التآخي – ناهي العامري
برعاية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أقامت وزارة الثقافة والسياحة والآثار بالتعاون مع اتحاد الادباء والكتاب في العراق احتفالية مركزية بمئوية رائدة الشعر العربي الحديث (نازك الملائكة)،
بدأت الاحتفالية بمقطوعة السلام الجمهوري لفرقة سومريات بقيادة الأوركسترا علاء مجيد، ومن ثم نشيد بغداد.
كلمة رئيس المؤتمر عارف الساعدي ، جاء فيها، يحتفي العراق والعالم اجمع بمناسبة مرور مئة عام على ولادة رائدة الشعر العربي الحديث، وقال الساعدي مخاطبا أب الشاعرة: نم قرير العين ، ان تلك القصائد التي كنت تسخر منها اصبحت قبلة لمحبي الشعر وعشاقه، واضاف : للمرة الاولى تحتفي الدولة العراقية من رأس الهرم، نزولا لطلاب وتلامذة الصفوف الابتدائية .
اعقبه كلمة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وصف فيها الملائكة، انها المرأة الرمز والشاعرة المجددة المحملة عنفواناً للتغير الأدبي، الذي يحتوي مشروعا ثقافيا بعمق التغيرات الاجتماعية التي شهدتها.
وقال السوداني: احتفالنا بالولادة يوازي احتفالنا بالحياة، والشعر عند العرب يموت بجسده، لكنه يتخلد بالكلمات، فكيف اذا كان شعرا كسر المألوف، حيث كانت نازك من بين الأوائل التي اخذت بالشعر العربي لآفاق رحبة، وختم السوداني كلمته، بأنه وجه كل مدارس العراق ان تكون كلمة يوم الخميس المصادف ٢٥/ ٥/ ٢٠٢٣ بمناسبة مئة عام على ولادتها.
كما تم تكليف احد النحاتين لاقامة نصب لها في احدى ساحات بغداد، وطابع بريدي يحمل مئوية ولادتها، لنعلن للعالم ان بلادنا لن تكف عن ولادة المبدعين.
الكلمة الاخيرة للاستاذ سؤدد عوني المفتي، نجل الأديبة سها الملائكة شقيقة الشاعرة نازك الملائكة، تحدث فيها عن نازك الانسانة، شخصيتها الاجتماعية، كما ورد عن أمه، حيث قال: كانت نازك تملك حسا مرهفا، لدرجة انها وصفت بالبكاءة، لسرعة انفعالها وتفاعلها مع الاحداث، حديثها غاية في الرقة، على الرغم من صمتها الذي عرفت به، لم تكن تبتسم إلا قليلا، كانت عاشقة لليل البهيم، ولم تكن تحب النهار، كما كانت كثيرة التغني ببغداد ودجلة العذب في شعرها. لا تهتم بمظهرها، بل كانت غاية في البساطة، ثوب بسيط لكنه عصري انيق، حذائها بدون كعب، تطلق كلماتها بعفوية تامة ومن غير تكلف، ولعل ريادتها في الشعر هي الصفة الابرز التي تميزها، فقد عرف عنها انها ضاقت بالقيود الكلاسيكية للقصيدة، وتمردت على البحر الواحد، الذي كان من ابرز سمات الشعر المسموع في عهد الخليل بن احمد الفراهيدي، فجددت شكل القصيدة وتخلت عن التفعيلة الواحدة، واعتمدت كثرة التفعيلات في الشطر الواحد من القصيدة بدلا من التفعيلة الواحدة في الشعر العمودي، وقد كان الشعر في حياة الشاعرة قضية ومبدأ قبل ان يكون ابداعا، لذا فقد رفضت ان تبذل كلماتها في مدح الحكام، وفي ختام كلمته تحدث عن مكانتها العربية والعالمية قائلا: لعلي في غنى عن التذكير بانها نالت مؤخرا صفة أبرز شخصية لعام ٢٠٢٣، من قبل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الأليكسو) ناهيك عن كونها الشاعرة الوحيدة بين شعراء العرب التي ورد اسمها في (الإنسكلوبيديا) البريطانية.