نوروز تجدد الطبيعة والآمال

رئيس التحرير

يحتفل العديد من شعوب العالم ومن ضمنهم شعب كوردستان بعيد نوروز الذي تتجدد فيه الحياة بأبعادها المادية والمعنوية،في نوروز تتجدد الطبيعة وتفتح الأرض احضانها لنمو النباتات والزهور بالوانها وعبقها الفواح بعد سبات شتوي قارص، وكما تسيل الدماء في عروق البشر لتنبض بتجدد الحياة وتتولد الطبيعة من جديد لتلبس ثوبها الزاهي لتمنح الحياة طعماً ولوناً مغايراً.

نوروز الذي يمثل مفهوما معيناً واحداً للشعوب الأخرى،فأنه يمثل لشعب كوردستان مفهومين مهمين، الاول هو العيد القومي و الوطني لشعب كوردستان وانتصار كاوة الحداد على ضحاك عصره والثاني بداية اليوم الأول من السنة الكوردية حيث قيام امبراطورية ميديا الكوردية الذي يعود تأريخه الى 700 عام (ق.م) ويقترن مع 21 آذار من كل عام ،حيث تقام الأحتفالات والمهرجانات الفنية المتعددة في عموم قرى وقصبات ومدن اجزاء كوردستان الأربعة،كرفع المشاعل على سفوح الجبال واحضان الوديان ايذاناً بشروع شهر الحيوية والنشاط والعمل والمثابرة من اجل استمرار الحياة.

عدا شعب كوردستان تحتفل الشعوب الأيرانية والتركية والأفغانية والباكستانية والعديد من شعوب دول آسيا الوسطى كاذربيجان و قرقيزستان وطاجيكستان وغيرها بعيد نوروز ولكل من تلك الشعوب طقوسها وعاداتها وتقاليدها الخاصة بها حيث السفر الى احضان الطبيعة واعداد الأطعمة الخاصة من النبابات الجبيلة وارتداء الملابس الزاهية المستوحاة من الوان وجمال الطبيعة.

ويعتقد المؤرخ الأرميني موسى خورنانيس ان ظهورعيد نوروز يعود الى بداية ظهور امبراطورية ميديا الكوردية 700 عام (ق.م) وليس اسطورة كاوة الحداد وضحاك عصره كما تروج لها بعض الكتب والمصادرالتأريخية.

كما ان عيد نوروز اخذ بعداً وطابعاً عالمياً نظراً لأهميته واحتفال اكثرمن 300 مليون نسمة من سكان العالم به، حيث اعلنت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة في  30/11/2016  وبشكل رسمي اعلان عيد نوروز عيداً عالمياً.

في الختام مع اطلالة اعياد نوروز المجيدة نتقدم بأحر التهاني وازكى التبريكات لشعب كوردستان ولجميع شعوب العالم وبالأخص الشعوب التي تحتفل بنوروز،ولنجعل منه عيدا انسانياً،عيداً لترسيخ ثقافة التسامح والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة والعالم اجمع والعمل معاً نحو تعزيز مبادئ التآخي والحوار الثقافي وتعزيز العلاقات الأنسانية ونبذ كل انواع العنف والتطرف والكراهية والسير معاً نحو تحقيق حياة حرة كريمة لشعوب المنطقة والعالم.

 

قد يعجبك ايضا