منارات عراقية … بيدر البصري تغني لبيادر الخير في اربيل

أجرى الحوار: توفيق رفيق التونجي

يا عشقنا… فرحه الطير اللي يرد لعشوشه عصاري

من سوابيط العنب ونحوشه عصاري

وگاعنا فضه وذهب واحنه شذرها

وشحلات العمر لو ضاع بعمرها

يا عشقنا يا عشقنا يا عشقنا

المطربة بيدر البصري أطلت على جمهور العاصمة اربيل خلال مهرجان معرض اربيل الدولي للكتاب، لتغرد بأحلى الأغاني التراثية العراقية، بما فيها اغاني اوبريت (بيادر الخير) التي غنت فيها والدتها المطربة، شوقية العطار، والفنان المرحوم فؤاد سالم، وكان من ألحان والدها المرحوم الموسيقار، حميد البصري، وشارك فيه العديد من فناني البصرة الفيحاء عام 1969.

المطربة معروفة دوليا ومن الأسماء اللامعة في عالم الموسيقى، وهي تحمل هوية عراقية، ومن مواليد عاصمة الرشيد بغداد (1980) وهويتها بصرية تسكن المنفى بعد ان تركت برفقة عائلتها الوطن، لتعيش وتدرس في دمشق، ثم تعرج الى بلاد الأراضي المنخفضة (هولندا) لتدرس وتبدع منذ أكثر من ثماني سنوات.

درست بيدر الغناء الأوبرالي لمدة ثلاث سنوات، ودراسة رقص الباليه لمدة أربعة اعوام في دمشق سوريا، كما درست في الكونسرفتوار الملكي في دنهاخ في هولندا. لديها خبرة في الغناء العربي، وشاركت في أوبرا quot;دايدو واينياسquot; للمؤلف الموسيقي هنري بوسيل، شاركت كذلك في المسرحية الغنائية quot;زجلquot;  في بلجيكا، شاركت في المسرحية الغنائية quot;ليلة عراقيةquot;  في هولندا.

والمطربة بيدر البصري، عضوة في فرقة البصري التي قدمت عروضًا في كل من هولندا، بلجيكا، فرنسا، دانمارك، النمسا وسوريا.

شاركت في حفل السنة الجديدة عام 2002 مع أوركسترا الهوائيات الهولندية الذي نقل عبر الإذاعة والتلفزيون الهولندي، كما قدمت عام 2003 مع الفرقة السيمفونية الهولندية quot;متروبول أوركستراquot;.   قدمت كذلك اغاني باللغة الفلمنكية وفي عام 2003 مجموعة من الأغنيات في ست محافظات هناك من ألحان المؤلف الهولندي تيو هوك. لا تزال تغني في معظم الحفلات في العديد من الدول الأوربية.

كانت قد احيت حفل جماهيري كبير، لإحياء الذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي في بغداد، ومن ثم شاركت في مهرجان المربد الشعري. قامت بزيارتها الاولى الى مدينة الحلة، وقابلت ابناء المدينة الطيبين، وكانت الزيارة بدعوة من رئيس مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية، الدكتور علي الشلاه، وجدت هناك بان الجمهور يحفظ اغانيها مطالبا اياها في نهاية الحفل ان تغني الأغنية التراثية العراقية الشهيرة “هذا مو انصاف منك” التي اشتهرت بصوتها خلال السنين الماضية وتجدونها، عبر منصة اليوتيوب على الانترنت. كانت الحفلة في مهرجان بابل بقيادة الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية.

*سألتها عن شعورها وهي تزور الإقليم وكيف استقبلها الجمهور؟

– شعوري لا يمكن وصفه في زيارتي الأولى الى اربيل. سعيدة جداً باستقبال الجمهور لي، وسعادتي أكبر لمعرفتهم بأغنياتي وأغاني المرحوم الوالد، وطبعا لأغاني الوالدة شوقيه العطار اطال الله في عمرها. وطبعا هذا أفرحني جداً. انا سعيدة جداً بلقائي بالجمهور والذي اعتبره جمهوري. وقابلت ايضاً جمهورا ليس فقط من العراق بل كان بين الحضور من سوريا ولبنان وكانت فرحتي بهم كبيرة جداً. جاءت زيارتي الى اربيل تلبية لدعوة من رئيس مؤسسة المدى الأستاذ فخري كريم للمشاركة في معرض الكتاب الدولي في اربيل مشكوراً.

*وماذا عن زيارتك الى البصرة، وهي كذلك للمرة الأولى؟

– فرحت جداً باستقبال الجمهور البصري الكبير، وافتخارهم بي وبمنجزاتي في أوربا والدول العربية، كانت تجربة مميزة وجميلة جداً، سعيدة جداً بالناس وبفرحتهم بي.

*مدى تأثير البيئة العراقية عليك خلال دراستك للموسيقى الغربية؟

-العراق بتركيبته الثقافية التعددية كان مصدر إلهام للمبدعين في شتى الفنون الابداعية. اللغة الموسيقية تطورت على مر السنين وأناشيد المعابد والرقص والنشيج السماوي من نينوى الى اور مرورا ببابل تحول الى نغمة عذبة تكسو افئدة العراقيين. كانت الكلمة الشعرية مصدرا مهما من مصادر الاغنية العراقية، والتعددية الثقافية العراقية انعكست على تلك الكلمات في أبدع لهجات لا يفهمها الا العراقيين، فهنا نجد لهجة موصلية، وبصراوية، وبغدادية لكل طعمه ومذاقه العذب. حتى الهلهولة العراقية ذو مذاق موسيقي مختلف كمثيلتها الهوسات والشعر الشعبي، وتعدد الملابس والمأثورات الشعبية. كلمات تلك اللهجات جاءتنا من عصور غابرة وامم واقوام كان العراق وطنا سمحا للجميع احتضنتهم كالأم الحنونة بين ذراعيها دجلة والفرات وأخذت منهم وأعطتهم الكثير.

كل هذا أثر فيّ عميقًا بشكل أو بآخر، ان رافد الاغنية الشعبية العراقية واطوار الغناء الشعبي والديني والمقامات العراقية مصدر غني للموسيقيين وارث ثقافي للأجيال القادمة. العراق الذي يحمل كل هذا التاريخ والموروث الثقافي يحل في بلاد المنفى ضيفا عزيزا.

*ما الغاية من تعلمك الموسيقى الغربية؟

– لم يكن هدفي من الدراسة الأكاديمية للموسيقى واللحن الكورالي التعددي ان أقدم الاعمال الغربية كما هي، لأن ذلك لا يضيف شيئا جديدا عندهم، بل الاستفادة من تكنيك الاداء لخدمة موسيقانا، لذلك فان مزج الروح الشرقية في اللحن التعددي الغربي يخلق فضاء موسيقيا جديدا على العمل الموسيقي الغربي.

*وماذا عن تأثير الموسيقى الشرقية، هل صعّب عليك دراستك الكورالية؟

– باعتقادي لم تكن المسافات الربعية في الموسيقى في يوم ما عاملا معرقلا لتطور الموسيقى امام المبدعين، ولنا في تجارب الخالدين الاخوين رحباني خير دليل، كما كان لتجربة اخي الفنان المبدع رعد خلف في التوزيع الاوركسترالي، لأغاني البومي الاول الذي صدر حديثا بمناسبة بغداد عاصمة الثقافة العربية، أفضل دليل على تجاوز الفنان المبدع لصعوبات التوزيع الاوركسترالي للموسيقى ذات المسافات الربعية.

 

قد يعجبك ايضا