سالار عثمان
الجزء الرابع
لماذا كان لا بد من إجراء الانتخابات بسرعة وكيف سارت العملية؟
من المهم بل من الضروري أن نروي القصص والخطب والبيانات وتحليل ذلك التأريخ ومحطاته المهمة لنأخذ منها الدروس والعبر ونقوم بتقييمها، من أين أتينا وكيف جئنا، وكيف نحن الآن وإلى أين نتجه.
قبل ثلاثة وثلاثين عاماً، وفي خضم حماسة الانتفاضة والنصر،قال الرئيس بارزاني: “يجب إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن”، يجب أن نسأل لماذا قال ذلك وما هو السبب؟
السبب الرئيسي هو أنه كان يجب وجود قوانين لتنظيم الحياة، وكان ينبغي عدم توكيل سلطة صياغة القوانين للنخبة الثورية التي تمتلك السلطة الثورية، بل توكل للشعب، لأن الشعب هو السلطة العليا،وتبين ان هذه العملية لا تتم الا من خلال اجراء الأنتخابات و أجريت أول انتخابات نيابية في كوردستان المحررة في 19 آيار 1992 وبدأت معها الحياة التشريعية، ونظمت قوانين الحياة وعُزز أسس الحكم واثمرت عن انبثاق تجربة حكومة اقليم كوردستان وانشاء مؤسساتها بشكل تدريجي.
كيف سارت العملية؟!.
لقد أتيحت لي فرصة المشاركة والتصويت ولعب دوري كصحفي، وكان عمري آنذاك 22 عاماً فقط، وكنت أعمل في احدى القنوات التلفزيونية.
أتذكر لحظات تلك الأيام بدقة والتي كانت بمثابة احتفالية العيد،خرج الناس من بيوتهم الى الأزقة والشوارع.الناخبون توجهوا بفارغ الصبر نحو صناديق الاقتراع،انظارالعالم والمنظمات الدولية والدول المحيطة والعراقيون ايضاً كانت متجهة نحو كوردستان،يراقبون المشهد عن كثب بنوايا وفهم مختلف،وشاهدوا ابهى لوحة للديمقراطية رسمها شعب كوردستان. كما شاهدوا لوحة اقتراع انشاء أول برلمان كوردستاني، وفي ذات الوقت اختيار زعيم حركة التحرر الكوردستاني الذي رشح نفسه لتصديه كل من الرئيس بارزاني، والراحل جلال طالباني، والملا عثمان عبد العزيز، والدكتور محمود عثمان، وفاز الحزب الديمقراطي الكوردستاني والرئيس بارزاني بأكثرية الأصوات في الأقتراعين.
علماً، كان عدد مقاعد اول دورة برلمانية مائة وخمسة مقعداً، 100 للكورد وخمسة مقاعد للأقليات.
أريد اضيف نقطة اخرى وهي أنه في مساء يوم الانتخابات بدأت الأحزاب بالعتاب من بعضها البعض، وبالأخص الحزب الديمقراطي الكوردستاني من الأحزاب الأخرى،نتج عنه جو من الاحتجاج والتوتر، وفي ظل تلك الأجواء المتوترة وحالة من ضبط النفس تم اعلان النتائج وتنازل الرئيس بارزاني والحزب الديمقراطي عن جزء من استحقاقهما الأنتخابي لأجل إنجاح العملية وامتلاك كوردستان لبرلمانه وحكومته وتعزيز الوحدة الوطنية ومن هذا المنطلق تمت المصادقة على نظام خمسين،خمسين اي تقسيم المناصب مناصفة،وكان منصب رئاسة الحكومة وفقاً للأستحقاق الأنتخابي من نصيب الحزب الديمقراطي،لكنه تنازل عنه لصالح الأتحاد الوطني الكوردستاني وتسلم بدلا عنه منصب رئاسة البرلمان والذي كان يسمى في ذلك الوقت( المجلس الوطني الكوردستاني)
ـــــــــــ
يتبع