بلقيس خيري شاكر البرزنجي
وهي ديانة توحيدية مغلقة غير تبشيرية يتراوح عدد معتنقيها في جنوب كوردستان وجمهورية العراق الفيدرالي حوالي 250 ألف شخص وهم يتواجدون في باشورى كوردستان ومناطق متعددة من بغداد وديالى وجنوب العراق.
أصل كلمة “الكاكائية” إلى كلمة “كاكا” الكوردية. وتعني هذه الكلمة “الأخ الكبير يعتقدون الباحثون ان الكاكائية إحدى فروع الديانة اليزدانية الشمسانية النورانية التي تنقسم إلى (الايزيدية، اليارسانيّة، الهلاف، الدروز) وهذه ديانات الان مستقلة عن بعضها وهي امتداد للديانة المثرائية.
ترتكز هذه الديانة على “النظافة والصدق والابتعاد عن الأنانية وحب الذات”. كما أنها “تدعو للانتصار على الرغبات الدنيوية، وعدم إيذاء النار والهواء والماء والتربة والطبيعة والإنسان والحيوان.
الكاكائية ظهرت كديانة مستقلة على يد مؤسس ومجدد هذه الطريقة، وهو فخر العاشقين سلطان إسحق البرزنجي المولود عام 1273م ابن شيخ عيسا برزنجي كما أن للشيخ عيسا وشيخ موسا في قرية برزنجة محافظة السليمانية جنوب كوردستان مكانة دينية عند الكاكائية.
ويؤمن معتنقو الكاكائية بتناسخ الأرواح. عند موت الإنسان، تنتقل روحه إلى جسد إنسان أو حيوان آخر.
ويُعد التكتم وعدم الإفصاح عن الأسرار عقيدة أساسية عند الكاكائية. كما “يعتقد أبناء هذه الديانة أن الله يتجلّى بنفسه في سلسلة من المظاهر تُسمَى أدواراً يدير عن طريقها شؤون البلاد وتكتمل بالرقم سبعة. وهي سلطان إسحاق برزنجي والإمام على ابن أبي طالب وعيسا ابن مريم والإمام المهدي.
أن للكاكائيين او اليارسانية كتابا مقدسا يسمى (سه رئه نجام) (سنچنار)، وهو كتاب باللغة الكوردية، معنى اسمه بالعربية (النتيجة العظمى).
الدين الكاكائي مغلَق على معتنقيه. أي لا يمكن لغير المولود من عائلة يارسانية أن يكون من الكاكائية، كون هذه الديانة لا تقوم بالدعوة والتبشير، بل تحترم جميع الأديان بنظرة متساوية. ويعتبر الجهور بالمراسم والطقوس نوعاً من الدعوة والتبشير ولذلك لا تقبل (هذه الديانة) بتصوير مراسمها وطقوسها وتمنع رجال دينها من التصريح للصحافة أو إعطاء أية معلومات عنها.
يحتفل الكاكائيون بثلاثة أعياد سنوياً، وهي عيد خاوندكار وعيد الصيام وعيد النوروز. ويأتي عيد خاوندكار في الشتاء ويُعرف بـ(عيد الخليقة). أما عيد الصيام، فيأتي بعد صيام مماثل لصيام المسلمين ويمتد صيام الكاكائيين على مدى ثلاثة أيام. ويتبدّل تاريخ حلول عيد الصيام، نظراً لاعتماد الكاكائيين في حياتهم على التقويم القمري. ويأتي العيد الثالث وهو عيد النوروز يوم 21 مارس من كل سنة.
وتتعدد المزارات الدينية للطائفة الكاكائية، ومن بينها: مزار سلطان إسحاق الموجود في جبل هورامان بإقليم كوردستان، ومزار سيد إبراهيم ببغداد، والباب الأوسط ببغداد، إضافة إلى دكان داود بقصر شيرين شرق كوردستان، ومزار باوة محمود في خانقين.
تتكون هذه الديانة من طبقات وهي: طبقة (السادة) وهم الامراء ورؤساء الدين وهم من قبيلة البرزنجة سادة كاكائيين ، طبقة (الدليل) او (البير) ويسمى الواحد منهم المرشد او مام او بابا، طبقة (الاخوان) وهم الباقون المعروفون بالعامة الكاكائية ويكون بينهم التعاون والمساعدة تطبيقاً لمبدأ الاخوة…
هناك قسمين من الكاكائية قسم يصلون ويصومون وهم في سهل نينوى والقسم الاخر هم الكاكائية او اليارسانية في كركوك او خانقين جنوب كوردستان يقدمون النذور، ويصومون ثلاثة أيام، ويحجون الى مرقد سلطان إسحاق، ولا يلعنون الشيطان ولا يؤمنون بالقوة الشريرة بل الخير والشر من فعل الإنسان نفسه ولا يحلقون الشارب. ودينهم يتكون من طبقات وعلاقتهم بالخالق هي علاقة عاشق ومعشوق وليس عابد ومعبود. يقدسون الطبيعة الشمس والقمر والماء والهواء والنار والتربة. كتابهم المقدس (سةرنجام) باللغة الكوردية اليارسانية او الكاكائين هم الكورد الاقحاح وهم إسلاف الكورد ونواة الشعب الزاگورسين العريق.