انتحار روبوت

حسين علي غالب بابان

علامات البهجة على وجوه العلماء كافة ، يصرخ أحدهم من شدة الفرح:
– لقد نجحنا، لقد حققنا ما لم يستطع أحد فعله عبر التاريخ..!!
يلتفت الروبوت بوجهه المعدني ببطئ شديد وهو ينظر للمكان ، يقول كبيرهم:
– الآن الشريحة بدأت بالعمل وهو يكتشف كل شيء بسرعة فائقة فهذه الشريحة هي عقله ،ولقد تركت جهاز كمبيوتر موصولا به وفيها ملايين المعلومات منذ أن خلق الله بني البشر .
العلماء يبتعدون عن الروبوت ، وبدأت المعلومات تنقل إليه عبر جهاز الكومبيوتر، وهم يراقبونه ويسجلون كل شيء عبر كاميرات المراقبة المتصلة بالشاشات.
تمر الساعات، وإذ يرى العلماء عبر شاشات المراقبة الروبوت وهو يمزق الأسلاك بأصابعه المعدنية، ويقع جسده الثقيل على الأرض بقوة ،ويصدر صوت مدوي كأنه قنبلة قد انفجرت في المكان.
تقدم العلماء نحو الروبوت وإذ يقرأ أحدهم جملة على شاشة الكومبيوتر:
– عذرا أيها البشر لا يمكنني أن أستمر معكم ،فما قرأته عنكم تبين لي أنكم تعشقون الدمار فوداعا .
صمت العالم بعد قراءته للجملة لدقائق معدودات، وإذ يجيب زملاؤه بالقول:
-لقد انتحر فهو لا يريد أن يصبح مثلنا..!!

قد يعجبك ايضا