36 عاما وما تزال عيون الضحايا حلبجة الشهيدة تنتظر الأنصاف

رئيس التحرير

ما تزال حلبجة الشهيدة حية في قلوب الكوردستانيين واحرار العالم، وما تزال آثار الدمار تئن قلوب الناجين , توجع قلوب من كارثة ،القصف الكيماوي المروع لهذه المدينة الآمنة الجميلة التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، المشاهد المهولة للجريمة حركت الأقلام الحرة لتعبرعن مشاعرها الأنسانية بنظم القصائد وكتابة الخواطرالمحزنة عن عمق المأساة التي هزت الضميرالأنساني واخذت حيزاً كبيراً من صفحات التأريخ الكوردي المليء بالمآسي والدموع.

ما يزال السادس عشرمن آذار يذكرنا بهول الجريمة وعمق المأساة عندما تناثرت اجساد الأطفال والنساء والشيوخ في احياء المدينة واطرافها وهي تشكو الى بارئها قساوة الكارثة وهول الجريمة،الأشجار كالضحايا من البشر،جفت اغصانها وذبلت اوراقها وماتت وهي واقفة من شدة استنشاق المواد السامة المطعمة بعطرالتفاح.

مياه الينابيع تغير لونها وطعمها ورائحتها،الربيع الجميل الزاهي لحلبجة الشهيدة اضحى خريفاً جافاً من شدة السموم القاتلة التي تناثرت على سماء المدينة وبيوتها وبساتينها وجبالها ووديانها.

رغم مرور 36 عاماً على الكارثة ،ما يزال الناجون يعانون من الأمراض المزمنة وماتزال عيون المياه ملوثة وأزهار البلوط واللوز الجبلي تموت قبل حلول الربيع وتفتح الزهور.
رغم مرور 36 عاما على المشاهد المروعة لم تنصف حلبجة كما ينبغي والجرحى يدقون ابواب مستشفيات دول الجوار والمهجرعسى ان يعثروا على دواء يريحهم من شدة الوجع واللآلام.

على الضمائرالحية في العراق الجديد والعالم ان يعوا ويقدروا حجم الكارثة وان يفعلوا المستحيل لعدم تكرار الجريمة في آية بقعة مساحة من العالم الذي يحكمه منطق القوة بدلا من قوة المنطق.

مجداً لشهداء حلبجة الشهيدة
ستبقى كارثة حلبجة وصمة عار على جبين كل من ساهم وشارك في ارتكاب الجريمة المروعة التي أبادت مدينة آمنة عن بكرة ابيها.

 

قد يعجبك ايضا