الإعلام الرقمي وصحافة المواطن

 

سعد آل مبارك

يعد الإعلام الرقمي قائما على اساس مشاركات الفرد من الجمهور كالصور

والفيديوهات ويمثل أحداث آنية تحدث في الشارع فتكون في بث مباشر عن طريق الفرد وعلى حسابات كثيرة مثل “فيس بوك” و”تويتر” أو عبر المدونات الشخصية او على موقع “يوتيوب ” والذي يعد من

أكثر مظاهر تكنولوجيا الاتصال الحديثة الناجحة إلى حد كبير واسهم في فتح فرص كبيرة وجديدة أمام الأفراد للاطلاع على المنشورات والتفاعل معها، فالإعلام الرقمي نستطيع اعتباره مرحلة انتقالية في تغيير شكل الصحافة بل وحتى تغيير شكل الحكومات بل حتى المجتمع المدني .

لقد بلغ الإعلام الرقمي ذروته في ثورات الدول حيث البعد السياسي حيث تفوق على اغلب الأبعاد الأخرى، وايضا ساعد على سرعة معرفة المعلومات والخبرات السياسية التي قد تسهم في تغيير بل حتى تشكيل الاتجاهات السياسية لدى الكثير من الأفراد بناء على وعيهم  السياسي وما تمر به البلاد، وما يميز وسائل الإعلام الرقمية من وسائل الإعلام التقليدية

أنها ليست رقمية المحتو ي فقط بل ان علاقتها التفاعلية مع المتلقي للمحتوى الرقمي هم فئة الشباب فتلك الفئة من خلالها تفجرت الثورات العربية ولم يقف هذا التأثير عند الثورات على الصعيد السياسي فقط بل امتد ليشمل كافة الأوضاع السياسية والثقافية من متابعة الثورة ونقض الشخصيات السياسية والتفاعل من خلال الحملات الانتخابية وابداء الاراء الثقافية.

ولا يخفى ايضا استخدام وسائل الإعلام الرقمي للدعاية للمرشحين للكثير من الأنشطة السياسية والثقافية وتفاعل بين الشباب لبناء وتوجيه الوعي

السياسي والثقافي لديهم، فأصبح لتلك التقنية الحديثة في مجال الإعلام الدراسة والبحث العميق لغرض معرفة أبعاد ما يطلق عليه البعض المجتمع الرقمي والذي أصبح حاليا جزء مهم من حياة الشعوب، فقد ساهم الإعلام الرقمي في التنشئة السياسية والثقافية بل وحتى الدينية لدى الشباب

لا سيما ان تلك التنشئة لا تتبع جهة أو مؤسسة ما ولكن فهي تعرض مباشر من الفرد إلى الوسيلة التي تنقل إليها المعلومات حيث لا حدود للفرد فهو يمتلك مطلق الحرية في التعرض للمحتوى الذي يعرض على الصفحات والمواقع، فضلا عن طبيعة الإعلام الرقمي التي تسمح بالحوار والانتقاد للأفكار والرؤى التي يطرحها جميع الأطراف وان تلك العوامل قد تؤدي في مجملها إلى تحولات في الوعي للمجتمع عموما والشباب الجامعي بصفة خاصة فقد بدأ الشباب يتشبعون بكم هائل من المعلومات السياسية والاجتماعية والثقافية والتي اسهمت بتغيير نظرتهم لطبيعة التحديات .

قد يعجبك ايضا