البيان الانتخابي الأول،مخرج للمشاكل الحالية

د.سالار عثمان

الجزء الخامس

الخمسون خمسون الحلول والمشاكل معا!
كما ذكرت سابقاً فإن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حصل على أكبر عدد من الأصوات،و لأن الاتحاد الوطني الكوردستاني وحزب كادحي كوردستان، اللذين تحالفا معاً ونزلا بقائمة واحدة، لم يرضيا بنتيجة الأنتخابات،بدأ اول رفض للعملية الديمقراطية الأنتخابية ،ومن هنا بدأ العرف السلبي ومن اجل تطويق هذا العرف وتجنب المشاكل لأول انتخابات عامة وانبثاق البرلمان والحكومة ووضع كيان اقليم كوردستان على السكة،وافق الرئيس بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني على تقسيم المناصب مناصفة ومن هنا شرع مبدأ الخمسين خمسين.

وأصبح هذا الحل بمثابة واقع حال ونوع من التفاهم السياسي للتعايش بين الطرفين اللذين سبق لهما أن خاضا الأقتتال في الجبال ،كما خاضا تجربة الجبهة الكوردستانية،فترك الأول اثاراً سلبية والثاني نتجت منه آثار طيبة،ومن عايشوا تلك المرحلة والأحداث ما يزالون احياء وينقلون،بأن اقتتال الحزبين في الجبال كان دموياً ومخجلاً،كما اقتتال الطرفين في داخل المدن بعد تحريرها من النظام السابق كان أسوء واخطر،وعهد الجبهة الكوردستانية كان عهد الوفاق الوطني ونتائجه كانت طيبة والأنتفاضة الشعبية ضد النظام السابق كانت احدى ثمراته.

اتفاق الخمسين خمسين كان حلاً،وفي ظله خطت التجربة خطوات كبيرة،ولكن للأسف لم يدم ذلك طويلا،حيث ظهرت اعراض المرض الكوردي (الخلافات) من جديد واحدث شرخاً في جسد اول حكومة كوردستانية في الجزء الجنوبي من كوردستان،وعمل شلة من الفاسدين والفاشلين وتجار الحروب على توسيع الشرخ وللأسف وصل الى حد شروع الأقتتال الداخلي من جديد،وكنت في حينها صحفياً ومديراً لقناة (كولان) التلفزيونية و مطلعاً على ادق تفاصيل تلك الأحداث و ما ازال احتفظ بوثائقها والكثيرين من ابناء شعبنا شاهدوا احداث تلك الأيام المُرة والعصيبة ،اتمنى انها ولت الى غيررجعة.

من الطبيعي ان الوقت غير مناسب للقيام بتقييم دقيق لتلك المرحلة وتحديد من كان مصيباً ومن كان مخطئاً، فالغرض من سرد تلك الأحداث ليس ذلك وانما ما اريد قوله هو ان اتفاق الخمسين خمسين جاء لحل مشكلة ولكنه اصبح هو مشكلة،لأن نتيجة العملية الديمقراطية وارادة واصوات وتقييم الجماهير قد فقدت قيمتها لحد ما.

اعتقد بعد مرور ثلاثة وثلاثين عاماً على تلك الأحداث وبعد المنعطفات والمطبات التي مررنا بها، حان الوقت للتحدث والكتابة وتقييمها من دون مجاملات وبرأيي علينا القيام بأمرين:
الأول- ايجاد حالة من الوفاق والوحدة،بوصفها مفتاح الحل،لكن الوفاق والوحدة ينبغي ان يكون مبنياً على اسس وركائز معينة وان يستند الى ميثاق وعهد والتزام،وتلك هي كوردستان واهدافها الكبرى،كيانها وحكومتها،وكل تلك المبادئ تصب في مصلحة الشعب والمواطن والحياة الحرة الكريمة والتطور.
ومن ينحرف عن تلك المبادئ،بمعنى انه اضر بكوردستان والأهداف الكبرى والكيان والحكومة والمواطن،الحياة والتطور و ينبغي ان يحاسب،وعدم وضع الجيد والسيء في ميزان واحد، ولا يمكن تحقيق ذلك في اقليم كوردستان في هذا الظرف والزمن والذهنية الحالية، الا بأجراء الأنتخابات.

الثاني-ينبغي اجراء الأنتخابات،واحترام الشعب والناخبين ونتائج الأنتخابات،كما دعا اليها الرئيس بارزاني في خطابه التأريخي وبيانه الأنتخابي الأول في مدينة (كويه) في 22 آذار 1991 والذي تم تكرار عين المطالب في بيان المكتب السياسي لحزبنا في 18 آذار من العام الحالي،بأنه يجب خوض انتخابات شفافة وعادلة وان الشعب هو من يقرر وليس الآخرين.!!
ـــــــــ
يتبع

قد يعجبك ايضا