الهجوم على حقل كورمور الغازي في كوردستان: ادانات دولية ومطالبات بالقبض على الجناة

التآخي ـ وكالات

تحقق السلطات الاتحادية العراقية في ملابسات الهجوم على حقل غازي في كوردستان العراق، أسفر عن مقتل عمال أجانب وعراقيين، وتوقف إمدادات محطات الكهرباء في الإقليم وسط إدانات محلية ودولية لـ «العمل التخريبي» الذي طال الحقل، ليل الجمعة 26 نيسان 2024.

وتضاربت الأنباء بشأن الهجوم وجنسيات الضحايا، وقيل إن الاستهداف نُفذ بطائرتين مسيّرتين، برغم أن البيانات الرسمية تحدثت عن مسيّرة واحدة.

 

 

 

وقالت قيادة العمليات المشتركة، إنها شكّلت لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم على حقل كورمور الغازي بالسليمانية.

وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان صحفي«بناءً على توجيهات القائد العام للقوات المسلحة شكّلت قيادة العمليات المشتركة لجنة تحقيق فنية لمعرفة ملابسات الهجوم التخريبي الذي جرى تنفيذه بوساطة طائرة مسيّرة، واستهدف حقل كورمور الغازي في ناحية قادر كرم بمحافظة السليمانية، وتسبب بوفاة شخصين، وإصابة اثنين آخرين جميعهم يحملون الجنسية الآسيوية».

وكانت حكومة إقليم كوردستان قد طالبت الحكومة الاتحادية بالقبض على منفذي هجوم حقل كورمور الغازي في السليمانية. وذكرت حكومة الإقليم أن جهوداً كبيرة بُذلت في الماضي بهدف تحسين قطاع الطاقة والبنية التحتية الاقتصادية في العراق، خصوصاً في كوردستان، وفيما «يجري اتخاذ الخطوات اللازمة لحل القضايا، عاد الأشرار إلى استهداف حقل غاز كورمور في عمل إرهابي أدى للأسف إلى مقتل 4 موظفين من الجنسية اليمنية».

ولفت بيان الحكومة إلى أن الحقل تعرض لأضرارٍ بالغة، مبينة أنه ذلك «سيؤثر في نقص الطاقة الكهربائية بشكل كبير». وندد رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، بالهجوم، وأرسل التعازي للضحايا، مشدداً على وجوب قيام حكومة بغداد بواجبها في منع تكرار هذه الهجمات، وملاحقة الجناة ومعاقبتهم.

 

 

 

وقال رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، في بيان صحفي، إنه «بناءً على المعلومات الأولية فإن هذه الهجمات تُنفَّذ من منطقة مجاورة للإقليم ضمن الأراضي العراقية». وأوضح بارزاني أن «استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في كوردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له».

واستنكرت السفيرة الأمريكية لدى العراق إلينا رومانوسكي، استهداف الحقل، وطالبت بتحقيق عاجل في الهجوم، مؤكدة استمرار دعم واشنطن لأمن واستقرار العراق وكوردستان، في حين شددالمتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في بيان، على دعم العراق وإقليم كوردستان وحماية الاستقرار والسيادة، وقال إن الهجوم انتهاك للسيادة العراقية، مطالباً السلطات بالتحقيق، وتقديم المهاجمين إلى العدالة.

كما أدان السفير البريطاني لدى العراق ستيفن هيتشن الهجوم، وقال إنه محاولة لتحقيق أهداف سياسية واقتصادية عن طريق العنف، فيما شدد على ضرورة محاسبة المسؤولين.

وبعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ لإصلاح الحقل، أعلنت وزارة الكهرباء في كوردستان، استعادة إنتاج 1600 ميغاواط من حقل «كورمور» الذي تعرض للقصف.

وقالت الوزارة في بيان صحفي، إنها «استغرقت ساعات للحد من آثار الهجوم، لتتمكن من تعويض جزء كبير من الانخفاض في إنتاج الكهرباء».

وتسبب الهجوم على الحقل الغازي بتعليق الإنتاج وخفض الكهرباء بمقدار 2500 ميغاواط، فيما شهدت مدن متفرقة في الإقليم «إطفاءً تاماً»، وفقاً لمصادر وشهود.

وكان هجوم سابق قد استهدف الحقل، في كانون الثاني الماضي، أدى إلى فقدان 2800 ميغاواط من حجم إنتاج الكهرباء.

وحينها، وجَّه رئيس الحكومة الاتحادية محمد شياع السوداني، بفتح تحقيق بشأن الحادث، لكن الحكومة لم تعلن النتائج حتى الآن.

وينفق العراق نحو 25 مليار دولار سنوياً على دعم الطاقة الأولية يذهب منها نحو 6 مليارات لاستيراد الغاز الإيراني اوكورمور هو حقل غاز طبيعي حر، اكتُشف عام 1930، وكان اسمه حقل «الأنفال» قبل أن يتغير الاسم عام 2003.

وحتى عام 2022، كان احتياطي الحقل 8 تريليونات و200 ملیار قدم مكعبة، وإنتاجه اليومي من الغاز الطبيعي 452 مليون متر مكعب، وإنتاجه اليومي من متكثف الغاز 22 ألف برميل، تنقل عن طريق الصهاريج، وتخلط مع النفط المصدر إلى الخارج.

و«كورمور» من أكبر حقول الغاز في إقليم كوردستان، يتزود به لتشغيل الكهرباء، ولتوفير حاجة السكان من غاز الطبخ والتدفئة.

وكان السوداني يرغب في الاستفادة من غاز حقل كورمور لسد حاجة محطات إنتاج الكهرباء في المنطقة الشمالية.

ودانت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “يونامي”، الهجوم الذي تسبب بمقتل 4 عمال يمنيين وإصابة اثنين آخرين. كما قدمت البعثة في منشور عبر إكس تعازيها “لأسر الضحايا ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.

ورحبت “يونامي” بإعلان الحكومة العراقية إطلاق تحقيق للوقوف على ملابسات استهداف الموقع، الذي يوفر الكهرباء للمواطنين بالإقليم، داعية إلى تحديد هوية المهاجمين وتقديمهم للمحاكمة.

ودعت السفيرة الأميركية لدى العراق، إلينا رومانوسكي، إلى فتح تحقيق عادل في الحادثة وتقديم الجناة للعدالة، مجددة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بمواصلة العمل مع حكومتي بغداد وأربيل لدعم أمن واستقرار العراق وسيادته.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان “نحن نشجع السلطات على التحقيق وتقديم المسؤولين إلى العدالة. وستواصل الولايات المتحدة العمل مع حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان لدعم أمن العراق واستقراره وسيادته”.

واستهدفت هذا الموقع هجمات عدة في السنوات الأخيرة، ولم يعلن أي طرف مسؤوليته عنها، لكن هذه هي المرة الأولى التي يسفر فيها هجوم عن قتلى.

واوضح المتحدث الرسمي باسم حكومة إقليم كوردستان، بيشوا هوراماني، في بيان “قتل أربعة عمال يمنيين وتعرض الحقل لأضرار بالغة، ما سيؤثر على الكهرباء”.

وأضاف “يجب وقف هذه الهجمات المتكررة”، داعيا الحكومة الاتحادية في العراق إلى “العثور على مرتكبي هذا العمل الإرهابي وتقديمهم للعدالة ومنع تكرار هذه الأعمال”.

وقال رئيس اقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني أن “هذه الهجمات تعرض سلام البلاد واستقرارها للخطر”.

وأضاف “يجب على الجهات المسؤولة في الحكومة الاتحادية العراقية القيام بواجبها لمنع هذه الهجمات والعثور على الجناة من أي جهة ومعاقبتهم وفقا للقانون”.

وسبق لسياسيين في كوردستان أن نددوا بهذه الهجمات المتفرقة التي تستهدف حقل كورمور للغاز، محملين فصائل مسلحة مؤيدة لإيران مسؤوليتها.

وقالت وزارتا الكهرباء والموارد الطبيعية في إقليم كوردستان إنهما تعملان مع شركاء لاستئناف العمليات في حقل كورمور للغاز بعد توقف الإنتاج بسبب هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن سقوط قتلى. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، على وفق وكالة رويترز”للأنباء.

من جانبه الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد ندد بالهجوم؛ وقال في منشور على منصة إكس “على الأجهزة الأمنية إجراء تحقيق عاجل بالحادث وكشف ملابساته ومحاسبة الجناة واتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لمنع تكراره”.

وندد رئيس حكومة الإقليم مسرور برزاني بالهجوم، واوضح، ان “استهداف منشآت الطاقة التي تزود ملايين المواطنين في إقليم كوردستان ومحافظات العراق بالكهرباء عمل إجرامي لا مبرر له، ويقوّض جهود أربيل وبغداد الرامية إلى تطوير قطاع الطاقة، خاصة وأن هذه الاعتداءات تتكرر بوتيرة مثيرة للقلق وتصل إلى حد جرائم الحرب”.

ويملك كونسورتيوم اللؤلؤة، الذي يضم شركة دانة غاز الإماراتية للطاقة وشركة نفط الهلال التابعة لها، حقوق استغلال كورمور وجمجمال، وهما من أكبر حقول الغاز في العراق.

ويشهد العراق هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول 2023. واستهدفت هجمات قواعد تضم قوات تابعة لتحالف عسكري تقوده الولايات المتحدة. وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم فصائل مسلحة متحالفة مع إيران، مسؤوليتها عن الهجمات.

ويسلط الهجوم الضوء على المخاوف الأمنية التي تحيط بالدولة الغنية بالنفط.

ويقع حقل كورمور للغاز بالقرب من الأراضي الخاضعة للسيطرة العراقية ومحافظة كركوك، إحدى المناطق المتنازع عليها بين حكومة بغداد وأربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق.

وتشكل الموارد الطبيعية العمود الفقري لآمال الكورد في طموحهم بالبناء والتحرر، بحسب الباحثين.

وأدانت دولة الإمارات بشدة “الهجوم الإرهابي” الذي استهدف حقل كورمور للغاز في كوردستان العراق.

ونقلت الوكالة الإماراتية عن وزارة الخارجية أن “دولة الإمارات تعرب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الهجمات الإرهابية التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في العراق الشقيق وتعدّ انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي”.

وأعربت الوزارة عن “تضامن دولة الإمارات مع كافة الاجراءات التي يتخذها العراق الشقيق لحماية سيادته وأمنه واستقراره، ووقوفها إلى جانب العراق في مواجهة الإرهاب”، منوهة الى“حرص دولة الإمارات على استتباب الأمن والاستقرار فيه”.

وأعربت الإمارات عن “خالص تعازيها ومواساتها إلى اليمن وشعبه الشقيق ولأهالي وذوي الضحايا في هذا الهجوم الآثم”.

قد يعجبك ايضا