المسرح الشعبي وتأثيراته في حركة المجتمع

التآخي – ناهي العامري

استضاف بيت البياع الثقافي الفنان المسرحي الدكتور حيدر منعثر للحديث عن المسرح الشعبي وتأثيراته في حركة المجتمع، أدار الحوار رئيس المنتدى الباحث والكاتب كمال عبد الله العامري، الذي أفتتح الندوة بقراءة السيرة الذاتية للضيف، وقال ان الدكتور حيدر منعثر تولد بغداد ١٩٦٥ حاصل على دبلوم فنون وماجستير فلسفة فن، برسالته الموسومة ( الرؤى الاخراجية في عروض المسرح الشعبي العراقي 2006) ودكتوراة في الآداب والفنون والعلوم الانسانية في جامعة ابن طفيل 2013 في المغرب)، عمل مخرجا في دائرة السينما والمسرح ومدير الدراما في شبكة الاعلام ، نال جوائز عديدة ومثل العراق في مهرجانات ومؤتمرات فنية، كما انه تقلد مناصب عديدة، منها مسؤول العلاقات الخارجية/ المركز العراقي للمسرح – شرف اتحاد المسرحيين المغاربة، ورئيس لجنة تحكيم في مهرجانات محلية وعربية ودولية، اخرج كثير من الاعمال منها، عشرات الاوبريتات التأريخية والوطنية، واكثر من ٣٠ نصا للمسرح الشعبي والاطفال، من اهم اعماله المسرحية، سور الصين العظيم، ليلة موت شاعر، حرية المدينة، نقلة فرس، أمير الأراضي البور، الليلة نلعب، حريق البنفسج، ملك زمانه، حصان الدم، روميو وجوليت وغيرها الكثير.

سلط الفنان حيدر منعثر الضوء في بداية محاضرته على بدايات نشوء  المسرح الشعبي، وقال: ظهرت خلال القرن العشرين محاولات عديدة لتأسيس مسرح شعبي عربي عن طريق الرجوع الى التراث الفلكلوري ، ولا بد من التفريق بين المسرح الشعبي والمسرح التجاري، صحيح ان كلاهما يحاول اجتذاب اوسع الجماهير لمشاهدة عروضهما، لكن اهدافهما مختلفة، هدف المسرح التجاري الربح المادي وزيادة رصيد الشباك على حساب القيم الفكرية والفنية، في حين ان هدف المسرح الشعبي هو الارتقاء بالذائقة الفنية على حساب الربح المادي، اذ يقتصر المسرح التجاري على نوع معين من المسرحيات، في الغالب الكوميديا الموسيقية، اما المسرح الشعبي فيقدم أنواعا متعددة من المسرحيات ومن مراحل زمنية مختلفة، شرط إن تحمل موضوعاتها قضايا الإنسان وتطلعاته نحو حياة افضل.

ثم عرج منعثر نحو التعريف الاجرائي للمسرح الشعبي، وقال: تنوعت الآراء حول مفهوم مصطلح المسرح الشعبي، وحرصا منا على ذكرها، رغم اختلاف توجه ومعطيات كل منها لتأكيد المساحة الشمولية والتاريخية لأهمية المسرح الشعبي ، ويمكن لنا صياغة تعريفنا الاجرائي بالآتي: المسرح الشعبي صورة مصغرة ومكثفة عن الحياة الشعبية للناس، تفهمه الجماهير العريضة، ويعتمد على منظور وافكار وتعابير تعتمدها الجماهير، في مفاصل حياتها اليومية والتاريخية، ويرتبط بمسار تطوري بتقاليده وموروثه المعرفي والاجتماعي ، ليست اللغة عائقا فيها ان كانت فصحى او عامية، الاهم فيها هي الموضوعات والشخصيات التي تؤسس لأحداث ( زمانياً ) مرتبطة بالواقع الشعبي، على ان تعمل فيه الرؤى والمجهودات الاخراجية كممثلة للعاطفة الشعبية ومدركاتها العقلية، بتنظيم العمليات الفنية المنسجمة مع الموضوع لتأكيد هذا المفهوم وقوة تأثيره وانسجامه مع المتلقي.

قد يعجبك ايضا