جاسم العقيلي
تشهد صناعة الإعلام على مستوى العالم تحولاً جذرياً يعتمد على توظيف التقنيات الحديثة والمتطورة في تقديم المحتوى الإعلامي والذي بات يرسي قواعد جديدة للعمل الإعلامي من شأنها أن تعيد صياغة المشهد الإعلامي .
ولعل من أبرز التطورات التقنية والتكنولوجية التي شهدها قطاع الإعلام الوطني ، النشر الرقمي والصحافة عبر الإنترنت وعبر الهواتف الذكية، واستخدام الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في تقديم القصص الإخبارية إضافة إلى البث المباشر وصحافة البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي وغيرها
ان العالم شهد بشكل كبير تغييرا ملحوظا في عالم الاعلام بسبب تطور التقنيات وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي ، هذا التغير التقني وصل الى اسس الحياة و العمل .
فالتكنولوجيا لم تعد مجرد أدوات وتقنيات تطور العمل، وتعمل على تحسين أدائه، في تطور المشهد الإعلامي ، حيث أصبح كل مصطلح جديد متداول وكل اتجاه جديد في العمل والممارسة الإعلامية وكل تحديث لا ينفصل عن التكنولوجيا.
ان التحول الرقمي أساس الثورة الصناعية الرابعة؛ بسبب ما أحدثه من تغير تكنولوجي ينطوي على اعتماد مهارات جديدة للأفراد، إضافة إلى إعادة هيكلة المؤسسات، وقد أحدثت هذه الطفرة التكنولوجية نقلة نوعية في أداء المؤسسات المجتمعية المختلفة التي أدركت أهمية اللحاق بثورة التقنيات الحديثة لتكون أكثر إدراكا ومرونة في العمل، وأكثر قدرة على التجديد والإبداع والابتكار
وإذا كانت وسائل الإعلام في الدول المتقدمة قد قطعت شوطًا كبيرًا وحققت تقدما ملحوظا في مجال التحول الرقمي الذي أصبح واقعا معاشا لدى الكثير منها، فإن وسائل الإعلام في المجتمعات الاخرى لا تزال تخطو خطواتها الأولى في هذا المجال، بل إن البعض منها ربما يعجز عن استيعاب التقنيات الحديثة لأسباب متعددة؛ منها ضعف الإمكانيات وقصور النظم والمؤسسات الإعلامية ذاتها .