متابعات التآخي
تعتبر قصة “فرسان ـ مَريوان ـ الاثنا عشر” واحدة من أشهر القصص الكوردية الشعبية التي ذكرت في العديد من النتاجات التراثية والثقافية والفنية الكوردية في القرون الماضية.
تعود أحداث قصة “فرسان ـ مَريوان ـ الأثنا عشر” الی ما بين الأعوام (1720م ـ 1730م) وهي قصة حقيقية.
تحكي أحداث القصة انه عندما كان الأمير الكوردي “احمد خان بابان” يحكم إمارته “إمارة بابان” من بلدة “قلعة جولان” انتشرت الخنازير بكثرة في انحاء “إمارة بابان” والحقت اضراراً بالغة بمزارع الفلاحين.
اوصل الفلاحين والقرويين شكواهم إلی الأمير ٖ”احمد خان بابان” وطالبوه بمعالجة ظاهرة انتشار الخنازير في مزارعهم.
قرر الأمير “احمد خان بابان” تشكيل مجموعة من الفرسان الاقوياء لتكليفهم مهمة القضاء علی الخنازير وإنقاذ مزارع الفلاحين منها.
وبعد سماع قرار الأمير تطوع “اثنا عشر” رجلاً من فرسان الكورد الشجعان، واجهزوا خيولهم لتنفيذ طلب الأمير، وهم كل من:
1 ـ جوامير آغا رنگينه هموند.
2 ـ آخال آغا سيويلي.
3 ـ زينل بگ مسرف.
4 ـ دارا آغا ميرَدي.
5 ـ سليم بگ باباني.
6 – فرامرز زنگنة.
7 ـ سوار آغا بلباس.
8 – زولال آغا مَرگيي.
9 ـ ممند آغا ميراودلي.
10 ـ شاهبور آغا بختياري.
11 ـ ميران بگ وليد بگ هموند.
12 ـ محمود بگ قديمي باشجاوشي.
انطلق “الفرسان الأثناء عشر” لتنفيذ مهمتهم، متنقلين من مكان لآخر ضمن “إمارة بابان” وهم يقضون علی الخنازير، وبينما كانوا “الفرسان الأثنا عشر” منشغلين بقتل الخنازير قرب مدينة “مريوان” وصل خبر إلی الفرسان، مفاده:
(ان الجيش الصفوي يتجه نحو مدينة “مريوان” التي كانت ضمن “إمارة بابان” مستهدفين إحتلالها).
قرر “الفرسان الاثنا عشر” التوجه نحو مدينة “مريوان” ومجابهة “الجيش الصفوي” وذلك دون ان ينتظروا طلباً من أمير “إمارة بابان” للقيام بذلك ودون ان يخبروا أحد بخطتهم تلك وعند وقت الغروب، وصل “الفرسان الاثنا عشر” إلی مدينة “مريوان” وعَلِموا ان “الجيش الصفوي” هو الآخر قد وصل تواً واقام معسكره في تلك المنطقة.
أدرك “الفرسان الاثنا عشر” ان عدد افراد معسكر العدو كثير، وانهم بعددهم القليل لا يمكنهم مهاجمة المعسكر إلا في منتصف الليل وذلك كي لا يكشف العدو عددهم القليل وعند منتصف الليل انقسم “الفرسان الاثنا عشر” إلی “اربعة مجموعات” صغيرة، والتفوا حول المعسكر، فبدأوا بالصراخ و ضرب الطبول لكي يتوهم العدو بان الفرسان اعدادهم كثيرة، فتنهار معنوياتهم القتالية، وبعد قتال عنيف انتصر “الفرسان الاثنا عشر” وانهزم “الجيش الصفوي” في نفس تلك الليلة من اطراف مدينة “مريوان” وأخلی معسكره، واصيب في تلك المعركة “سليم بك باباني” بجروح.
في الصباح الباكر عندما يصل “الجيش الباباني” لمدينة “مريوان” لمجابهة “الجيش الصفوي” يعلمون ان حرباً قد وقعت وانتهت بين “الفرسان الاثنا عشر” و”الجيش الصفوي” قبل وصول “الجيش الباباني” وان “الجيش الصفوي” قد انهزم امام “الفرسان الاثنا عشر”. وابتهاجاً بذلك اقيمت في نفس اليوم حفلة الانتصار من قبل “الجيش الباباني” و”الفرسان الاثنا عشر” في مدينة مريوان.
ومنذ ذلك الوقت انتشرت “قصة فرسان ـ مريوان ـ الاثنا عشر” بين عامة الناس ودخلت تلك القصة في القصائد والأغاني الكوردية الشعبية، وتحولت إلی جزء من التراث الشعبي الكوردي .