قراءة في البيان الصادر عن اللجنة العليا للحزب الديمقراطي الكوردستاني المشرفة على انتخابات الاقليم

د. حسن كاكي

من مظاهر الديمقراطية اتساع دائرة الجدل حول العديد من القضايا وتنوع المناهج الفكرية والسياسية للمشاركين، ولكن يجب ان لا يخرج هذا الجدل عن سياقه المنطقي ويتخلى عن طابعه الموضوعي وتغلب عليه ردود الافعال الذاتية وينطوي على خلط الأوراق والحقائق وتجاهل الصيرورة التأريخية وبما تتطلب المرحلة وظروفها المصيرية الخاصة.

بعد الحرب العالمية الاولى كانت الخرائط مفروشة والاقلام الملونة بأيدي جنرالات الحلفاء المنتصرون لتقسيم المنطقة، وفي وقتها لتأسيس اي دولة كان لا يحتاج سوى الى حفلة كوكتيل مع بعض جنرالات الحلفاء، ومن ثم الاعلان عن تسمية الدولة الجديدة، وكتب الكاتب البريطاني ديفيد ماكدول في كتابه تأريخ الأكراد الحديث، “ان مشروع الدولة الكوردية كانت اشبه بتفاحة ناضجة يلوح بها الحلفاء، ولكن لم يكن هناك قائد كوردي قادر على خطفها من ايديهم لأنه لم يكن هناك اجماع بين القادة الكورد على قائد كوردي واحد يمثلهم لغرض قطف هذه التفاحة “، فتم تقسيمها الى اربعة اقسام ووزعت على اربعة دول (تركيا، ايران، العراق، سوريا) نتيجة الفرقة والتناحر بين القادة الكورد على الرئاسة والمناصب حينذاك، فضاعت كوردستان وضاعوا كلهم معها .

اليوم التاريخ يعيد نفسه من جديد، فالتفاحة قد نضجت من جديد واطراف دولية وعربية خيرة تلوح بها، والقائد القادر على اختطافها من أيديهم هو الرئيس مسعود بارزاني، ولكن بافل وقوباد الطالباني سليلي الخيانة يحاولون عودة عجلة تقدم وازدهار الاقليم الى الوراء من خلال مؤامرات دنيئة وتنفيذ مخططات واجندات معادية للكورد وكوردستان والحزب الديمقراطي الكوردستاني والاستهانة بدماء البيشمركة الابطال .

متناسين ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني اعرق حزب في النضال القومي والوطني منذ تأسيسه عام 1946، وقائده الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني قد نهل من مدرسة البارزاني الخالد للكوردايتي وهو قائد محنك قد خاض دهاليز السياسة والاعيبها وخاض نضالاً مريراً لعقود طويلة كبيشمركة في جبال كوردستان الشماء في ظل ظروف صعبة جداً، ومصالح دولية متشابكة وبيئة اقليمية معقدة، وسلطة شوفينية قامعة واستطاع ان ينتصر عليهم فما بال ثلة من المراهقين المهرجين السياسيين الذين لم يخوضوا أي نضال سياسي او عسكري في حياتهم وقضوا حياتهم كلها في بارات الدول الاوربية، ولا نريد ان نذكر بماذا نعتهم والدهم الرئيس الراحل جلال الطالباني فالكل يعرفها .. فكيف يكونوا نداً للرئيس مسعود البارزاني وحزبه العريق .

فهل يقبل الشعب الكوردستاني الذي ضحى بالغالي والنفيس وبدماء شهدائه في سبيل هذا الازدهار والحرية التي نعيشها اليوم ان يسلمها الى ثلة من المغامرين الجهلة والمنشقين الساعين وراء السلطة والمال والمنافع الحزبية والشخصية، ويريدون خلق فوضى ومناطق رخوة في الاقليم لخرقها من اعداء الشعب الكوردستاني من الداخل والخارج لإسقاط تجربة الاقليم ومسيرتها الديمقراطية ومنجزاتها الكبيرة .

اخيراً على القيادة السياسية والشعب الكوردستاني ان يكونوا واعيين الى أي حالات تلاعب وتزوير في صناديق الاقتراع وان لا يقبلوا الى بالعد اليدوي وتحت اشراف خبراء دوليين في هذا المجال ومن المفوضية العليا في الاقليم وغيرها ..

قد يعجبك ايضا