فاطمة علي
تعد الاغتيالات هي إحدى الوسائل السياسية والعسكرية التي لجأت إليها العديد من الجهات عبر التأريخ بهدف القضاء على الخصوم أو المنافسين.
وهي ليست حديثة ولكنها شهدت تطورًا ملحوظًا في العصر الحديث من حيث الأساليب والأهداف. غالبًا ما تنطوي على أبعاد سياسية أو عسكرية، وقد تكون لها دوافع اقتصادية أو اجتماعية.
الاغتيالات هي عمليات مُخطط لها بعناية تهدف إلى القضاء على حياة أفراد بعينهم، عادةً ما يكونون شخصيات عامة أو رموزًا سياسية، لأسباب تكتيكية أو إستراتيجية.
و تتميز هذه العمليات بكونها سرية وتنفذ بطرق تحاول تجنب الاشتباك المباشر، مما يؤكد على طابعها الخفي والمعقد. تتعدد الأسباب التي تدفع الجهات الفاعلة إلى اللجوء إلى الاغتيالات لتحقيق أهدافها.
من بين هذه الأسباب التخلص من خصم سياسي أو عسكري يشكل تهديدًا مباشرًا، أو الإحداث الفوضى وزعزعة استقرار الأوضاع في بلد معين.
كما يمكن أن تكون وسيلة للانتقام أو توجيه رسائل سياسية قوية.
ومن الأهداف السياسية وراء الاغتيالات هي السعي لإضعاف الخصوم السياسيين أو المجموعات المعارضة، و تغيير موازين القوى داخل الدولة، أو تحقيق أهداف استراتيجية على الصعيد الدولي،
اما تأثيراتها على المجتمع فهي تترك أثرًا عميقًا لانها تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار وقد تسبب حالة من الفوضى أو الانقسامات السياسية والاجتماعية.
كما أن لها تأثيرًا نفسيًا بالغًا على الأفراد، ما يؤدي إلى تصاعد التوترات والمخاوف بين السكان.استراتيجيات الوقاية والتصدي للاغتيالات.علاوة على تعزيز الإجراءات الأمنية والحماية للشخصيات الهامة.
لهذا يجب العمل على حل النزاعات السياسية بطرق سلمية للحد من الدوافع الكامنة وراء هذه العمليات وتشديد العقوبات القانونية ضد مرتكبي الاغتيالات والمتورطين فيها.بالاضافة الى تعزيز التعاون الدولي لمنع الجرائم المنظمة والإرهاب، اللذين قد يكونان وراء تخطيط وتنفيذ الاغتيالات.
في نهاية المطاف، يجب التعامل مع ظاهرة الاغتيالات بجدية وشمولية، ليس فقط من خلال التدابير الأمنية، وإنما عبر معالجة الأسباب الجذرية التي تغذي هذه العمليات. هذا يضمن بناء مجتمعات أكثر استقرارًا وأمانًا للأجيال الحالية والمستقبلية.