السيد نيجيرفان البارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق في ميونشن، وقاعدة: “لا أنام والقضية على الأبواب”. محاور النقاشات: من أجل مَن؟ رئیس الاقلیم هنا
د. ابراهیم احمد سمو
لقد حاول رئيس الإقليم ونجح في أن يستخلص الحافز الرئيس من كل هذه التحركات، ويسجل تاريخاً في تقدم، وصعود، وبرأي ثابت، مفاده: أن ما يجمعنا هنا في (ميونشن) أمر الناس، وهو الذي جمع الأضداد، وجمع من اليمين واليسار ولديه هَمٌّ واحد، وهو أن يفهم الآخر مٕن نحن، ولماذا نحن هنا.
إنَّ هذه اللقاءات والجولات المكوكية فی قمة عالمية، دفعتني للكتابة، وأنا هكذا في أي جولة خارج البلاد؛ لتثبيت أمرنا في الانتماء وقبولنا قائداً ذا طراز خاص، ونحن هنا في نقل الملفوظ إلى المرئي من القراءة، وربما غداً في التلفاز على الرغم من أن وسائل الاتصال الآن مكنت من النشر في لحظات، والتدوين ضروري جداً، لا لنا فحسب، بل للتاريخ، ونحن في مواجهتنا الواقعية لا في جمع تراث ثقافي، وإنما في لغة هذا الكاتب الذي أخذ على عاتقه حب البلاد، أي بمعنى أكثر شمولية: نحن صوت أينما يذهب صوت هذا الإنسان؛ ذهبنا معه من دون تردد، ولا خوف؛ لأنهم من سلالة القادة العظماء؛ لذا فإن كلماتنا ثمرات تجمع حصاد الأيام فما من قلم قبل أمر الصم والبكم، وهو يرى وأمام التلفاز كل هذا النشاط.
وأنا أكتب هذا المقال كلّي أمل في أن ينجح الرئيس في اتخاذ جملة قرارات، ويعود حاملاً في جعبته أكثر من رؤى للقضية، علماً أنه لا يخرج على الشاشة إلا قليلاً، وربما فضَّل أمر اللقاءات في ترتيب البيت الكوردي، والاجتماع بأهل القرار؛ ليجمع شمل الأحزاب الكوردستانية من أجل الخروج بقرار لصالح العام تارة، وأن يطفئ ناراً تقترب وتهلك الجميع. وتارة يلبس لباس الرؤساء، وهو يتجول هنا وهناك؛ من أجل لمِّ العالم حول القضية التي يؤمن بها. وتارة يذهب بعيداً في صمت، ويترك أكثر من سؤال، فيه كثير من الدبلوماسية؛ وهذا ليس بغريب، فهو معروف بأنه ابن مَن، وهو الآن مع مَن يقود البلاد، إلى جانب عمه الذي يعد السند، والرمز، وبجانبه نخبة كبيرة من الأسماء تكمل حكاية كوردستان على الرغم من صعوبة الأمر في الشرق الاوسط، لكن هناك نفر يعمل ليل نهار بهدوء، وبصبر وتأنٍ في احتواء الأمرين في الداخل قبل الخارج. ولأن أمر البلاد يهمه، لذا فإن أتصور أن المشكلات ستعالج هكذا عن طريق العلاقات، وعن طريق الدبلوماسية الكوردية التي صارت تضرب بها الأمثال. صحيح أنهم ربما لا يريدون أن تعالج المشكلات بمقالات، لكن أمر القضية عندنا، نحن الكتاب، فكرة وطرح، وبضع أوراق، وقلم حاد في نقل الحدث، لا لنا نحن أهل اللسان، بل من حولنا العقل العربي وعندنا هو الهدف من هذا المقال، وهو أن يروا كيف تتحرك اللعبة الدولية، كما إننا هناك في المحافل نبحث عن علاقة تحمي الجميع لا كوردستان فحسب، بل العراق كله، على الأقل الآن ومن بعدها لكل حادث حكاية.
إنه قرار لم أتردد ولو للحظة في أن أتخذه، وهو كتابة مقالة في عمق الأحداث، والفكرة الأساسية منها هي أن الرجل هناك يقود محاور القضية تارة مع هذا الرئيس، وتارة مع الآخر المتناقض معه “ارمينيا، وأذربيجان نموذجاً”؛ لهذا الحديث. إن لدي متابعة لتلك الأحداث، والكتابة تتمثل في أبجديات أخلاقنا ونحن في انتماء لم يجبرنا أحد، بل هو طواعية تكمن في الولاء لهذه الاسماء آباء وأجداداً، للذين قدموا النضال، ونتشرف بهم.
إن الرجل لم يطلب منا أن نكتب، وإنما هو هناك، ونحن الجنود الأوفياء هنا، وكلنا عزم في ضبط الأمور في الداخل، وننتظر منهم البشارة والقرار.
عذرا تأخرت قليلاً، لا لكوننا لم نستطع فور الوصول أن نكتب، بل نحن انتظرنا بعض الأحداث واللقاءات؛ لنباشر الكتابة، وبناء على موقفي العقلي من القضية لا كفرد عادي عذراً، بل قلما صار له بصمة في كتاب وصار اسمه يتصدر صفحات التواصل الاجتماعي، ولا فيه مدح، بل حق الإنسان في أن يكتب عما يؤمن به، وأنا مؤمن بما تقومون به أيها الكبير في الفكر والسياسة ما شاء الله! لا لكوني انتمي إليكم، بل في وجداني حيث يحركني، ويدفع قلمي لكتابة المقال. إن كان انهيار الحضارات من قرارات البشر، فإن إحياء الحضارات من صنع البشر أيضاً، والان نحن نتجه نحو أُفق رحب؛ لبناء حضارة تؤمن بالآخر من دول الجوار، وفيها لا يفسد من الود أية قضية.
إننا في المسار الصحيح والإنسان هذا بشر مثلنا، لكنه قائد من طراز خاص؛ لأن أقطاب العالم في (ميونشن) تتجمع عنده من كل الدول، ومحاور مناقشات القضية على طاولة الجميع، إذ لم تكن هناك فلسطين على الخارطة فحسب، بل القضية الكوردية وكل قضايا الشعوب التي لم تحصل على حق تقرير المصير الكورد في تداولية مع دول صاحب القرار، والكورد هنا اسم، وعلم، ورئيس الإقليم في حركة جداً سريعة في لملمة الآخرين وحشدهم، وجمع الأصوات من أجل القضية الكوردستانية.
اليوم وفي هذا الصباح لا يخفى على الكوردي، وهو يفتح القنوات ورئيس الإقليم تارة في الحدث العربي حلَّ ضيفاً خفيف الظل، وتارة على القنوات الامريكية، والفارسية في جرأة من الحوار وتحمل المسؤولية. إن (ميونشن) هذه الأيام تتصدر المانشيتات ولرئيس الإقليم فيها حصة كبيرة جدا من اللقاءات، أي أمر هذا؟ بالأمس كنا نتمنى أن نلتقي بموظف من إحدى وزارات هذه الدول، واليوم نرى أن الرؤساء من كل حدب وصوب في المكان المخصص يستقبلون رئيس الإقليم. إنه ليس حلماً ولا مبالغة، بل واقع حال رئيس الإقليم وهو في نقاش جاد مع الدول في جولة كبيرة، وتسجل نقطة نجاح بالنسبة للقضية ولشخص رئيس الإقليم؛ نقطة تثبت في سجل الكورد، فإلى الآن هو في نشاط وحيوية لا يتوقف، ولا أعتقد بانتهاء (ميونشن) ينتهي اللقاء، بل أعتقد جازماً من بعد العودة ستكون هناك انفتاحات أكثر، وعلاقات اكثر واتفاقات اكثر ونجاحات اكثر، والعقل الكوردي وصل إلى هذا الامر في لملمة الجميع، ليس بغريب وهناك شواهد من تاريخ الكورد تبين مدى خدمتهم للإنسانية، وكم دولة صارت في عداد الدول ذات السيادة، والتمتع بحقوق الإنسان من الإخاء والاحترام. إنه أمر مهم لنا، أن لا نكون نحن أهل القلم متفرجين، بل علينا أن نكون مساهمين في صنع القرار، صحيح أننا خسرنا الكثير من الارض، ومقاعد الكورد هنا وهناك وفق ما آل إليه أمر الخارج في تمزيق القضية في 2017 لكنكم تتذكرون من بعد أحداث 2017 کيف اخترق الرجل هذا الذي نتحدث عنه أمر الحصار، وجاء من بعد زيارته إلى فرنسا، ومن بعدها عودة الثقة والنجاحات. نعم كل هذا الذي نعيش فيه لولا حركته على كل الاصعدة وبالذات الخارج، من فرنسا، وتركيا، وحتى إيران على الرغم من وجود الكثير من الخلافات، لكنها مضت، وصارت جزءاّ من التاريخ، والآن الارضية مهيأة جداً في أن تعود المياه إلى مجاريها الصحيحة عن طريق الحوار، وقبول الاخر، والجلوس هنا وهناك، وهذا الكم الكبير من العلاقات من الممكن أن تكون شاهد عيان على ذلك.
أنا متفائل الآن اكثر من أي وقت مضى بأن القضية في أمان مادام عندنا من مثل هؤلاء الرجال الذين يقودون البلاد، وبهذه الحنكة والدبلوماسية يمكن أن نسجل تاريخاً جديداً، ومن الممكن أن يشق النور طريقه في الظلام عاجلاً. إن المطلوب منا جميعاً الآن هو اليقظة، والحذر بعض الشيء؛ لأن شرارة النار لا تتوقف في غزة ولا فلسطين؛ فما زال هناك الكثير، وهذه البدايات؛ فالمنطقة في مواجهة النار ونحن نقف على طرف من هذه المساحة المشتعلة. لا نقول نحن في قلب القضية، لكن يتطلب منا التحلي بالحكمة، والاقتداء بقادتنا ورموزنا، وأن نبقى مشاهدين حذرين متوازنين في ردودنا وأخذ الحذر من تصريحاتنا؛ حتى يتبين ما تحمله الأيام في المنطقة على الرغم من أن طبول الحرب ستقرع عندما تقترب الانتخابات الامريكية. لذا علينا أن نتعلم الحكمة من قادتنا، والذهاب مع تيار من يخدمنا، نحن الشعب، وأنتم أعلم بما يحتاجونه من أمر النجاح.