الجزء الرابع – القسم الثاني
الاعلام المسموع والمكتوب
الفرع الاول
اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 25- 6- 2024
في السلسلة الموسومة للرئيس مسعود البارزاني، التي هي بأجزاءٍ خمسة، والتي ورد في جزءها الرابع- القسم الثاني، الذي كان بعنوان (( البارزاني والحركة التحررية الكوردية)) وتشمل ( 1975- 1990) ومعنونة بــ ( ثورة أيار) عن إذاعة صوت كوردستان ما يلي:
– ” في بداية ثورة أيار كان إعلامنا ضعيفاً ودون المستوى المطلوب؛ بسبب فقدان الإمكانات والأدوات المطلوبة لتطوير شؤون الإعلام كالطباعة والنشر… إلخ. لكن لا ينبغي تهميش دَور الكوادر والأعضاء المخلصين والتنظيمات داخل الوطن، فقد أدوا دَوراً بطولياً في نشر رسالة الثورة وإيصال المعلومات للجماهير والرأي العام الداخلي. بسبب فقدان أجهزة الإعلام بما فيها الإذاعة بعد انتكاسة الثورة نتيجة اتفاقية الجزائر، بُذِلَت جهود كبيرة للحصول عليها مرة أخرى، والبدء بالعمل الإعلامي في جميع المجالات. وبعد وقت قصير تمكنّا من الحصول على بعض أجهزة الطبع والنشر كالطابعات اليدوية وأجهزة الرونيو، بتلك الأدوات البدائية والبسيطة كانت أنباء الثورة تُنشر، وكان التوجه حينذاك هو الحصول على إذاعة… وقد طلبنا من الدكتور حميد آكريي ( العقري) والمهندس أحمد بريفكاني وكانا في النمسا أن يبذلا الجهود من أجل الحصول على إذاعة. وبعد مدّة اشترينا إذاعة صغيرة عام 1977، وقد استلفنا ثمنها من الدكتور أحمد الجلبي. نُقِلَت الإذاعة إلى القامشلي في سوريا، برفقة المهندس الأخ داروان نامق وهو من أهالي السليمانية وكان يقيم في هولندا، وهو شخصية وطنية، جاء ليصبح پیشمرگة، لذلك وصل إلى القامشلي مع الإذاعة، وكان في القامشلي حينئذٍ مكتب لحزبنا، وعن طريق المكتب تمّ نقل الإذاعة وما يتعلق بها إلى قرية ( خراب رشك) على الحدود السورية مقابل الجزيرة في شمالي كوردستان. بعد ذلك وبمساعدة المخلصين والوطنيين من الحزب الديمقراطي الكوردستاني- تركيا نُقِلَت الإذاعة إلى جولميرك، ومن هناك نُقلت بواسطة الرفاق وحملاً على الأكتاف إلى منطقة ( باسيا) على الحدود التركية العراقية. وكان الأخ كريم سنجاري واحداً من الذين رافقوا نقل الإذاعة إلى الجزيرة حتى إيصالها إلى قواتنا. استلم شكري نيرويي الإذاعة، بعد ذلك قام مع الأخ عزت آميدي- الذي استشهد فيما بعد للأسف- والأخ أحمد حسن عونم والأخ ،داروان، وبمساعدة سكان قرى ( أرشي، شلك، هر كاش، جارمندي) بتحويلها إلى جنوبي كوردستان. في ذلك الوقت كانت الظروف صعبة، لذلك كانت الإذاعة تُحمَل في الغالب على الظهور، وقد تحملوا العذاب والصعاب حتى تمكنوا من نقلها إلى الأخ جوهر والأخ كريم سنجاري في كوردستان. ومن الجدير ذكره للتاريخ بأن مفتاح النجاح في إيصال الإذاعة إلى كوردستان تمثل في تعاون الأخ ماجد بك الجلي زعيم عشيرة ( البنيانشي). تقرّر نقل الإذاعة إلى حدود المنطقة الثانية، لأنها منطقة جبلية حصينة، ولذلك تمّ تحديد قرية ( هركي) الواقعة في منطقة بارزان في قضاء ميرگه سور. قطع الرفاق طريقاً صعباً ووعراً حتى تمكنوا أخيراً في نهاية عام 1977 من الوصول إلى الموقع المحدد. وهكذا أصبحت قرية ( هركي) أول مكان لمقر إذاعة صوت كوردستان في ثورة أيار. وكان الأخ أحمد وهو من شمالي كوردستان يُشرف على الجانب الفني للإذاعة. بعد فترة بدأت الإذاعة ببث برامجها، في البداية كان الرفيقان شمال حويزي وآسو كريم يُشرفان على الإذاعة وكانا من البيشمركة والكوادر الكفوءة ذوي الخبرة في المجال الفني، وقد أدَيا دورهما بنجاح. بعد ذلك أصبح الرفاق الأكفاء فتحي آكريي والشهيد عزت آميدي، ومن ثم سيامند البنا مذيعين في الإذاعة. كان الحصول على الإذاعة وتشغيلها إنجازاً كبيراً جداً للثورة، وكان لها تأثير كبير ودَور بارز في نشر صوت الثورة في الداخل والخارج. كان الأخ آزاد برواري كذلك في الإذاعة والأخ سامي عبد الرحمن يُشرف على العمل الإعلامي، والأخ سيامند البنا مدير الإذاعة. بقيت الإذاعة في قرية ( هركي) حتى المؤتمر التاسع، بعدها نقلت إلى قرية ( زيوه) التابعة لمركور في شرقي كوردستان، ثم إلى شقلاوه القريبة من هَلَج حيث ضريح البارزاني الخالد. في 28 أيلول 1980 تم إحياء ذكرى مؤامرة أيلول المشؤومة سنة 1971، ولتلك المناسبة تمّ تقديم برنامج خاص وتقرير مُطوّل بشأن محاولة اغتيال جناب البارزاني. وفي 29 شباط 1981 قامت إذاعة صوت كوردستان بإجراء مقابلة صحفية معي حول الوضع العام للمنطقة، والمستجدات والمتغيرات.
بعد ذلك ومن أجل بثّ بـرامج الاذاعة وصوتها على ارض كوردستان، ولكي تكون الإذاعة قريبة من البيشمركة الأبطال وجماهير شعبنا، وتخلصاً من ضغوط إيران وحُججها، قررنا نقلها عام 1982إلى أرض كوردستان. في البداية نُقلت إلى لولان، وبعد فترة نُقلت إلى خنيره. بعد محاولات حثيثة ولتطوير النشاط الاعلامي لا سيما الاذاعب، قمنا بعد مدة بشراء إذاعة جديدة، تم نقلها إلى سوريا. وعن طريق السفارة السورية في إيران وصلت الإذاعة إلى طهران في 28 حزيران ،1983، ومن ثم إلى شرقي كوردستان، كان عثمان القاضي مع الإذاعة حين نقلها، وجيء بالإذاعة بناء على إجازة ( أرستو)، وفي الحقيقة اعتبر تسليم الإذاعة بمثابة معجزة!. في 25 نيسان 1984 كان هناك تشويش قوي على الإذاعة، وكان ذلك مصدر إزعاج لنا لأن برامج الإذاعة قامت في ذلك اليوم بتغطية تظاهرات الطلبة، ورغم قطع الطريق أمام وصول الرسالة كانت الأنباء تؤكد على أن تظاهرات الطلبة مستمرة. في أواسط شهر شباط 1984أستُشهد المُذيع البارع في القسم العربي لإذاعة صوت كوردستان الرفيق نيسان أوشانه هيتو في منطقة ( نهلة) التابعة لقضاء عقرة، كان لهذا الشهيد الإعلامي دَور بازر في إيصال صوت شعبنا إلى الرأي العام الداخلي والخارجي عن طريق إذاعة صوت كوردستان. عَمِلَ كل من أحمد دشتي وشكري نيرويي كمذيعين في الإذاعة لمدة من الزمن بعد ذلك في 1983 و 1984 كان مذيعو الإذاعة هم: بارزان ملا خالد، مسعود ساليي، تحسين دولمري، صباح بيت الله، مسعود نيرويي، عبد الله چلبي، قادر حسن آغا، أوشانه هيتو وهو مسيحي، وعَمِلَ إبراهيم مصطفى وهيمن حسن أيضاً كمذيعين لمدة، وكان المهندس أحمد بريفكاني مديراً للإذاعة، وهاشم أحمد أكريي كادراً فنياً. ومن الكوادر الفنية أيضاً عصمت رجب وطالب سعيد وسيف الدين حسين. هيئة التحرير في الإذاعة تألفت من مسعود ساليي ود. ناصح غفور ود. رزگار وحميد السوري وفلك الدين كاكيي وريبوار يلدا، وكذلك فهمي الكاكيي، وكان بارزان ملا خالد عضواً في هيئة التحرير مدة. في 10 حزيران 1985 زار پول موبيك وزوجته أديس راژان، وقاما بتصوير المجمع، وبعدها عقدا لقاء صحفياً معي دام ساعتين. في 8 تشرين الثاني 1985 رجع شوكت وتحدّث عن الفيلم الذي أخذه گوين لمصطفوي وجاء به وهو مستاء، فكتبت رسالة إلى مصطفوي وطلبت منه أن نلتقي وكانت غايتي هي علاج ما وقع من سوء تفاهم. في 1 نيسان 1988 وصل إلى راژان الصحفي ديفيد هيرتس، وبعد يومين، أي في 3 نيسان عقد معي لقاء صحفياً حول الوضع العام للمنطقة، وقد استمر اللقاء أكثر من أربع ساعات. وفي 2 أيار 1988 وصلتني دعوة للمشاركة في مؤتمر صحفي في طهران. في 19 تموز 1988 جاءنا وفد من التلفزيون الألماني إلى خنيره، وفي تلك الأيام كانت قوة حمرين قد وجهت ضربة قوية إلى العدو، ونتيجة للهجوم تمكّن البيشمركة من أسِرْ ثلاثة وعشرين جندياً بينهم ضابطان. في 18 آب 1988 نشرنا رسالة عبر الإذاعة بشأن وضع المنطقة ونضال الشعب الكوردي. في 4 أيلول 1988 عقدنا لقاء صحفياً مع رضا خيري وفريق صحفي من تلفزيون وصُحف إيران. وبعد ظهر يوم 10 أيلول 1988 زارنا الصحفي مراد گونش وجواد کوركافر وإحسان لعقد لقاء صحفي، وفي مقابلة موسعة تحدثنا عن عدة مواضيع. في 19 تشرين الأول 1988 عقدنا لقاء صحفياً مع گوین روبيرتس، وبعد هذا اللقاء التقينا بمراسل وكالة الأناضول. في يوم 28 تشرين الأول 1988 عقدنا للمرة الثانية لقاء صحفياً مع گوين. في 10 تشرين الثاني 1988 وبهدف زيارة رفاق المكتب السياسي ذهبت إلى راژان، وفي مقر المكتب السياسي التقيت بگوین روبيرتس وعقدنا لقاء باللغة الإنكليزية. وفي 11 تشرين الثاني 1988 عاد گوين مع جمشید و سیامند. في 22 تشرين الثاني 1988 زارنا پول موبيك وزوجته وعقدا معنا لقاء صحفياً، وقد وجها لى أسئلة كثيرة. وفي اليوم نفسه أذاع تلفزيون لندن مقاطع من الفيلم الذي أعده گوین، وفي 23 تشرين الثاني 1988 نشرت القناة الرابعة ولمدة أربع دقائق فیلم گوین، وكان له أثر كبير. ذكر في الفيلم أن المختبرات البريطانية أكدّت من خلال تحليلاتها للتراب الذي تمّ أخذه حقيقة استخدام غاز الخردل، وعرض في الفيلم كذلك مقاطع من معركة خـوار كورك، وأدان أسقف كانتربري على شاشات التلفزيون جرائم النظام العراقي. يُذكر أن موبيك قد عاد إلى طهران بعد لقائنا، وتعرّض هناك لعدة مضايقات ومشكلات. في الساعة السابعة مساء يوم 24 تشرين الثاني 1988 عقد گوين و هوشيار زيباري وسبعة من نواب البرلمان البريطاني لقاء صحفياً داخل البرلمان. التقى گوین بمسؤولين من وزارة الخارجية، وأكّد أن العراق استخدم السلاح الكيميائي. ومع أن السفير العراقي محمد المشاط ردَّ ذلك، إلا أن إصرار گوين أعاد إلى الواجهة جدلاً قوياً بشأن العراق. من أجل الاطلاع عن كثب على أحوال الرفاق في الإعلام عقدنا اجتماعاً خاصاً مع قسم الإعلام يوم 2 كانون الثاني 1990، جرى فيه الحديث عن الأحوال المعيشية والمُخصصات والمساعدات. كانت المساعدات عبارة عن سبعمئة وخمسين ديناراً، وكان المطلوب زيادة المبلغ، كما ينبغي الحصول على جهاز جديد للطباعة والاهتمام بعمل الإعلام بشكل أكبر. للغاية نفسها وبعد يومين، في 4 كانون الثاني، ومن أجل إدارة العمل الإعلامي بشكل أفضل اجتمعنا ثانية، وتمّ توزيع المهام بالشكل التالي الرفيق فلك الدين كاكيي، ريبوار يلدا مسؤولية الإدارة، مسعود ساليي الإشراف على برامج الإذاعة، حميد السوري يذهب إلى إعلام الجبهة، غازي زيباري ينقل من الإعلام، ويبقى بارزان ملا خالد إن استمر في دوامه، ويبقى د. رزگار في الإعلام. وفيما يتعلق بالميدان الإعلامي أيضاً تقرّر في اجتماع مع المكتب السياسي وبعد تقييم المهام إعداد مشروع بشأن أسلوب العمل والصلاحيات والواجبات والميزانية وكيفية الصرف وأبوابه وذلك ليلة 8 كانون الثاني 1990. في 21 نيسان 1990 زارني الصحفي ماجد گوربوز من صحيفة ( حريت) التركية لإجراء لقاء صحفي وبحث ومناقشة عدة موضوعات، من ضمنها الوضع العام للمنطقة وکوردستان. في 24 تشرين الأول 1990 وصل إلى راژان الصحفي ياسر أحمد فرحات مدير مكتب القاهرة لصحيفة ( المسلمون)، وفي سليفانا في الليل عقدنا لقاء بشأن وضع المنطقة والمسألة الكوردية، وجرى حديث جاد ومناقشة مكثفة حول عدة موضوعات ومسائل مختلفة. بعد ذلك تحدث باسم مصر والسعودية، واراد أن يعرف آرائي ووجهة نظري، فأخبرته بكل صراحة بأن قضيتنا هي قضية سياسية، وهي بحاجة إلى قرار سياسي. نحن على استعداد لأية خطوة شرط أن نعطى ضمانات بعدم المتاجرة بنا، وتعرضنا للخيانة. وأن يتم تقديم الدعم لنا من الناحية العسكرية والمالية. وينبغي إقناع تركيا بفسح المجال لتحركنا، وألا تضغط علينا. في 25 تشرين الأول 1990 كان لنا لقاء آخر مع ياسر فرحات، لكنه صوّر اللقاء هذه المرّة بالفيديو، وفي جانب من اللقاء أكدّ أكثر من مرّة بأن زكريا عزمي ومصطفى الفقي شخصیتان مهمتان و مؤثرتان في مصر، وطلب عقد اتصال معهما. نشرت ( الإنصات) في عددها 491 في يوم الجمعة 26 تشرين الأول 1990 خبراً حول زيارة صدام حسين إلى السليمانية واجتماعه مع الكورد هناك ودعوته إلى المصالحة الوطنية. في الاجتماع طلب صدام مهلة خمس سنوات، وأكد أنه إذا لم تعمّر كوردستان في هذه السنوات الخمس للكورد الحق بأن يلجؤوا حينئذ إلى حمل السلاح”.
يتبع=