شيركو حبيب
بعد انتكاسة عام 1975 على إثر تحالف دولي و خيانة القوى الإقليمية للثورة الكوردية، ظنت أطرافه وخابت ظنونهم، أن الكورد أو بالأحرى الثورة الكوردية و الحركة التحررية الكوردية، أصبحت في خبر كان، وبالأخص قيادة الحركة من قبل البارزاني.
لم يتوقع هؤلاء وأولئك أن من قاد النضال منذ أمد طويل ضد الديكتاتورية والظلم، قادر على صنع ثورة وقيادة حركة تحررية كوردية، مهما كانت الظروف والأجواء. من قاد ثورات وحركات بارزان و قاد ثورةً أيلول المجيدة قادر على قيادة ثورة أخرى تلبي حقوق شعب مضطهد.
جاءت ثورة گوڵان التقدمية في ظروف بالغة التعقيد، بعد أن تعاون نظام صدام و شاه إيران لضرب ثورة أيلول المجيدة، وبعد الإنتكاسة أصبحت كوردستان تحت رحمة نظام ديكتاتوري استعمل الحديد و النار لضرب كوردستان وشعبها.
إلا أن حكمة وشجاعة البارزاني الخالد كانت أقوى من مؤمرات الأعداء، فنرى بعد فترة وجيزة تم إعلان ثورة گوڵان التقدمية في 26 مايو أيار 1976 بقيادة البارزاني الخالد وجمع كثير من مناضلي الحزب ومؤازرة أبناء الشعب، وهكذا تجمع أبناء كوردستان حول قائدهم، وأشرقت شمس ثورة جديدة، هي تكملة لثورة أيلول المجيدة، للنضال من أجل حقوق شعب كوردستان للعيش بكرامة و حرية على أرضه.
وهكذا برهن الحزب الديمقراطي الكوردستاني بقيادة البارزاني الخالد على أن لا أحد يستطيع إيقاف عجلة الزمن، وقهر شعب مضطهد، وهكذا رد البارزاني الخالد على من ظن أن انتكاسة آذار 1975 هي نهاية، بل كانت البداية، رغم وفاة البارزاني مصطفى، لكن نهجه وًنضاله و روحه كانوا دائما معنا في الثورة في النضال.
إن وفاته كانت خسارة ليست للشعب الكوردي وحده، بل كانت خسارة لكوردستان والحركة التحررية، وخلال ثورة گوڵان تعرض شعبنا إلى خسارة أخرى وفاة القائد الخالد الذكر إدريس بارزاني، وهكذا أصبح الزعيم الكوردي مسعود بارزاني مع رفاقه هم من تحملوا المسؤولية، وكان العبء ثقيل على الزعيم مسعود بارزاني، إلا أن إيمانه بعدالة قضية شعبه جعله يتحدى كل الصعاب و العقبات، وخلال ثورة گوڵان سجل بيشمركة كوردستان بخبرة وحكمة الزعيم مسعود بارزاني انتصارات عظيمة وملاحم بطولية .
كانت ثورة گوڵان سببا لاندلاع انتفاضة شعب كوردستان في ربيع عام 1991 بمشاركة جميع الأحزاب الكوردستانية، وكان لثورة گوڵان الدور الأساس لمقاومة قوات النظام آنذاك، وهكذا أصبحت كوردستان حرة و انتخب برلمانها و تشكلت حكومتها،
گوڵان ثورة من أجل الحرية و الكرامة.
المجد و الخلود للأب الروحي للشعب الكوردي مصطفى بارزاني و إدريس بارزاني وكل شهيد من أجل كرامة و حرية شعب كوردستان.