ا
ناهي العامري
استضاف منتدى بيتنا الثقافي الناشط مشرق الفريجي، الأمين العام لحركة نازل آخذ حقي الديمقراطية، قدم محاضرة بعنوان (من الاحتجاج الى السياسة).
تطرق السيد الفريجي في بداية حديثه عن شعارات ثورة الشباب التي اندلعت عام ٢٠١٩، والتي جسدت الشعارات المناهضة لكل افعال الفساد التي مارستها القوى المتشبثة في السلطة، ومن تلك الشعارات (كلا.. كلا للأحزاب)، حيث لم يخطر في بال الكثيرين ان هتاف المحتجين كلا.. كلا للاحزاب كان يستهدف الاحزاب خارج السلطة، بل كان المقصود هم احزاب السلطة.
في بداية ثورة تشرين كان هناك فكرة التصدي للعمل السياسي، بل مجموعة من الافكار نتداول بها، كيفية تأسيس حزب معبر عن تطلعات شباب الثورة، كنا ندرك جيدا ان هناك أحزاب ترفع شعارات المدنية، ولكن في حقيقتها ليست مدنية، وتعمل لتشتيت الاحزاب المدنية، ومن هنا جاء شعار، كلا.. كلا للاحزاب، وتشرين خرجت للتغيير، لكنها تخلو من ايديولوجية موحدة، لذا عملت القوى المضادة على تشتيت هدفها وخطابها، ليسهل عليها تفرقتها، فكان من الصعب تنظيم الجميع تحت خيمة واحدة، حاولنا ان نتوحد لكننا لم نفلح، لذا واجهنا صعوبة ، في لم شمل الجميع تحت راية واحدة.
واضاف الفريجي، وامام هذا التحدي ازداد اصرار الناشطين الثوار على تأسيس احزاب تمثلهم قبل الانتخابات لمواجهة القوى الكبيرة، لكن مع الاسف غاب التنسيق بين الاحزاب التي خرجت من تشرين، وهذا ما أضعف قدرتها، في لعب دور رئيسي وموجه في تشكيل الحكومة ، بالرغم من انها نحجت في عدم تشكيل حكومة توافقية بعد الاطاحة بحكومة عادل عبد المهدي.
وكشف الفريجي عن الاخطاء التي وقعت بها القوى التشرينية قائلا: لدينا اخطاء تنظيمية في البنية والفكر، لكننا لم نتهاون او نتمادى في اخطائنا، بل بدأنا في البحث عن رؤى وافكار سديدة، قادرة على توحيدنا ومدنا بالأمل والقوة، وكان ثمرة هذا الجهد، اننا استطعنا توحيد وجمع الشباب المتنورين الذين يؤمنون بالتغيير، واملنا ينصب في ان تتوحد تلك القوى في برنامج يقودها لبر الامان، ومن خلال التجربة ادركنا ان العمل الانفرادي لا يحقق الطموح، وان المشتركات الثورية بين القوى التشرينية، مثل شعار (خبز ، حرية، دولة مدنية) وكل الشعارات الاخرى المناهضة للفساد والمفسدين، يمكن لها ان توحد من جديد قوى تشرين واحزابها، وبمساندة الجماهير العريضة في كل محافظات العراق وضغطها المتواصل على الحكومة، من خلال الاحتجاجات الشعبية في جميع الساحات، عند ذاك يمكن للاحزاب التشرينية ان تتصدر الساحة السياسية، لتحقيق مطالب الجماهير في تشكيل حكومة مدنية، بعيدة عن المحاصصة والطائفية ، تحقق العدالة الاجتماعية التي ناضلت من اجل تحقيقها جميع القوى المدنية والوطنية في عموم الوطن.
في ختام محاضرته استمع الفريجي الى مداخلات الحضور ورد على اسئلتهم، ومن تلك الاسئلة، عن حظوظ قوى التغير في الانتخابات القادمة، واجاب ، بالتأكيد ستكون الحظوظ مشجعة ومنافسة، فيما لو تم توحيد قوى التغير.