أزمات العلاقات الزوجية وحلولها الصعبة

 

حسين علي حسين

إن لتوتر في العلاقات الزوجية، هي من الأزمات الخفية والعميقة في المجتمع، حيث يمكن القول بأن العلاقات الزوجية هي البنية الأساسية لقيام التراكم البنائي في المجتمع، في كل المراحل اللاحقة للعلاقات الزوجية، من تربية الأبناء إلى تشكيل الأسرة إلى تشكيل الأسر المختلفة المتنوعة، وتشكيل الجماعات، وبالنتيجة تطور المجتمع بشكله ووضعه الخاص، هذا كله قائم على أساس نوعية العلاقات الزوجية الموجودة في المجتمع.

فالعلاقات الزوجية كل البدايات تبدأ منها وعلى ضوئها تتشكل شخصية الفرد وتنمو على ضوء التفاعلات الناتجة عنها. من التشكل النفسي او الاجتماعي او الثقافي للفرد، وينعكس ذلك التشكل الاسري والوضع الاجتماعي، وحتى الاقتصادي.

بالنتيجة من نوعية العلاقة المستقرة أو المتوترة، تحكم على نوعية وصحة وسلامة الفرد في المجتمع، الصحة النفسية، الصحة الجسدية، الصحة الاجتماعية، كيف يكون ويتشكل هذا الفرد، وشخصيته في المجتمع، فبعض الأشخاص والأفراد الذين نراهم في المجتمع، تأثيرات العلاقة بين الأبوين أو بين الزوجين هي التي أثرت على وضعه وبناء شخصيته، ونقصد بذلك ان (البدايات هي التي تؤسّس للنهايات).

وإذا أردت أن تعرف النهايات ولماذا وصل الإنسان إلى هذه النهاية وإلى هذا الوضع، لابد أن ترجع إلى الماضي وتنظر إلى العلاقة بين الزوجين وكيف كانت وكيف أثرت على نفسية الفرد وعلى تشكيل شخصيته.

مع غياب الحلول الصحيحة والسليمة، والمؤثرة في المجتمع، هذه الأزمة الخفية الصامتة تؤدي إلى تصدعات تربوية واجتماعية ومشاكل نفسية، وظهور حالات الطلاق المتزايدة، وبالإضافة إلى ذلك العزوف عن الزواج وحب البقاء على حالة العزوبية، سواء كان بالنسبة للمرأة أو بالنسبة للرجل. وتخلق هذه الازمات الزوجية المتراكمة دوامة متصاعدة من الانطباعات السيئة عن مؤسسة الزواج، متسببة بتزايد العزوف عن الزواج او الوقوع في متسلسلة من الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.

ولكن المشكلة الأساسية لا تكمن في قضية التوتر في العلاقات الزوجية، المشكلة الأساسية تكمن في عدم التحدث والتكلّم في هذه الأمور، وبقاء هذه الأمور صامتة، بحيث ان البعض يعتبر التحدث في هذه الأمور (طبعا هذه القضية تختلف من مجتمع إلى آخر)، من الأمور الخصوصية جدا بحيث إذا تحدث الإنسان عن مشكلته يشعر بالنقص أو بالعار وبالخجل من أن يقول (أنا أعيش مشاكل زوجية).

هذه هي المشكلة الأساسية التي لا يتم التحدث عنها كثيرا، وعندما يتم السكون تتراكم القضايا وتزداد تعقيدا، لأن السكوت يعني البقاء على الأزمة، والأزمة تولّد أزمة أخرى والمشكلة تولد مشكلة، إلى أن يصبح التصدع كبيرا وعظيما، وتصبح عملية الإصلاح صعبة جدا، لذلك نحن نحتاج إلى أن نتكلم في هذه الموضوعات الاجتماعية كثيرا.

ان معنى أزمات صامتة لأنه يتم السكوت عنها باعتبارها من الأمور الخاصة والمخجلة، خصوصا ان الافراد الذين يمرون في أزمات بالعلاقات الزوجية يعتبرون التحدث عن مشاكلهم الخاصة هو من الضعف والنقص الذي يتسبب بالعار. ولأنها صامتة فإنها تصبح اكثر تعقيدا مع حالات الكبت والتجاهل للحلول الواقعية والوقوع في فخ البدائل السيئة والنتائج الخطيرة، مثل الطلاق ونتائج الطلاق أو الانفصال، أو لنسمِّهِ الطلاق الخفي الذي يعبر عنه بالانفصال العاطفي بين الزوجين، وهو في الواقع ليس طلاقا، ولكنه جفاء يستمر بين الزوجين إلى آخر العمر، وكأن كل واحد مهما يعيش في جحيمه الخاص. ويبقى في هذا الجحيم من دون أن يجد حلا له، بعض الأشخاص ربما يحصلون على حلول من خلال الطلاق وتنتهي القضية، لكن البعض يبقى يعيش في هذا الجحيم.

ان بعض الحالات الموجودة عند بعض الأشخاص، أو بعض المتزوجين وجود حالة من العناد الشديد، في التكابر والتصلّب في الموقف الذي يتخذه، ولا يفكر في أنه لابد أن يحل هذه المشكلة، وفي بعض الأحيان يحدث انفصال بين الزوجين طويل المدى ويبقى بدون حل، وبعض الأشخاص لا يقبل أن يطلّق الزوجة رغم حدوث الانفصال بينهما.

لذلك تحدث حالة من التصارع والتكابر وعدم التفاهم إلى حد التقاطع، فتصبح القضية مستحيلة، بالإضافة إلى عدم البحث عن حلول وسطية، مع العلم إن الإنسان العاقل المتعقّل الذي يبحث عن مصالحه على الأقل، بغض النظر عن القضية الإنسانية أو القضية الشرعية، يبحث عن السعادة، وكما يُقال في علم النفس (يبتعد عن الألم).

أسباب توتر العلاقات الزوجية:

1-الانفعالات النفسية: مثل الغضب والعجلة في اصدار الاحكام واستخدام العنف في محاولة حل المشكلات. أو الغلبة في حل المشكلات، الانفعال النفسي هو توتر سريع، وهي عملية يعتاد عليها الإنسان في سلوكه ورد فعله تجاه الأشياء التي يتعامل معها في الخارج، فعندما يصل إلى مرحلة رد الفعل، لا يتأنى ولا يصبر بل يصدر منه سلوك تحت الضغط النفسي مما يدل على عدم وجود نضج، لأن العلاقة الزوجية تحتاج إلى الحد الأدنى من النضج النفسي للزوجين حتى لا تصل العلاقة إلى انفعالات سريعة متفجرة تؤدي إلى الغضب والعجلة ثم إلى العنف.

النوازع النفسية: مثل التكبر والانفة والنرجسية والاحتقار الفئوي والطبقي والثقافي. هذه أمور ذاتية نفسية يتربى عليها الإنسان منذ الصغر، وينشأ عليها فتصبح عنده ملَكة، مثل الجُبن الخوف، الشجاعة، الكرم، البخل، الحسد، هذه ملَكات يتربى عليها الإنسان، فالنوازع النفسية تؤثر على عملية طبيعة العلاقة الزوجية. مثلا الإنسان المتكبر الذي يعاني من التعجرف والأنفة، فإذا كانت زوجته في مستوى علمي أقل منه أو مستوى طبقي أقل، يمارس عملية الاحتقار مع الزوجة، أو بالعكس، هذا الاحتقار الفئوي أو الطبقي هو أحد أسباب توتّر العلاقات الزوجية، بالإضافة إلى حالة النرجسية والتمحور على الذات بالنسبة إلى شخص الزوج، أو الزوجة، وبالنتيجة هذا التمحور يريد أن يدور حوله كل العالم، فيريد من الزوجة أن تدور حوله وتصبح مجرد خادمة له.

2- فقدان القدرة على التواصل: وبالتالي التفاهم ومن ثم التعايش مع الاخر، والسبب في ذلك انغلاق الانسان على نفسه وغياب حسن الاستماع، وعدم الشعور بوجود الآخر. يتسبب بسوء التفاهم وعدم معرفة ما يفكر بها الاخر. هذا التواصل بحد ذاته يعد من أهم النقاط الغائبة في المجتمع، فالتواصل ليس تواصلا جسديا فقط، وإنما هو قضية قائمة على قدرة الإنسان على أن يفهم الآخر وكيف يفكر الآخر، وما هي سلوكيات الآخر؟

هذا بحد ذاته فن، وهذا الفن أو هذه المهارة وهذه القدرة، غائبة عن كثير من الناس، أما بسبب نوع من البلادة الزوجية أو البلادة الاجتماعية، أو توجد عنده مشكلات مع المجتمع نتيجة لعدم وجود قدرة على التواصل الفعال والسليم، وهذا من أسباب انسداد الإنسان على نفسه، كما جاء في الآية القرآنية: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) محمد 24، فالقلب المقفل على ذاته، على نفسه على أفكاره على سلوكياته، على انطباعاته ومستبد برأيه، هذا يؤدي بالإنسان إلى فقدان القدرة على التواصل مع الزوجة، أو الزوجة مع الزوج، ويؤدي بالنتيجة إلى سوء تفاهم.

ومن مشكلات عدم التواصل غياب التقدير الاجتماعي، فنحن نحب دائما في طريقتنا بالحياة بمجتمعاتنا وهذا بحد ذاته يجعل الإنسان بحاجة إلى ملَكة في حسن الاستماع، بينما نحن نتحدث أكثر مما نستمع، وعندما يتحدث الإنسان أكثر مما يستمع سوف يخلق حُجُب وحواجز مع الآخرين.

3- ترك الاهتمام بالآخر واللامبالاة، يؤدي الى جمود العلاقات الزوجية، اللامبالاة من الأمراض الخطيرة الموجودة عند الإنسان، وعدم اهتمام الزوج بالزوجة أو العكس، هذا السلوك يقلل اعتراف هذا الإنسان بالآخر، ويقلل من احترامه، وتقديره، لأن الإنسان يحب أن يُقدَّر ويثمَّن خصوصا من الشخص الذي يحبه، لذا فإن المحبة الحقيقية هي التي يكون فيها تقدير متبادَل، وتثمين لشخصيته.

لكن أغلب الناس لا يفهمون هذه المعادلة، أو غير منتبهين لها، فلا يقوم بالالتزام اللازم لذلك الشخص، فيؤدي هذا جمود العلاقات والجفاء وفقدان الحب والاحترام. وخصوصا مع طغيان الفردية وفقدان الاحساس بالمسؤولية، وعدم حب العمل والارتقاء والانشغال بالملذات واللهو واللعب والمتع، وانشغال الإنسان بنفسه.

كما نلاحظ اليوم في مجتمعاتنا، كلما تزداد فرديتها تفقد الشعور الإنساني، فطغيان الفردية تعني فقدان الشعور الإنساني والاهتمام بالآخرين وبمشاكلهم. وهذا يعني الانشغال بالملذات والمتع الخاصة.

4-الجهل الجنسي: من أكثر مسببات سوء العلاقات الزوجية، وذلك بسبب غياب الثقافة الجنسية، والاعتماد على الاشباع الجنسي المحض دون مشاعر وعواطف متسببا بالإحباط والاكتئاب النفسي، فالعلاقة الجنسية تكامل بين المادي والمعنوي. والاشباع في حقيقته هو معنوي. الغريزة الجنسية عند الإنسان أقوى الغرائز باعتبارها تمثل حب البقاء، لذلك غريزته الجنسية الشهوانية أقوى من الغرائز الأخرى.

وإن كانت غريزة الطعام قوية أيضا، لكن هذه الغريزة أقوى باعتبارها ترتبط بحب البقاء من ناحية الامتداد الوجودي للإنسان في المستقبل، فالإشباع الجنسي الغريزي المحض يؤدي بالإنسان إلى عدم إشباعه بصورة حقيقية، لأن الإنسان يختلف عن باقي المخلوقات بأنه متعقّل، في أبعاد أخرى وليس في بعد غريزي فقط، فهناك بعد نفسي وروحي ومعنوي وعقلي.

هذه الأبعاد تعمل معا وليس بعدا وحدا، ليس هناك إنسان ذو بعد واحد، وإنما الإنسان ذو الأبعاد المتعددة، فهذه الأبعاد تعمل معا، فإذا أكل الإنسان الطعام مثلا، لمجرد أكل الطعام دون أن يلتذ به، فهذا الإنسان لا يحصل على اللذة الحقيقية، كالإنسان الذي يعمل ويأكل أثناء الأكل لوحده، فهو يأكل فقط ولا يشعر بلذة الطعام، بينما لو أنه جلس مع عائلته، جلسة جميلة ومفرحة مع وجود التواصل العاطفي فيما بينهم، نلاحظ أنه يلتذ بأكل الطعام أكثر مما لوكان لوحده، لذا جاء في فقه الرضا (عليه السلام): (أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لعن ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده). لأن اللذة بالطعام هي لذة معنوية، أكثر مما هي مادية، كذلك اللذة الجنسية، فيها بعد إشباع معنوي، وإشباع عاطفي لكن الكثير يقع فريسة اللذة المادية، فلا يلتذ حقيقة، مثل اللذة التي تأتي من المال الحرام أو الزنا وهي لذات تؤدي إلى الاكتئاب، فلا يشعر بالاستمتاع الحقيقي مجرد شهوة محضة تلتقي مع العبث.

الإشباع الحقيقي في العلاقات الزوجية، يأتي من خلال عملية التواصل المعنوي والعاطفي والمهارات الزوجية المتكاملة، التي تؤدي إلى التفاعل بين الطرفين، طبعا هذا يؤدي إلى التكامل بين المعنوي والمادي في كل شيء عند الإنسان وخصوصا في القضية الجنسية.

 

6- فقدان القدرة على التعبير بالمشاعر، بل كبتها الى حد التبلد والتحجر، وهذه موجودة في المجتمعات التي تعتبر التعبير عن المشاعر هو ضعف ونقص، مما يتسبب بالانفصال العاطفي وفقدان التواصل وتحجر العلاقات.

7- ارتفاع التوقعات المادية المصلحية، فالزواج الذي ينبني على المصالح المادية، يؤدي إلى أن يكون الزواج مادي أيضا وهذا يعني أن الزواج شكلي وغير حقيقي، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير). هذه هي القاعدة، الدين والأخلاق، التقوى والأخلاق الطيبة.

فالإنسان الذي يوجد عنده دين وصدق وأخلاق طيبة ومداراة، وعنده رفق زوجوه، ولا تفكروا في المال، لأن المال متغير والرزق متغيّر يأتي ويذهب، فالإنسان الذي يتزوج وهو فقير، سوف يصبح غنيا في المستقبل، لأن زواجه قام على تحدي الصعوبات، وينبني زواجه وحياته وأسرته على تراكم الجهود فتكون حياته أسعد، أما الشخص المكتفي ماديا وتزوج وهو غني، فيرى أنه لا يحتاج إلى أن يجاهد ويعمل ويناضل، فتصبح حياته مادية.

8- فقدان ثقافة الاستشارة وقبول النصيحة، لا يقبل أن يستشير أحدا، لكن هناك مشكلات مستمرة في الحياة، تحتاج من الإنسان إلى أن يستشير دائما ويقبل النصيحة.

9- سيطرة الأعراف والأفكار النمطية في الذهنية الاجتماعية التي تعطي انطباعات سيئة مسبقة عن الزواج وخصوصا عن الزوجة. مثلا يقول الشباب لبعضهم أنصحك أن لا تتزوج، أو يسمع صديقه يتحدث عن مشاكله الزوجية فتتراكم في ذهنه هذه الانطباعات السيئة، فعندما يتزوج فإن نفس هذه الانطباعات الموجودة في ذهنه يمارسها في علاقاته الزوجية، مثلا يتكلم ضد المرأة وضد الزوجة وهكذا.

10- ثورة شبكات التواصل الاجتماعية خلف صورا وهمية في الذهنيات المستلبة، مما أدى ترسيخ مغالطة المقارنة مع الآخرين. حيث يخلف صورا وهمية عند كثير من الشباب والشابات، ويؤدي إلى ترسيخ مفهوم مغالطة المقارنة، فإياكم ومغالطة المقارنة، لا تقارن نفسك مع الآخرين، ولا تقارن أولادك مع الآخرين، ولا تقارن زوجتك مع الأخريات.

فليكن لديك نوع من التفكير الخاص الذي يرتبط بوضعك وقضيتك، أما المقارنة فهي تدمير للعلاقات الزوجية، مثلا قد يقول الزوج لزوجته أنت لست جميلة مثل تلك الممثلة، أو تلك المغنية، وصانعة المحتوى وهكذا، هذا شيء خاطئ، لذا نلاحظ أن المرأة تذهب وتجري عمليات تجميل كثيرة، إلى أن تصبح امرأة مشوهة، القضية ليست جمال الشكل، وإنما جمال معنوي وارتباط عاطفي حقيقي بين الزوجين.

الحلول والبدائل

(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ، وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ) الروم21/22، هذه خريطة ووصفة كاملة للعلاقات الزوجية، وكيف يصبح الإنسان سكنا، بمعنى موطن للارتياح والاطمئنان والشعور بالاستقرار عند الإنسان.

فالزوجة تحصل على سكن، والزوج يحصل على سكن، ليس بمعنى الدار، فربما يعيش الإنسان في قصر كبير جدا، متوفرة فيه كل الأمور، ولكن ترى هذا الإنسان غير سعيد، لكن قد ترى إنسانا يعيش في غرفة واحدة ويشعر بالراحة مع زوجته، فهذا هو السكن الحقيقي، هذا هو معنى الشعور بالراحة والاستقرار والرضى الذاتي عن الحياة.

 

قد يعجبك ايضا