*فاضل ميراني
مؤلم ان تمر مائة سنة من حكم العراق الحالي و فيهينحدر منحنى النضج السياسي عند العقل الحاكم وفي العقل الحاكم، بعد نموه قبل 1958- لو استمر– لما ازدحمت المشاكل المصطنعة و ثمارها المرة لتقدمهذا الواقع و ذاك الماضي المشوهين. مؤلم لمن كانقبلنا و باهض علينا و مكلّف للاجيال القادمة انيصيب العقل الحاكم منهج الاهمال و عدم فهم صنعالقرار الصائب في تعديل مسار العلاقة بين السلطةو الجمهور بشكل و مضمون يغادر الماضي والحاضر الذي يجري التغطية عليها بالخطاباتالمفرغة من اي محتوى مفيد.
ليس من مانع فكري ان يغير العقل الحاكم منالمسار الخاطئ الى الصواب، و الا فما فائدة وجودهو مسببات بقاءه، بل و ما فائدة التاريخ الذي يتخذهلشرعنة وصوله للسلطة؟
ليس النضج السياسي معجزة، لكن تأخره هو مدعاةللاستغراب و التساؤل، بل ان تشخيص انعدامتحققه يكفي ليكون دافعا لكل توجه فكري و عمليللحيلولة دون ان يفرض الفرد او الجماعة غيرالناضجة توجهه علينا، و(علينا) شاملة لكل الذينيشغلون دورا يتصف بفهم السياسية و كذلكالجمهور الذي يحصد ويرى نتائج انعدام او تأخرمنجزات النضج السياسي. كل ثوراتنا و معارضتناو عملنا في كردستان هو انعكاس لحقوقنا التيحرمنا منها عدم النضج السياسي.
لا طائل و ليس منطقيا ان يعوض العقل الحاكمتخلفه قصدا او جهلا في النضج السياسي بالاعلامالموجه او التركيز على اخطاء السابقين، فهذه القصةصارت ممجوجة.
ان كردستان و حزبنا الديمقراطي الكردستاني كاناو يبقيان على حذر و عمل دؤوبين لازالة اثار المركزيةالمتخلفة، عاملين بالتقدم بعيدا عن فكر لم تكن منانجازاته الا ارتفاع معدلات السوء التي تعصفبالعراق.
*مسؤول الهيئة العاملة في المكتب السياسي للحزبالديمقراطي الكردستاني