نازنین مندلاوي
في زيارة خاطفة إلى بغداد مع وفد مؤسسة رؤى للتوثيق والدراسات الإستراتيجية كان اللقاء مع عدد من الزعامات السياسية في العراق و منهم السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة والسيد عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي الأسبق والسيد حيدر العبادي رئيس إئتلاف النصر و السيد نوري المالكي رئيس إئتلاف دولة القانون فضلا عن الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد رئيس الجمهورية وعدد من الشخصيات الدينية و النقابات و مراكز البحوث و غيرهم و هنا لابد ان نثني على حرصهم جميعا على التباحث مع هذه المؤسسة الفتية القادمة من كوردستان رغم عدم إجراء ترتيبات مسبقة و ضيق الوقت ، كنا حريصين في مجرى أحاديثنا ان نركز على رؤيتهم حول إقليم كوردستان و تصوراتهم للأوضاع والحلول في الإقليم و آرائهم حول الكابينة التاسعة برئاسة السيد مسرور بارزانى وكيفية تعاطيها مع الخلافات بين بغداد وأربيل.
المتتبع للأحداث و المواقف المعلنة للكثير من هذه القيادات السياسية التي إلتقيناها يشعر بنوع من الإزدواجية الممزوجة بالتعجب فهم يقدرون العقلية السياسية في الإقليم وخاصة القيادة البارزانية الحكيمة و يعلمون جيدا حجم المسؤولية التي تعمل من خلالها هذه الزعامة التأريخية للكورد.
عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي الأسبق عبر عن إيمانه بقضية الكورد وعلاقته الحميمة بقيادتها بشكل خاص واصفا العائلة البارزانية ب( العائلة المحترمة جدا ) وان علاقاته معهم تمتد لعقود طويلة ، وبعد عملية التحرير عمل معهم بشكل متواصل واصفا الوزن الكوردي من أكبر الأوزان وخاصة عند كتابة الدستور ، و أضاف بأن ما يعيشه الكورد اليوم هو نتيجة نضالهم الطويل و أيضا هي من معطيات النظام السياسي الجديد في العراق، وقال إن الإختلاف هو أمر طبيعي ومقبول.
من جانبه تحدث العبادي رئيس إئتلاف النصر و وصف السيد مسرور بارزاني رئيس الكابينة التاسعة بالرجل الصريح والواضح وانه يعمل بصورة واقعية و ربما يختلف عن الآخرين واصفا المواطن في الإقليم هو مواطن عراقي وليس له ذنب وعلينا أن لا نلجأ إلى الجزء ونترك العام في إشارته إلى حقوق شعب كوردستان في الموازنة حيث أن البعض في بغداد يحاولون إثارة فقرات ضد الإقليم فيها و يتركون أساس الموضوع وهو الحق القانوني لإستلامهم للموازنة.
فيما كان حديث السيد نوري المالكي رئيس إئتلاف دولة القانون يوحي بالقلق من خطورة الأوضاع الحالية في بغداد مطالبا بضرورة الوصول الى حلول مشتركة و تعميقها بشكل يخدم جميع العراقيين ، ومعبرا عن عمق العلاقة المشتركة بين بغداد واربيل و قياداتها الحكيمة.
سماحة آية الله الفقيه السيد حسين إسماعيل الصدر التقى ايضا بوفد رؤى و تحدث خلال اللقاء قائلا: لابد ان تكون لدينا
ثقافة الحوار و العمل من أجل المشتركات وهي كثيرة موضحا ان هناك حاجة إلى إعلام يؤكد هذه الثقافة ثقافة وحدة الشعب العراقي ،مؤكدا على ان العراق من دون الكورد غير كامل ولا قوة للمركز دون قوة الإقليم والعكس صحيح ، مطالبا بأن تكون العلاقات للأفضل وأقوى ويجب أن يشعر الكورد بالإخوة ، وحمل السيد الصدر الوفد تحياته إلى فخامة الرئيس مسعود بارزانى وشعب إقليم كوردستان مستذكرا الزعيم الخالد ملا مصطفى البارزاني، داعياً الجميع الى ان
يكونوا أكثر انفتاحا ودون تشويه أحدهم للآخر..
مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين عبر عن إعجابه بتجربة الإقليم قائلا بأنه وفي كل زيارته خارج العراق يفتخر بالإقليم و تطوره الملفت ويتحدث عنها كإنموذج متطور و لافت في العراق مطالبا بضرورة الوصول الى حلول لكل الملفات الخلافية بين بغداد وأربيل وهذا في مصلحة العراق والعراقيين جميعا.
هذه الزيارة السريعة و اللقاء المباشر والإستماع الى ما قاله كل الزعامات السياسية في العراق بحق الإقليم و قيادته البارزانيه الحكيمة أشعرنا بالفخر والإعتزاز وإننا ماضون بالطريق الصحيح لخدمة أبناء شعبنا رغم كل التحديات.