغاً بهذه القضية.
مشيرةً إلى أن أكثر من 350 ألف نازح من أهالي سنجار والمناطق المجاورة لا يزالون يعيشون في محافظتي أربيل ودهوك، وأن استمرار بقائهم خارج مناطقهم الأصلية يهدد بتغيير ديموغرافي خطير في المنطقة. داعيةً إلى ضرورة حماية التنوع الديني والقومي في تلك المناطق، لا سيما المكون الإيزيدي.
وشددت رسول على أن حكومة الإقليم لن تتخلى عن هذه القضية حتى يعود جميع الإيزيديين إلى ديارهم، مضيفةً أن العمل مستمر مع الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان من خلال اللجان المشتركة لتفعيل الاتفاق.
كما دعت الحكومة الاتحادية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الجماعات المسلحة من فرض سيطرتها في المناطق الإيزيدية.
مشيدةً في الوقت ذاته بجهود رئيس حكومة الإقليم في دعم عودة النازحين وضمان الاستقرار، بما يشمل حماية المكونات الدينية والعرقية الأخرى في كوردستان.
وفي ختام حديثها، أعربت رسول عن أملها بأن يسفر هذا المؤتمر العلمي عن تعزيز الضغط الدولي على بغداد لتسريع تنفيذ اتفاقية سنجار، محذرةً من أن انسحاب المنظمات الدولية من متابعة ملف الإيزيديين في العراق قد تكون له تبعات خطيرة، داعيةً المجتمع الدولي إلى لعب دور فاعل في إنهاء الأزمة.