اعداد: عدنان رحمن
اصدار 13- 2- 2024
عن الكاتب ( جيرمي سكاهيل) صدر كتاب بعنوان ( بلاكووتر اخطر منظمة سرية في العالم) الصادر شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت- لبنان بطبعته الثانية عام 2008، وكان احد عناوينها الفرعية ( أحلام خط الأنابيب القزويني) ورد في جزء منها:
– ” بالرغم من أن معرفة اسم بلاكووتر كانت مركزة في شكل شبه حصري على كمين الفلوجة ودور الشركة في العراق، فإن العراق لم يكن الجبهة الوحيدة في الحرب على الإرهاب التي أرسلت إدارة بوش الشركة إليها. ففي مطلع تموز يوليو ٢٠٠٤، تم التعاقد مع قوات الشركة للعمل في قلب منطقة بحر قزوين الغنية بالنفط والغاز حيث ستقوم بهدوء، بتدريب قوة على مثال مغاوير البحرية، وإقامة قاعدة على مقربة من شمال الحدود الإيرانية كجزء من تحرّك أميركي رئيسي يدعوه المحللون المخضرمون في المنطقة بـ ( اللعبة الكبرى). فبلاكووتر وهي تفوز بالمزيد من العقود في العراق في أعقاب كمين الفلوجة وجدت نفسها تساعد في الوقت نفسه على الدفاع عن مشروع خطير آخر عزيز على قلوب الشخصيات الأقوى في مؤسسة الأمن الأميركية، بمن فيهم هنري كيسنجر وجيمس بيكر الثالث وديك تشيني. من المؤكد أن سعي الولايات المتحدة إلى السيطرة على احتياطي العالم من النفط لم يبدأ في حرب الخليج في ۱۹۹۱ وما أعقبها من غزو للعراق في 2003، وبينما سيطر موضوعا العراق والحرب على الإرهاب على العناوين الإخبارية الرئيسية، كانت الإدارة الأميركية ومصالح الشركات الأميركية الكبرى منخرطة دائماً وبهدوء في حملة موازية لضمان جائزة كبرى أخرى موجودة في اراضي الاتحاد السوفياتي السابق: بحر قزوين، الذي يُعتقد انه يحتوي على مليار برميل من النفط. فبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في ۱۹۹۱، رأت الولايات المتحدة وحليفاتها، فرصة في ( نتش) واحد من أكبر ترسبات الموارد الطبيعية القَيْمة من قبضة موسكو. انقضّ عمالقة شركات النفط المتعددة الجنسيات، كالنسور، بينما تحركت الولايات المتحدة وحليفاتها سريعا لتعويم الأنظمة القمعية في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق على شاطىء بحر قزوين. أمضت يونوكال معظم التسعينيات في محاولة مدّ خط للأنابيب من طاجيكستان عبر افغانستان وهو مشروع عمل عليه ( بول بهرندز) صديق إريك برانس ( والقائم بأعمال اللوبي البلاكووتر)، إلا أنه جرى اهتمام كبير بدولتي كازاخستان واذربيجان بالاضافة الى جمهورية جورجيا ذات الاهمية الستراتيجية، وبينما اثبتت الطريق من طاجيكستان انها كثيرة التعقيد، فهي لم تكن قط الوحيدة التي استكشفتها بيغ اويل والبيت الأبيض، وجماعة من اللاعبين السياسيين من الإدارات الأميركية السابقة. ما عقّد السيطرة الأميركية السريعة على الموارد الجوفية لبحر قزوين هو واقع أن دولتين قويتين- روسيا وإيران- يحدّهما أيضا هذا البحر، رأتا في التغلعل الأميركي إلى المنطقة تهديداً معادياً. وبحلول ۱۹۹۷ كان كونسورتيوم أميركي قوي يعمل جاهداً مستكشفاً طرقاً متعددة للوصول إلى الموارد القزوينية. استثمرت شركات نفطية أميركية- بما فيها أموكو، يوناكول، إكسون، بنزويل- مليارت الدولارات في أذربيجان وتخطط لاستثمار مليارات أخرى إضافية بحسب ما أفاد مراسل ( نيويورك تايمز)، ستيفن كينزر في برقية من أذربيجان. ( وتمكن قراءة لائحة المواطنين الأميركيين الساعين إلى تحصيل المال من نفط أذربيجان، أو إلى تشجيع الاستثمار هنا، كأنها جدول النوبة لمؤسسة الأمن الوطني. ومن بين الأسماء الأكثر شهرة هناك وزيرا الخارجية السابقان هنري كيسنجر وجيمس وجيمس بيكر الثالث، ونائب الرئيس ديك تشينى، والسيناتور السابق ووزير المال لويد بنستن، ورئيس موظفي البيت الأبيض السابق جون. هـ. سنونو، والمستشاران السابقان للأمن القومي برنت سكوكروفت و زبيغنيو بريجنسكي). وبالرغم من أن إدارة كلينتون عملت بحماسة وحميّة لضمان الموارد القزوينية، مستضيفة الرئيس الأذربيجاني في البيت الأبيض في اجتماع لساعتين في آب / أغسطس ۱۹۹۷، ومتملقة تعاونه لم تصبح ( أحلام أنابيب النفط) السابقة هذه حقيقة، إلا بعد تولي إدارة بوش السلطة. وفي مايو- 2001، قدّر فريق ديك تشيني المنتدب للطاقة، أن الاحتياطي النفطي المثبت في قطاعَي أذربيجان وكازخستان في بحر قزوين يساوي نحو ( عشرين مليار برميل أكثر قليلاً من بحر الشمال وأقل بمقدار صغير من الولايات المتحدة). وقدرّت مجموعة تشيني أنه في إمكان الولايات المتحدة أن تجعل خطاً رئيسياً للأنابيب يضخ من عرب بحر قزوين- بعيدا من سيطرة موسكو- صادرات يومية من قزوين الى الأسواق العالمية، يمكنها أن تصل، بحلول 2005 حتى ٢,٦ مليون برميل يوميا، بينما تعمل الولايات المتحدة عن كثب مع شركات خاصة وبلدان في المنطقة لتطوير طرق تصدير قابلة للحياة اقتصادياً. وفي المقابل، صدرّت ايران عام ٢٠٠٥- ٢,٦ مليون برميل من النفط فى اليوم وفنزويلا ۲٫۲، والكويت ٢,٣ وكل من نيجيريا والعراق ١,٣. منذ انهيار الاتحاد السوفياتي أثبت الوصول إلى نفط بحر قزيون، أنه صعب للغاية على واشنطن. ومنذ عهد إدارة كلينتون رسمت الولايات المتحدة وحليفاتها خطة تقوم واشنطن أساساً بموجبها بإنعاش النظام القمعي في أذربيجان، ووضع منظومة متطورة لاستغلال النفط قبالة شواطئ العاصمة الاذربيجانية، باكو وهي شبه جزيرة تمتد في غرب بحر قزوين، وسيتم بعد ذلك جرّ النفط عبر خط أنابيب كبير يمتد من باكو إلى تبيليسي، في جورجيا، عبر تركيا إلى مدينة سيهان المرفئية على البحر الأبيض المتوسط. ومن هناك سيصبح في الإمكان نقل النفط القزويني بسهولة إلى الأسواق الغربية. وسيعني هذا المشروع وضع نهاية الأمر الواقع للاحتكار الروسي لعملية نقل النفط القزويني، وسيعطي في الوقت نفسه واشنطن فرصة لا مثيل لها لبسط نفوذها على أراضي الاتحاد السوفياتي السابق. وعندما انطلق المشروع في ١٩٩٤، احتفى به بعض المحللين بوصفه ( خليجاً فارسياً جديداً). وتصوّرت التقديرات وجود ما يصل إلى ٢٣٠ مليار برميل من النفط في المنطقة، أي ما يعادل ثمانية أضعاف الاحتياطي الأميركي المُثبّت.
إلا أنه في الأعوام الأخيرة من ولاية كلينتون، أصبح يُنظر إلى المشروع بوصفه يخسر ولا يُربح، ومكتوباً له الفشل. فبلدان بحر قزوين تحكمها أنظمة فاسدة وغير مستقرة، بقيت تحت هيمنة موسكو بالرغم من استقلالها الاسـمي. وسيكون خط الأنابيب مكلفاً للغاية وعرضة للتخريب. وفوق ذلك كله، فان الاستطلاعات الغربية الاولية في بحر قزوين، قلصّت التقديرات حول موارد البحر الممكنة إلى كمية أكثر تواضعاً بكثير من التوقعات السابقة. وبينما استمرت الولايات المتحدة ملتزمة استنباط نفط بحر قزوین، مضى البرنامج قُدماً بوتيرة بطيئة. وتغيّر ذلك عندما تولى بوش السلطة، وتـم الترحيب بالمدراء التنفيذيين لشركات النفط في البيت الأبيض كأنهم أبناء العم في اجتماع للعائلة وبحلول سبتمبر ۲۰۰۲، تم الشروع في خط الأنابيب الكبير لبحر قزوين الذي يبلغ طوله ۱۱۰۰ ميل. ووصفته البي بي سي بانه مشروع حبّذه المسؤولون الأميركيون لأنه سيضعف قبضة موسكو على خناق شبكة خط الأنابيب الإقليمية، ويترك إيران جانباً. وتكمن المشكلة الممكنة للمشروع في ما يرى فيه البيت الابيض جغرافية الجوار الخطرة وجوده على مقربة من الشيشان وإيران ولذلك قامت الولايات المتحدة بعدد من التحركات ستؤدي أقله إلى تغيير واحد في أنظمة المنطقة، وإلى نشر قوات من بلاكووتر وغيرها من مؤسسات خدمة الحرب الأميركية لحماية ما سيصبح أكبر اختطاف أميركي طموح للسلطة في أراضي الاتحاد السوفياتي السابق. في ٢٠٠٣، ساعدت إدارة بوش على الإطاحة بحكومة الرئيس إدوارد شيفاردندزي في جورجيا، وهو الحليف القديم العهد للولايات المتحدة. فشيفاردندزي، الذي اعتبر في ما سبق الشريك الستراتيجي الاوثق لواشنطن في المنطقة، وأشار إليه بتوود مسؤولون أميركيون من أمثال جيمس بيكر بـــــــــ ( يفي- تشيفي) سرعان ما فقد حظوته مع إدارة جورج دبليو بوش عندما شرع شيفاردندزي في زيادة تعاطيه في مجال الأعمال مع موسكو بعد أعوام من الرعاية الأميركية. ومن بين خطاياه وهبهُ عقد امتيازات حفر أنابيب جديد لشركات روسية، ومدّها وعرقلة مشروع أنابيب النفط القزويني- الأميركي الكبير. وسرعان ما أجبر، بعد هذه الانتهاكات على الاستقالة في نوفمبر ۲۰۰۳، عندما جاءت ما سميت بـ ( ثورة الورد)، بنظام مؤيد بشدة للولايات المتحدة إلى السلطة. وأول اتصال هاتفي قامت به الرئيسة الجديدة بالوكالة نينو بورد زانا دزي عندما حلّت محل شيفاردندزي، هو بعملاق النفط ( ب.ب) لتؤكد لهم السماح بخط الأنابيب. وقبيل تولي السلطة في جورجيا، أعلن الزعيم الجديد الذي تدعمه الولايات المتحدة، ميخائيل شاكاشفيلي، أن كل العقود الستراتيجية في جورجيا، خاصة عقد خط أنابيب بحر قزوين، هي مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الدولة الجورجية. ونتج عن هذا التغيير في النظام إقفال القواعد الروسية في جورجيا وزيادة في المساعدات العسكرية الأميركية للبلاد. وفي أوائل 2004 نشر وزير الدفاع رامسفيلد في جورجيا، مقاولين عسكريين خاصين من شركة كيوبيك من واشنطن بموجب عقد لثلاث سنين بقيمة ١٥ مليون دولار لتجهيز جيش الجمهورية السوفياتية السابقة المتداعي وإعطائه النَّصح منمّقاً توسعاً صوب الشرق أثار حفيظة موسكو موسكو، بحسب ما أفادت ( الغارديان) اللندنية. وقال مسؤول أمني جورجي إن فريق كيوبيك سيحسّن أيضا حماية خط الأنابيب الذي سينقل النفط القزويني من باكو إلى تركيا عبر جورجيا. وقد أعربت جورجيا عن امتنانها بالفعل بموافقتها على إرسال ٥٠٠ جندي إلى العراق. علمت إدارة بوش بأن خط الأنابيب المثير للجدل، سيحتاج إلى الحماية في كل بلد يمر عبره. إلا أنه بينما زادت الولايات المتحدة مساعدتها العسكرية لجورجيا واجهت حظراً عمره عقد من الزمن فرضه الكونغرس على المساعدة العسكرية لأذربيجان حيث سيتم استخراج النفط وحظر الكونغرس في 1992، مثل هذه المساعدة بسبب صراع أذربيجان الدموي الإثني والإقليمي مع ارمينيا في منطقة ناغورنو- كاراباخ. إلا أن الرئيس بوش ( أسقط) في 25 يناير ۲۰۰۲ هذا الجزء من تشريع الكونغرس سامحاً بالتالي باستئناف المساعدة العسكرية الأميركية لأذربيجان. وقال البيت الأبيض إن الإسقاط كان ضرورياً لدعم جهود الولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب الدولي [ و] دعم الاستعداد العملاني للقوات المسلحة الأميركية أو الحلفاء في الائتلاف لمواجهة الإرهاب الدولي ([1]) بعبارات أخرى لحماية المصالح النفطية وأطلقت الادارة رسمياً، خريف ۲۰۰۳ مشروعاً أسمته ( الحارس القزويني)، ستدعم الولايات المتحدة بموجبه في شكل كبير القدرات العسكرية لكازخستان و آذربیجان. وعلى غرار خطة الولايات المتحدة في جورجيا، فإن البرنامج الذي تبلغ كلفته ١٣٥ مليون دولار سينشئ شبكة من الكوماندوس وقوات العمليات الخاصة تقوم بحماية عملية استخراج النفط والغاز المربحة، التي تخطط لها شركات تتجاوز الحدود الإقليمية، وبأعمال الدورية في مشروع خط الأنابيب الكبير الذي سيسمح بتدفق سهل لموارد بحر قزوين الهيدروكربونية إلى الأسواق الغربية. لكن النفط والغاز هما جزء فقط من المشروع. وإذ تنظر واشنطن إلى موارد بحر قزوين على أنها بلا شك جائزة كبرى يجب ضمانها، فإن قرب أذربيجان الجغرافي من مركز محاولة الإدارة الأوسع للظفر بالشرق الاوسط كان أيضاً في شكل لا يُعقل لا يُقدّر بثمن. ومع الحديث المعلن عن إمكانية شن الولايات المتحدة هجوماً على إيران ومع عدة تقارير تفصّل الخطط العسكرية لمثل هذه العمليات كجزء من ( الحرب على الإرهاب)، قاومت دول كثيرة من جارات طهران، خاصة تلك التي لها حدود مباشرة معها مثل أذربيجان، وجوداً مُعلناً لقوات أميركية على أراضيها. فقد أوضحت إيران أنها ستنتقم من أي دولة تدعم الولايات المتحدة في هجومها بينما يجري العمل في برنامج الحارس القزويني في ۲۰۰٤، تبنّى البرلمان الأذربيجاني قانوناً يحظُ تمركز قوات أجنبية على أراضى البلاد، وهو تحرّك اعتُبر على نطاق واسع، بـــــــــــــــادرة [ حسنة] حيال موسكو وطهران اللتين تعارضان معاً أي دعم للروابط العسكرية بين أذربيجان والولايات المتحدة بحسب ما أفادت خدمة أورازيانت الإخبارية. لكن الواقع هو بالرغم من الانفتاحات على خصوم واشنطن، أن أذربيجان كانت عند مصب خط أنابيب كبير من المساعدة العسكرية الأميركية”.
الكتاب الثاني ( الحكماء) للاستاذ كارزان مراد، الذي صدر عن دار نشر ( دار الإبداع للطباعة والنشر- تكريت)، كانت الطبعة الاولى في العام ۲۰۱۷، وقد اورد الكاتب ان الحكماء في هذه الرواية هم الذين صنعوا ذلك العالم المُتَخَيَّل الذي لم تستطع الرغبات والآمال حتى العولمة وتقدِّم التكنولوجيا صنعه. وفي جزء منه ايضاً:
– ” حاول ان تقلِّب صفحات الصحف، سترى أن تُجار البشر يصطادون الأطفال ويغتصبون الحياة ويجردون الجمال من معانيه ولسبب ما يصبح عند البعض أن يرى موت احد الأغنياء مُحزناً لا تعاطفاً، إنما يكون مُجرد قناع يلبسه الناس خوفاً أو تملقا، أما الأطفال والشيوخ والعجائز، فتلك الاخبار لا تُلامس أذُن أحد. فما بالك إذا رأيت يوما عجوزا أو متشردا صدمته عربة، وبقي حيا لكنه مَرمي على طرف الشارع، يَمُر المارّة ويولّي بعضهم نظره الى جهة أخرى. أوه: يقول أحدهم. – يا لهذا المسكين!! وآخر يُردد كلمات مبهمة مثل: ” لكَ الله” فهؤلاء من البديهي ان القمل قد غزا جسدهم، والروائح العفنة مأخذها لمجرد انهم لا يملكون من يهتم بهم وقد وصل الى الآخرين أن يتركوهم في زاوية مَنسية كي يبلغوا نهاياتهم وحيدين، لكنهم ينسون أنه ربما كان هذا أباً لاحدهم وقد تبرأوا منهم لمجرد انهم اختاروا عالما معاكساً لهم. آه كم هو صعب أن نشعر بما يشعر به هذا المسكين؟. هل تدري انه من الصعب جدا ألّا يُحبك أحد؟. وان تعيش في الشارع ككلب مُشرد حيث يرمي لك الناس فُتات ما يأكلون لمجرد أنك ترفض أن تعيش أبّهتُهم المزيفة؟. هل حاولت ان تتحدث الى أحدهم، تأكد أنك ستحيا ان حاولت معرفة كل شيء لديه، سيكون دافعا لك كي تعيش عالماً آخر أجمل واهدأ. تملّكَني إحساس غريب لدقائق، وحادثتُ نفسي: يبدو أن الأشجار التي لا نحسّ بها فيها روح تُدرك كل شيء لكنها فقط لا تستطيع الكلام، انها مثلنا، نعم، مثلنا وليس مثلهم نحن أيضا صامتون كتلك الشجرة نحسّ بكل شيء لكننا لا نستطيع الكلام، نقف مشدوهين الى كل الأفعال المشينة تلك ولا نستطيع حراكا لتغييرها، يتملّكني إحساس حاد جدا بأن الأفكار والكلمات جميعها مصنوعة، لكن الاحاسيس هي التي تُسيِّر أغلب الأمور، لأن كل الأشياء لها ما يقابلها ويَتجانس معها، انظر حولك جميع الأشياء متجانسة متقابلة. هذا العالَم الذي انت فيه مرئي عندما تفتح عينيك، بمجرد ان تُغمِض عينيك تصبح غير مرئي، لأن الامر سيّان على ما اعتقد، كل شيء في الوجود متقابل ومتجانس مع كل شيء فيه، إلّا الاختلافات التي ستظهر عندما تترك الواقع وتدخل في الآخر الافتراضي. هذه التقابلات تربط العالَم ببعض تنغرس فيه كالدبابيس وتلك التي تقابلها لها متشابهات كما هنا لأن كل الناس متعطشون للسعادة، لكن كلً في موقعه ووضعه حتى الذين يُدعَون بالمجانين رغم انهم حُكماء متعطشون لتلك السعادة لذلك تراهم لا يخالطون أحداً يفضلون الهدوء في كل شيء لئلا يأتي احدهم ويدمر ذلك الهدوء، وتلك السعادة التي يتماهون معها”.
[1] – القرار الرئاسي حول أذربيجان الذي وقعه جورج دبليو بوش في ٢٥ يناير عام ۲۰۰۲.