صياد فرص السلام

معد فياض

كل ما نشبت أزمة او تنفسنا رائحة دخان حريق وشيك في العلاقات بين بغداد وأربيل، وهي كثيرة، هرع نيجيرفان بارزاني، رئيس اقليم كوردستان، لاطفائها قبل ان يعلو لهيبها وتحرق الاخضر واليابس وبادر لترميم ما يمكن ترميمه، ليس من اجل استقرار اقليم كوردستان فحسب، بل من اجل استقرار العراق والشعب العراقي بكل قومياته واديانه وطوائفه.

نيجيرفان، في اللغة العربية يعني الصياد، وهو صياد ماهر ومبدع في قنص فرص السلام والوئام. يرصد بعين سليمة وفكرة سديدة اية فرصة متاحة فيصطادها قبل ان تضيع وتكبر وتتسع وتتعقد ليضع لها الحلول الناجعة بفضل حكمته وخبرته السياسية وبذل جهوده الخيرة المقنعة لغلق الفجوات بوجه الازمات.

رئيس اقليم كوردستان يؤمن تماما بأن العراق سفينة في بحر هائج تحيط به الاعاصير الداخلية والخارجية، وان اقليم كوردستان هو جزء مهم من هذه السفينة التي لا بد ان تبحر بامان، وان تُغلق اية ثغرة قد تحدث في جسد هذه السفينة حتى لا تتعرض للاختراق والغرق، وان طرق الحلول كثيرة مهما كانت صعبة، لكنها ليست مستحيلة، ولا بد من اتباعها، على العكس ممن يحاول ايجاد طرق واساليب التخريب وتحطيم اشرعة السفينة وضياع بوصلتها.

حمل نيجيرفان بارزاني مفاتيح حل الازمات والابواب المغلقة بين اقليم كوردستان والحكومة الاتحادية، والتي تتلخص بالحوار والعمل بروح الفريق الواحد والاعتماد على الدستور العراقي وتوجه الى بغداد ليُذكر الجميع باننا اذ اضعنا هذه المفاتيح فسوف تكبر الازمات ولن نجد لها اية حلول. وان الفرص متاحة لحماية السفينة من الغرق، مقترحاً خريطة طريق، أو طرق تتحاشى حقول الالغام من اجل سلامة العراق وجميع العراقيين.

وفي اجتماع الليلة الماضية، السبت 6 ميسان 2024، مع كل من الإطار التنسيقي للأطراف الشيعية والاجتماع الدوري لائتلاف إدارة الدولة، الذي استمر حتى وقت متأخر من الليل، شدد الرئيس نيجيرفان بارزاني، على أهمية التنسيق بين الأطراف السياسية العراقية والعمل الجماعي وحماية الدستور والنظام الاتحادي، ورأى ضرورة وجود فهم مشترك لإدارة البلد ومستقبله.

وفي محور آخر من الاجتماع، بشأن العلاقات بين أربيل وبغداد والمشاكل التي بينهما، أكد على أن “إقليم كوردستان جاد في السعي لحل المشاكل من خلال الحوار وعلى أساس الدستور”، مشدداً على “إيجاد آلية لعقد اجتماعات دورية بين الأطراف ذات العلاقة من الجانبين”ز

الحلول التي يؤمن بها رئيس أقليم كوردستان لم ولن تفرط بحقوق الكورد ولا تثلم، من جهة ثانية، حقوق بقية العراقيين، بل اعتماد العدالة والمساواة في التوزيع العادل للحقوق كي يضمن الكورد، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الشعب العراقي، موقعهم في هذا الوطن وبين ابناء الشعب العراقي، بدلاً من الشعور بالعزلة والتمييز وهذا ما يمزق الوحدة الوطنية ويخلق الفرقة بين ابناء الشعب الواحد ويضعف العراق ويعرضه للمزيد من الازمات الداخلية والخارجية.

نيجيرفان بارزاني يؤمن تماماً بمسؤوليته التاريخية تجاه شعبه، الكورد، وإزاء كل اطياف الشعب العراقي في هذه المرحلة التاريخية والفاصلة من عمر العراق، وان مسؤوليته هذه تستوجب وقفته الرصينة والوطنية للتهدئة وغلق الابواب امام الازمات واقتناص فرص السلام دون كلل او تعب قبل فوات الاوان، شعوره بهذه المسؤولية وممارسة دوره الفاعل هو ما دفعه سابقاً وحالياً للتحرك لاطفاء النيران قبل ان يعلو لهيبها، حيث تؤكد الاحداث بأنه رجل دولة من طراز مميز ورجل صناعة السلام بجدارة.
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\

قد يعجبك ايضا