الباحث/ احمد الحمد المندلاوي
# سنرجع على ظهر هذه القافلة مائة سنة الى الوراء..مع الحديث عن قافلة شهباز و سرور أهالي مندلي و أفراحهم يعود الى سنوات قبل ما يقارب مائة عام ،قسم من الحديث يعود سرده عن إمرأة مندلاوية من مواليد 1926م –2007م ،وقسم منه مقابلة شخصية مع حفيده محمد .
هو الحاج شهباز عباس حسين طاوغلي المعروف بـ(حجي شاواز)،من مواليد مندلي لعام 1868م تقريباً،في مدينة مندلي– محلة قلعة بالي-سرتبة،كان في أوائل عمره رجل أعمال أي تاجراً معروفاً حيث كان يملك أكبر قافلة للتجارة بين العراق وإيران، تتكون من (40) دابة (بغلاً)،لنقل البضائع بين البلدين ذهاباً و إياباً،الى ايران كما أخبرني بذلك أحد أحفاده،وهو الأستاذ محمد كاظم شاواز.
وأضاف : إنَّه كان في حينه صاحب أكبر نقليات كما في إصطلاحات الوقت الحاضر،ووصف لي الآخرون قافلة الحاج شاواز (شهباز)..ومنهم والدتي (مواليد 1926م – 2017م) بأنَّها كانت محملة بأنواع البضائع،والحاجيات المتنوعة منها (ربطات نسائية المعروفة محلياً بكولوني،وتاكاري،وحذاء كرمانشاني (نسائي و رجالي)،وعرقجينات،إضافة الى الجرزات والمكسرات مثل:
حب أبيض ،و اللوز و الجوز و البادم .
وهناك الحنّاء الخالص من عناصر الزينة للنساء، كما لا ننسى طين خاوه المسمى محلياً بـ كِل بتفخيم اللام ،و القاو و البرماغ (قداحة)و التنباك للمدخنين، والنقل (جكليت)و الزعفران ،وقلائد للفتيات الصغار المسماة (قروش – و قران) و كنا نحتفظ بقسم منها في المنزل من مقتنيات جدّتي (أم والدي) و لكن ظروف الحرب اتلفت تلك المقتنيات بما فيها سيف وخنجر و مسدس قديم،عوداً الى (المول) المتنقل و فيه أبريشم والكز ،وغيرها ،وان صح التعبير مول كامل متحرك تحمله قافلة المرحوم شاواز على ظهور بغاله)،ويأتي الناس من أطراف المدينة من نفطخانة وعشائر قره لوس و قزانية و بلدروز أيضاً للتبضع في حالتي المفرد و الجملة ..
لذا يتم استقبالها من قبل الناس صغاراً و كباراً بابتهاج وفرح آملين الشراء منها للأعياد و الأفراح،بما تُرضي أذواقهم،وسدّ حاجياتهم،لا سيما من هم على أبواب الزواج؛وكذلك أثرياء المنطقة للتمتع بما أنعم الله تعالى عليهم من النعم و المال الحلال.أو شراء هدايا للأحباء والأصدقاء من سوق عكاظ مندلي،و ترى مندلي بوجهها الجميل تصبح عروساً في هذا الموسم أكثر من بقية الأيام.
إدارة القافلة أمر صعب وعمل شاق،و بعدما اعتزل العمل مع زحف سني العمر،ثم عمل تاجراً للقماش(بزازاً) في سوق مندلي الكبير،
حيث كان عضواً في غرفة التجارة العراقية.
ومن أعماله الخيرية،قيامه بإدارة و تولية حسينية (الزهراء في قلعة بالي – مندلي مع الحاج الوجيه دوريش موسى، حسين هاشم،و جعفر داود،والدرويش محمد، وعمران عبدي وغيرهم.
وفي تلك الفترة إزدهرت الحسينية المذكورة في المجالات الدينية،وظل خادماً أميناً للإمام الحسين(ع)،ومحبوباً من قبل الأهالي،طيباً دمث الأخلاق ،ووجيهاً في المجتمع المندلاوي،الى أن وافاه الأجل عام 1977م،تاركاً وراءه ذرية صالحة،ويعتبر الحاج شاواز من المعمرين في القضاء.
—————————