وزير الإعلام اللبناني يريد خطابا عقلانيا والتحلي بمسؤولية عالية

 

التأخي / وكالات

طالب وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، الصحافة في بلاده بالنظر إلى الظروف الدقيقة جداً التي تمرّ بها البلاد، و”التي تحتّم على وسائل الإعلام على اختلافها وعلى وسائل التواصل الاجتماعي التحلّي بمسؤوليّة عالية”، في طلب يثير الجدل بشأن تحقيق المصلحة الوطنية التي تتغافل عنها الأحزاب وبالتالي المنابر التابعة لها

وأصدر المكاري بيانا دعا فيه إلى تحرّي الحقيقة وتوخّي الدقّة والحذر قبل نشر أيّ خبر من شأنه أن يمسّ بالوحدة الوطنية في ما لو بُني على معلومات مغلوطة أو غير دقيقة”. وأضاف “المرحلة تحتّم تغليب المصلحة الوطنية والالتفاف حول الدولة وأجهزتها”

ولدور الإعلام حضور أساسي في تغطيته للأحداث المتوترة التي تجري حاليا في لبنان، من دون أن يخرج عن صورته النمطية المنقسمة سياسيا وحزبيا. إضافة إلى الانقسام التقليدي للصحافة وفقا لتوجهات كل جريدة

وتابع المكاري “الظرف الراهن ليس لكسب مزيد من المشاهدين والقراء على حساب السلم الأهلي، وعلى الجميع بالتالي التحلّي بروح المسؤولية لتمرير هذه المرحلة الصعبة”

وكشفت دراسة أعدتها مؤسسة “سمير قصير” مؤخرا، تصاعد خطاب الكراهية في لبنان حتى بات نهجا “منظّما” يُستخدم للتأثير على الرأي العام ونظرته إلى الأفراد، والمجموعات، والسياسة

وتشرح الدراسة أن “الكراهية ليست مجرّد شعور، بل يمكن اعتبارها، عندما تتجلّى بأخطر أشكالها، عملية تفكيرية وأداة سياسية. ففي المجال السياسي، تعطّل الكراهية العلاقات الإنسانية بجوانبها كافة، وما تلبث أن تتشعّب وتتضخّم إلى أن تُسفر لا محالة عن الكوارث والمآسي”

وتوصلت إلى أن استخدام خطاب التعصّب والتهميش بات يُوظَّف بشكل ممنهج، في خدمة السردية القائمة على إقصاء “الآخر” وتصنيفه ضمن خانات معيّنة، لجملة من الأسباب، منها على سبيل المثال لا الحصر الميول الطائفية المترسّخة

 

ويحتاج خطاب الكراهية، بحسب الدراسة، إلى وسيط لكي ينمو ويستشري، “وعلى غرار أي خطاب آخر، يتفشّى، ويكتسب جمهوراً أوسع، ثم يتجلّى بكل استفزاز عندما يُمسي معمّماً في الخطاب السائد، فيبدو الخط الفاصل بينه وبين حرية التعبير مموّهاً بشكل متعمّد. في هذا الإطار، تبرز وسائل الإعلام كالمنبر النموذجي لتعميم خطاب الكراهية. وكلّما كانت الوسيلة الإعلامية راسخةً ومُمَأسسة، ساهمت بشكل أفضل في تبرئة خطاب الكراهية وتلميع صورته”

وأكدت الصحافية والباحثة في مؤسسة “سمير قصير”، وداد جربوع، التي شاركت في إعداد هذه الدراسة، أن منسوب خطاب الكراهية ارتفع على مواقع التواصل الاجتماعي بصورة أكبر بكثير من القنوات التلفزيونية، وهو يرتبط بوقوع حدث ما، “على سبيل المثال، عند اكتشاف أول حالة كوليرا مؤخرا في لبنان، بدأت المنشورات التي تتهم اللاجئين بأنهم السبب خلف ذلك، فتوجه خطاب الكراهية ضدهم خلال تلك الفترة”

وفي التلفزيون، تم رصد النشرات الإخبارية الرئيسية ومحتوى البرامج الحوارية البارزة في سبع قنوات لبنانية في الأيام السبعة الأولى من كل شهر فقط، في الفترة الممتدة بين ديسمبر 2020 ونوفمبر 2022.

وقبل التطرق إلى النتائج التي تم التوصل إليها، جرت الإشارة إلى أن الإعلام اللبناني ليس مسؤولا عن صناعة خطاب الكراهية، لكنه يقع في فخ هذا الخطاب، وتحديدا خطاب الكراهية ضدّ اللاجئين السوريين، و”الذي يكتسب شرعيته من الخطاب الرسمي اللبناني، الذي حمّل دائما اللاجئين السوريين مسؤولية الوضع المتردّي في البلاد، داعيا إياهم بشكل متكرّر للعودة إلى بلادهم، في محاولة للتهرب من المسؤولية الحقيقية التي تقع على عاتق السياسيين والهروب من إخفاقاتهم وصولاً إلى الاستثمار السياسي في القضايا الحقوقية”.

 

 

قد يعجبك ايضا