سردار علي سنجاري
بالرغم المعاناة التي يعانيها الشعب الكوردي جراء تقسيم وطنه الكبير كوردستان الى اجزاء تهيمن عليهم حكومات بعيدة عن عرقهم وثقافتهم . وبالرغم من كل المؤامرات الدولية التي حيكت بحق الشعب الكوردي والاتفاقيات الدولية الظالمة التي جزأت ارضه . وبالرغم من كل الممارسات السيئة الصيت التي مورست بحقه واستخدام كل الوسائل واسلحة الدمار الشامل وحرق القرى وقتل ابنائه على اساس الهوية والعرق . الا ان مشكلة الكورد الحقيقية ليست بما تم ذكره وان كانت تلك هي احد العوامل لاضعاف ارادة الامة الكوردية في ايجاد المتنفس للمطالبة بحقوقهم المشروعة والدستورية والاخلاقية واستقلالهم .
انما المشكلة الكوردية عبر تاريخها كانت مشكلة داخلية ( كوردية – كوردية ) . ومن خلال هذا الباب استطاعت القوى المعادية لطموح الشعب الكوردي في تحقيق اهدافه القومية المشروعة النفاذ الى شق الصف الكوردي وتعزيز الخلافات فيما بينهم ونجحت الى حد كبير في تحقيق مآربها وفرض سياساتها على بعض الجهات . واليوم وكباقي الامم العالمية التي استطاعت ان تحقق اهدافها القومية من خلال توحيد صفها فان على القيادات السياسية الكوردية السعي الى ايجاد الحلول التي تقودنا الى تحقيق اهدافنا القومية باخلاص وبعيدا عن المنافسات الحزبية والطموح في الحكم .
ان من حق الامة الكوردية وبعد مرور اكثر من مائة عام على تجزئته و المعاناة التي لحقت به ان يتم التفكير الجاد من قبل الاحزاب الكوردستانية والقوى العالمية لوضع البنية التحتية لقيام دولته المستقلة والتمتع باستقلالية تامة في كافة المجالات السياسية ، الاقتصادية والاجتماعية . او البحث عن مخارج قانونية تضمن امنه وسلامته في العيش بكرامة وحرية ضمن كونفدرالية حقيقية .
ان الخلافات التي عصفت بالحركة الكوردية في اقليم كوردستان العراق منذ انطلاقة ثورة ايلول المجيد سنة ١٩٦١ والتي قادها الزعيم الكوردي الخالد الملا مصطفى البارزاني والتي حاول بعض قادتها شرخها منذ السنوات الاولى لانطلاقتها والتي مازال شعبنا الكوردي وبعد مرور اكثر من نصف قرن يعاني منها حتى يومنا هذا بدات تاخذ منحا مغايرا اليوم بعد الاستقلال النسبي لاقليم كوردستان وتشكيل الحكومة المحلية للاقليم . وهنا نتسأل كافراد ومجموعات كوردية مخلصة من مختلف فئات الشعب نسعى الى تحقيق طموح شعبنا الكوردي ، منفعة من تلك الخلافات ؟ والى اي حد يمكننا الاستمرار في تلك الخلافات التي تسببت في تاخير تقدمنا في كافة المجالات . ومن يتحمل المسؤولية امام الله والشعب .
اليوم وما يمر به اقليم كوردستان من علاقات مضطربة مع المركز والذي وصل الى حد وقف دفع مستحقات الاقليم المالية واتباع سياسة التجويع لاخضاع الاقليم تحت الشروط التي تتناسب مع مقاييس العقول لاصحاب القرار في بغداد باختلاف مسمياتهم وانتماءاتهم والتي اضرت بالشعب العراقي عامة والكوردي خاصة . العلاقات بين الشعوب لا يتم حلها بهذه العقلية التي ارهقت كاهل المواطن الكوردي عبر عقود طويلة . وعليه امام الكورد حلول للتعامل مع تلك العقلية واهم تلك الحلول هو توحيد الصف الكوردي والبحث عن مخارج حقيقية ودائمة للمشاكل الداخلية المتعلقة بين الاحزاب الكوردستانية في اقليم كوردستان العراق . وكذلك البحث عن اسماء مخلصة ومتمكنة وافساح المجال لها في المشاركة في ايجاد الحلول مع الجانب الاخر ( العراقي ) الذي اصابه الغرور المفرط بعدما تمكن من الاستيلاء على الحكم وامتلك السلاح والمال على حساب تجويع المكونات العراقية . العلاقات الكوردية مع المركز لن تصل الى مايرضاه الشعب الكوردي الا في تغير تفكير حكام بغداد بحقوق الشعب الكوردي واقرارها عبر الية دستورية تضمن وحدة اراضي العراق ووحدة الصف الشعب العراقي بكافة مكوناته . وهذا وحسب ما نراه اليوم بعيد كل البعد عن تلك
المعطيات . وعليه امام الاحزاب الكوردستانية الجلوس بشكل جاد ومسؤول وبعيدا عن المكاسب الشخصية وانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من حقوق الشعب الكوردي . على المخلصين من ابناء شعبنا الكوردي العمل الجاد والوقوف باخلاص مع القيادة الكوردية المتمثلة اليوم بشخصية الرئيس مسعود ملا مصطفى البارزاني الذي سخر جل حياته من اجل الشعب الكوردي وقضيته العادلة والذي دعى بكل جراءة ومسؤولية الى استفتاء حق تقرير المصير للشعب الكوردي لم يسبقه احد من القادة الكورد عبر التاريخ الحديث . كذلك على فئات الشعب الكوردي ان يرفعوا اصواتهم عاليا لتحقيق الهدف السامي الذي ناضلنا من اجله وقدم شعبنا الكوردي خيرة ابنائه ويدعوا الى توحيد الصف الكوردي . وعلى الاحزاب والشخصيات الكوردستانية الموثرة من الادباء والمثقفين والطبقات الكادحة والعمال والمؤسسة العسكرية المتمثلة بالبيشمركة ان يتعاونوا معا ويكونوا يدا واحدة والا فان القادم لن يكون افضل مما نمر به اليوم .