كوردي مع سبق الاصرار مؤمن بحقوق الجميع

مهند محمود شوقي

يبدو انها جريمة أن تولد كورديا في احدى مدن إقليم كوردستان او مهجرا داخل حدود الوطن الواحد ! او ما هو ابعد منه بدافع كان مفروضا على اجدادك الاولين لأنك من اصول كوردية أو بدافع كان أقوى منك بوقع صواريخ الطائرات والدبابات العراقية ! مئة عام مرت ومازلنا حتى الان ننفض غبار أحزاننا و ما تعرض له اسلافنا من ظلم وتهجير واستبعاد وحرق لألاف القرى والى صرخات ضحايا الانفال وحلبجة التي مازال صداها يدوي في مدن إقليم كوردستان…. مئة عام مرت ومازلنا نتسائل حتى الان متى سيعترف العراق بحقوقنا أسوة بمن وقع عليهم الظلم من انظمة الدكتاتورية ونحن من شاركنا في بناء عراق جديد عنوانه الديمقراطية تقول اولى فقرات دستوره الذي شاركنا بكتابته بأن العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة نظام حكمه جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق واحترام حقوق القوميات وان سلمنا امرنا لمواده بما فيها الثالثة والتسعين بفقراتها !!! والرابعة والتسعين ايمانا منا بالقضاء العادل الذي من المفترض ان يتحقق في زمن العراق الجديد ……… !!!

مئة عام مرت بل يزيد ونحن متهمون بلا ذنب ومحكومين بلا قضية في حين أننا كنا مع كل انتفاضة لتغيير احكام وحكام الدكتاتورية في العراق لننصدم بعدها بواقع حكم ديمقراطية الاغلبية !!! يدفعني الفضول بكل آلامه لابحث في زوايا التأريخ عن اسباب تلك الاتهامات التي لحقت بنا ابتدءا من مصطلحات الامس التي وصفتنا ب العصاة والخونة في زمن البعث وصولا الى مصطلح الأنفصلايين لاحقا بعد ان أتخذنا من الدستور حقنا في الاستفتاء وبعد أن وصلنا الى حائط اللغة المستحيلة من البقاء في منظور عراق كان من المفترض أن يكون بأعرافه مغاير لكل ماعشناه مع انظمة الدكتاتورية بل يعيد لنا الحقوق التي سلبتها حكومات البعث ومحاكمه التي جرمتنا من دون ذنب ! تهم كانت ومازالت جاهزة تتشكل تحت عنواوين سلطات الحكومات العراقية من الدكتاتورية الى الديمقراطية بدافع الوطن الواحد ليستمر الحكم تحت عباءة التعددية ومن التسريبات الى صفقات القرن ركنت قضيتنا تحت حكم المركزية الجديد !!! أو من باب العروبة ذات يوم حكما قبل عام 2003 التي عصفتنا بصواريخ التحرير وحرقت قرانا … او من باب الوجود الاسرائلي الكاذب في زمن ديمقراطية الحكم الفيديرالي المركزي الديني المتعدد المدني بكل تناقضاته وصواريخه الداخلية او الخارجية على حد سواء في عصر اليوم والحكم القريب ! اقحمونا في مشاكل العراق واتهام سلطاته ذات الاربعة سنوات لبعضها مع بداية كل دورة حكم جديدة ونحن في وسط تلك المعمة منذ عام 2005 !!! وكأن سلطة الوطن القديم الجديد تتوارث في عقول حكام العراق ومن يحكمه ابتداءا في محاربة الكورد أو هكذا تدير السلطة حكمها في العراق متناقلة ذات الفكر الأول بغض النظر عن نهجه وتسمياته ودساتيره التي ان اتفقنا فيها او أختلفنا عليها وقع علينا الظلم من اوسع ابوابه ان استبعدنا عن المشاركة أو شاركنا في كتابتها واغفلت حقوقنا بعد ذلك !!! يبدو بأن لافرق بين الفكرتين إذا كان النهج ذاته لايقبل الاخر بغض النظر عن المسميات ومن باب ذات التوصيف الأيدولوجي المتشابه اسفا…
وهنا اتسائل متى سنعيش السلام ؟

في حين أننا نحتفل بأعياد الجميع أفراح الجميع أحزان الجميع ونشارك الجميع السلام والحرب ان اقتضت الحاجة للدفاع عن العراق وعن حقوق المكونات بلا استثناء … مازلنا نتسائل متى سيعترف الاخر بحقوقنا وفق السلام الذي ولدنا فيه وما عشناه وتمنيناه لغيرنا ! على الأقل احتراما لشهدائنا في كل شبر وبقعة من بقاع إقليم كوردستان على الجبال وفي الوديان كما نحن نحترم شهداء العراق احتراما للغتنا كما نحن نحترم كل لغات العالم احتراما لطقوسنا اعيادنا احزاننا كما نحن مع الجميع في كل وقت بأفراحهم واتراحهم … احتراما لانسانيتنا كما نريدها للجميع من ذات المبدأ الأول الذي خلقنا الله عليه في احترام حقوق الامم لبعضها وخير مثال ودليل لديكم إقليم كوردستان فهنا المسجد يجاور الكنيسة وفي الطرف الاخر دور عبادة الله مقدسة ومحترمة بكل مافيها … يحميها القانون الذي لايفرق مابين دين واخر ولا بين لغة واخرى فهو للجميع وعلى الجميع بلا استثناء …

متى سنشهد السلام ؟ والاعلام الاخر يتخذ من قضيتنا محل اتهام في حين انه يتغافل عن فشل حكام العراق والفساد ينخر مفاصل الدولة تحت عنوان مناصب للبيع وسعر الوزارة الفلانية وصل حتى الان ؟و في حين ان بلاد الرافدين جفت وفي حين ان الاختلاف وصل حد توارث الخلاف ؟ وفي حين أننا مازلنا نتحدث عن مدن عراقية تدمرت بالكامل ومخيمات النازحين بل اللاجئين من دول اخرى على اطراف وداخل أراضي كوردستان التي أحتضنت الجميع قبلا وبعدا وبلا استثناء فكان جزاء الاحسان بغير الاحسان !

متى سنكون شركاء في بناء عراق نطمح إليه جميعا تكون قوته في بغداد وقوة أربيل لبغداد وتصان فيه حقوق ابناء الجنوب و حقوق ابناء إقليم كوردستان كما قالها ويؤكدها دائما الرئيس مسعود بارزاني ونعيش السلام ليكون غايتنا ويصبح الدستور محل فخر لا خلاف فيه !

قد يعجبك ايضا