التأخي / علاء كاطع
حذرت نقابة الصحافيين التونسيين من “أزمة هيكلية عميقة” متفاقمة في قطاع الإعلام تهدد مهنة الصحافة في وجودها. عقب اجتماع عاجل مع هيئات أخرى ممثلة للإعلام، في ظل أزمة مالية وإدارية تضرب أغلب المؤسسات العمومية والخاصة .
وذكرت النقابة أن “الأزمة تهدد بحرمان التونسيين من خدمة عامة سيادية، لا يمكن أن تنجح أي تجربة ديمقراطية دونها”
وعقدت هياكل مهنية ممثلة لقطاع الإعلام، الأربعاء بمقر نقابة الصحافيين بالعاصمة، اجتماعا “عاجلا” للنظر في الأزمة الهيكلية والعميقة لقطاع الإعلام، التي “تهدد المهنة الصحفية في وجودها .”
ويلقي الصحافيون والنقابة باللائمة على السلطة السياسية في فرض قيود على التعددية في وسائل الإعلام العامة وانحسار صوت المعارضة وتداول المعلومات، بينما يعتبر التونسيون أن المشهد الإعلامي في بلادهم تجتاحه المحسوبيات والمال السياسي. ويطالب الجمهور بإصلاحه وتطهيره من المال الفاسد. ولطالما كان هناك رابط قوي بين المال والإعلام أثناء الحملات الانتخابية في السنوات الماضية .
وسبق أن انتقد الرئيس التونسي قيس سعيد أداء الإعلام ووجود أقلام استفادت من الدعم الحكومي بهدف إصلاح الإعلام بينما تتبنى أجندات خارجية، في تصريحات كشفت أزمة الإعلام في البلاد الذي لطالما تردد أنه فقد البوصلة وثقة الجمهور، دون أن يحظى برضا الحكومة. ويعاني المشهد الإعلامي التونسي من غياب الصورة الواضحة، والهوة الواسعة بين المحتوى المقدم وتطلعات الشعب التونسي .
واتهم سعيد عددا من المحللين والخبراء بعدد من وسائل الإعلام بالاستفادة من هبة بقيمة 40 مليون دينار (الدولار = 3.2 دينار تونسي) باسم إصلاح الإعلام، تم تقديمها من قبل شركة إلى رئاسة الحكومة في عام 2017، واصفا إياهم بالمرتزقة الذين يقدمون التحاليل الكاذبة .
وعرفت تونس في السنوات العشر الأخيرة انفتاحاً إعلامياً كبيراً أدى الى ظهور عشرات العناوين الإعلامية التي ساهمت في تنوع المشهد، لكن الكثير منها لم يقدر على الاستمرار بعدما اصطدم بالواقع وتأثر بالأزمة الاقتصادية للبلاد. وتوالت في تونس إعلانات الإغلاق الصادرة عن مؤسسات إعلامية نتيجة الأزمات المالية التي تمر بها، ما يعتبره أهل المهنة تهديداً لحرية التعبير .
ولا يوجد في تونس هيكل يشرف على توزيع الإعلانات العمومية، رغم الدعوات المتكررة للهياكل المهنية إلى إرسائه حفاظاً على التوازنات المالية لمؤسسات الإعلام، ولاسيما أن البعض منها يعوّل بشكل كبير على هذه النوعية من الإعلانات للاستمرار، في ظل عدم قدرته على استقطاب الإعلان الخاص .