التآخي ـ وكالات
تداول رواد منصات التواصل الاجتماعي بشكل واسع الحديث عن الذاكرة والصحة العقلية للرئيس الأمريكي جو بايدن، لاسيما بعد مؤتمره الصحفي الذي عقده الخميس 8 شباط 2024 في البيت الأبيض، وتطرق فيه إلى الوثائق السرية التي عُثر عليها في منزله والحرب الدائرة في قطاع غزة.
ورد الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 81 عاماً بغضب على أسئلة الصحفيين بشأن عمره وقدرته العقلية، قائلاً: “ذاكرتي بخير”.
وأعاد أحد الصحفيين سؤاله لبايدن حول سوء ذاكرته ومدى قدرته على الاستمرار كرئيس للبلاد، ليهاجمه بايدن بالقول: “ذاكرتي سيئة لأنني تركتك تتحدث هكذا”.
وأضاف بايدن خلال المؤتمر: “أنا حسن النية، ورجل مسنّ، وأعرف ما الذي أفعله بحق الجحيم، أنا الرئيس، ولقد أعدت هذا البلد للوقوف على قدميه من جديد”.
بعد السؤال عن حالة ذاكرته مباشرة، تعرض بايدن لزلة لسان وهفوة عندما طُلب منه التعليق على آخر تطورات الحرب بين إسرائيل وغزة، حيث أخطأ في وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقال بايدن: “مبدئياً أعتقد كما تعلمون، أن رئيس المكسيك السيسي، لم يرغب في فتح معبر رفح للسماح بدخول المواد الإنسانية إلى قطاع غزة، وأنا أقنعته بفتحه”.
وشدد بايدن للصحفيين على أنه المرشح الأكثر تأهيلاً لمنصب الرئيس، في حين تشير استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة إلى أن عمر الرئيس جو بايدن، يشكل مصدر قلق للناخبين الأمريكيين قبل انتخابات الرئاسة المزمع إجراؤها في تشرين الثاني المقبل.
وتعرض الرئيس جو بايدن لكثير من “هفوات الذاكرة” منذ تسلمه الرئاسة مطلع عام 2021، وتناولتها عديد التقارير الإعلامية والصحف الأمريكية.
ونسي الرئيس الأمريكي جو بايدن اسم رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون خلال مؤتمر صحفي مشترك في أيلول عام 2021، لمناقشة اتفاقية مشتركة للدفاع، حيث أشار بايدن إلى سكوت بـعبارة “هذا الرجل من أستراليا”.
وصف الرئيس الأمريكي في أثناء كلمته إلى خريجي الأكاديمية البحرية في أنابوليس في أيار عام 2022 – كوريا الشمالية أنها من بين الدول الحليفة التي فرضت عقوبات على روسيا، في حين أنه يقصد كوريا الجنوبية.
خلط بايدن بين سويسرا والسويد ابان مشاركته في قمة لحلف شمال الأطلسي في مدريد في تموز عام 2022، متحدثاً عن إجرائه محادثات هاتفية مع زعيمي فنلندا والسويد، لكنه قال: “اقترحنا أن نتصل بزعيم سويسرا”، ليتدارك بعدها الخطأ بالقول: “سويسرا، يا إلهي، لقد تحمست لتوسيع الناتو، أقصد السويد”.
تعرض بايدن قبل أسبوع تقريباً لزلة خلال إحدى فعاليات الحملة الانتخابية في ولاية نيفادا، وكان يروي قصة عن اجتماعه مع قادة العالم في مجموعة السبع، وأخطأ وقتها في اسم رئيس فرنسا الحالي إيمانويل ماكرون، ليذكر بدلاً منه اسم الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران، الذي تولى رئاسة فرنسا عام 1981 وتوفي عام 1996.
اختلط الأمر الأسبوع الماضي على بايدن أيضاً بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وسلفها الراحل هيلموت كول، إذ قال خلال حفل لجمع التبرعات في نيويورك، إنه التقى كول، الذي توفي قبل قرابة سبع سنوات، بدلاً من أنغيلا ميركل.
وتفاعل رواد ونشطاء ومؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي مع حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتداولوا مقطع كلمته عن صحة ذاكرته العقلية ووصفه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس المكسيكي.
وتباينت ردود الأفعال بين السخرية والاستغراب من جهة، والتساؤل حول إمكانية قدرة الرئيس بايدن على استكمال مهامه واحتمالية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكتب الإعلامي بندر الدوشي تغريدة على منصة إكس، نقل فيها اقتباساً عن الخبير الأمريكي في استطلاعات الرأي فرانك لونتز قوله: “بعد التقرير الكارثي حول إهمال بايدن للمستندات السرية، الذي كشف فيه المحقق عن ذاكرته السيئة لدرجة أنه لا يستطيع تذكر تاريخ وفاة ابنه بيو، سيكون من الصعب على الديمقراطيين تقديم حجة لاستمرار هذا الرجل في كونه رئيساً للولايات المتحدة”.
وأعربت الناشطة على منصة اكس مهى بوسليمي عن استغرابها في تغريدتها، وقالت: “بايدن رجل مسنّ صاحب ذاكرة سيئة، هذا قول المدعي العام الأمريكي، طالما هو كذلك لماذا يرأس قرابة 400 مليون ساكن في الولايات المتحدة، ألا يشكل هذا الأمر خرقاً للدستور وخطراً على بلاده”.
ووصف المحلل السياسي التركي الدكتور محمد كانبكلي حالة بايدن الصحية، مستشهداً بمواقف سابقة له، قائلاً: “ذاكرة بايدن تتلاشى، بايدن يملك ذاكرة ضعيفة تأتي وتذهب”.
وتساءل الروائي والمفكر المصري عمار علي حسن في تغريدته عن طبيعة ما يصيب الرئيس الأمريكي، وأضاف: “هل هو ألزهايمر أم الخرف؟ ليست هذه الواقعة الأولى التي تثبت أن ذاكرة بايدن قد عطبت، ومع هذا يريد الديمقراطيون ترشيحه لفترة رئاسية ثانية، يظهر أن الإفلاس السياسي قد طال أمريكا، فلم تعد قادرة على إفراز نخبة سياسية معتبرة”، بحسب تعبيره.
ويظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال مع نهاية عام 2023 أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يتفوق بـ 4 نقاط على الرئيس الحالي جو بايدن.
ووفقا للاستطلاع فقد حصل ترامب على 47% مقابل 43% لبايدن، في حال جرت الانتخابات بين هذين المرشحين فقط.
في حين أن ترامب يتفوق بـ 6 نقاط إذ سيحصل على 37%، ويحصل بايدن على 31% في حال شارك مرشحون آخرون في الانتخابات.
وتشير الصحيفة إلى أن عدم الرضا عن بايدن ينتشر في الاستطلاع، برغم أن المجموعات التي تدعم الحزب الديمقراطي عادة ستدعم بايدن في يوم الانتخابات.
ويلاحظ أن الصحيفة في استطلاعها تناولت الجوانب الاقتصادية والقضايا المجتمعية، ويظهر من خلالها التباين بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي، فضلا عن أن سن بايدن (81 عاما) وسن ترامب (77 عاما)، ولم تتطرق للسياسة الخارجية لكلا المرشحين برغم ما تشهده الساحة الأميركية من اعتراضات متزايدة على سياسية بايدن الخارجية، بعد الحرب الإسرائيلية على غزة.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة في 5 تشرين الثاني 2024.
وايضا وفقا لاستطلاع للرأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز وقبل عام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية تراجع الرئيس جو بايدن أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب ، وأشار الاستطلاع الى أن المرشح الجمهوري الأوفر حظا دونالد ترامب يتقدم على الرئيس جو بايدن في خمس من ست ولايات رئيسة، مع تراجع شعبية بايدن في صفوف الناخبين الشباب والأقليات.
وأورد الاستطلاع الذي أجرته الصحيفة مع معهد سيينا أن الملياردير الجمهوري يتقدم على منافسه الديمقراطي في نوايا التصويت في نيفادا (52 بالمئة / مقابل 41 بالمئة)، وجورجيا (49/43)، وأريزونا (49/44)، وميشيغن (48/43)، وبنسلفانيا (48/44)، في حين توقع أن يفوز جو بايدن في ويسكونسن (47/45).