حيدر الحيدر
حديثنا اليوم عن اذاعي متميز له تاريخ حافل ومؤثر عَشَقَ المكرفون عشقاً كبيراً وكان صوتُه معبراً لا يمكن نسيانه وكان خزيناً لذاكرة ٍ فنيةٍ وصندوقاً لحكايات ٍ حلوةٍ لا تغيب انه المذيع والناقد والمتابع الفني: سعاد الهرمزي
اسمه ومولده ونشأته ودراسته:
اسمه، سعاد شاكر ضياء الدين الهرمزي وينتمي الى عائلة الهرمزي التركمانية المعروفة بأدباءها ومفكريها، اذ كان والده من الصحفيين الاوائل وهو صاحب جريدة (الآفاق) الكركوكية التركمانية.
ولد سعاد الهرمزي في كركوك عام 1927 ونشأ وترعرع فيها وأكمل دراسته المتوسطة في كركوك، ثم معهد التدريب الاذاعي في القاهرة بمصر
واستمر منذ شبابه في عطائه الاذاعي المتميز وعرف بصوته الرخيم واسلوبه الهادئ في التقديم.
بدايات مشواره مع الفن.. ودخوله الاذاعة العراقية
منذ طفولته كان محباً لأخبار الفن والفنانين وقد تعرف من خلال جهاز (فونو غراف) على المطربين والملحنين الاوائل مثل سيد درويش وسلامة حجازي وعبدة الحامولي وتعرف على اصوات كبيرة كصوت محمد عبد الوهاب وام كلثوم واسمهان وفريد الأطرش فشغف بهذه الاسماء في عالم الموسيقى وبقي يلهج بذكرها في برامجه الإذاعية. وكان دخوله الاذاعة العراقية في اواخر الاربعينيات مذيعاً ومعداً للبرامج الفنية.
اهم الوظائف التي تقلدها سعاد الهرمزي
- بعد ان أنهي دراسته في معهد التدريب الاذاعي بالقاهرة وعودته الى العراق
- عمل مذيعاً ومعداً للبرامج الفنية في اذاعة بغداد
- عمل مساعداً للمراقب العام في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون
- ورئيس للمحررين في وكالة الانباء العراقية عام 1948
- عمل صحفياً ورئيس لتحرير جريدة (الآفاق) الكركوكية وهو لا يزال في العشرين وهي صحيفة تصدر باللغتين العربية والتركمانية
- مارس النقد السينمائي في عدد من الصحف والمجلات العراقية مثل جريدة (اليقظة)
- رئيس تحرير جريدة (النديم) في الخمسينيات
أهم الدراسات التي قدّمها سعاد الهرمزي
انجز سعاد الهرمزي كتباً عديدة حاول فيها توثيق اعماله الاذاعية منها:
- خواطر الأيام ـ جزءان
- أصوات لا تنسى ـ خمسة أجزاء
- من الذاكرة ـ ثلاثة أجزاء
- موسوعة الفنانين ـ ثلاثة أجزاء
أبرز البرامج الفنية التي قدمها سعاد الهرمزي
كان سعاد الهرمزي من الاسماء الاذاعية المهمة في الاربعينيات والخمسينيات والستينيات، فكان من المذيعين المتميزين في تلك الفترة اضافة لتقديمه عدداً كبيراً من البرامج ويعتبر برنامجه الاذاعي (من الذاكرة) من ابرز تلك البرامج وهو برنامج موسيقي غنائي يتناول سيرة عمالقة الموسيقى العراقية والعربية ويتناول منجزاتهم الغنائية بالنقد والتحليل ومن الفنانين الذين تحدث عنهم عبد الوهاب وفريد الاطرش واسمهان وام كلثوم ومحمد القبانجي وحسن خيوكة وناظم الغزالي ويوسف عمر ورضا علي وعباس جميل واحمد الخليل ويحيى حمدي ومائدة نزهت وزكية جورج ومنيره الهوزوز ،والقائمة تطول وتطول .
وكان يعد ويقدم برنامج اذاعي تلفزيزني مهم عام 1959 هو برنامج (ركن الهواة)
مساهماته في مهرجانات فنية
كان سعاد الهرمزي ناقداً موسيقياً متميزاً وقد ساهم في عدد من المهرجانات الموسيقية والفنية منها:
ـ ساهم بشكل فعال في مهرجان الموسيقى في بغداد عام 1964.
ـ ومهرجان السينما الدولي في إسطنبول.
وكانت له علاقات متميزة ومتينة مع الفنانين العرب والكتاب الكبار من امثال محمد عبد الوهاب واحمد رامي وسلامة موسى وعبد السلام النابلسي وعبد الحليم حافظ ومعظم الفنانين العراقيين فقد كان الهرمزي ناقداً وكاتباً ومتابعاً يلاحق الحركة الفنية داخل وخارج العراق.
أبرز الأسماء الاذاعية التي عاصرها الهرمزي
ـــ كثيرة جداً تلك الاسماء التي عملت في اذاعة بغداد فترة الاربعينيات والخمسينيات والستينيات فمن المذيعين الذين عاصرهم: محمد علي كريم /حافظ القباني / امل القباني / ناظم بطرس / عادل نورس / مشتاق طالب / قاسم نعمان السعدي / بهجت عبد الواحد/ عبد الكريم الجبوري: هالة عبد القادر / زهره احمد صالح / حافظ الدروبي / كاظم الحيدري، ومن الفنانين عزيز علي /حضيري ابو عزيز /ناظم الغزالي /سليمه مراد / مائدة نزهت /
حسن خيوكة وكثير من الاصوات التي لا تنسى.
كتابته للقصة
كتب سعاد الهرمزي القصة، وكان ذلك قبل توجهه الى العمل الإذاعي، فقد نال الجائزة الأولى في مسابقة اجرتها مجلة القصة المصرية وكان عنوانها (البؤرة) لكنه توقف عن كتابة القصة بعد ان حصلت له قناعة بترك هذا الميدان والاتجاه الى العمل الإذاعي.
رحيله وتكريمه
توفي سعاد الهرمزي اوائل كانون الثاني 1998 بعد رحلة طويلة من المنجزات والإبداعات الاذاعية وبقي صوته يرن في الذاكرة كصوت من الاصوات التي لا تنسى وقد كُـرِّم في حينه من قبل وزارة الثقافة ومنح جائزة تسلمها ولده ضياء، وبوفاته انطوت صفحة من الحب والعمل الدؤوب في خدمة التراث الفني.