د . حسن كاكي
هكذا قال فخامته في رسالة صريحة للجارة ايران بعد ان قصفت ايران اربيل عاصمة اقليم كوردستان بـ (12) صاروخ باليستي بعيد المدى من نوع مدمرة خيبر وكأنها في حرب مع الاقليم لان هذه الصواريخ لن تستخدم إلا في حالة الحروب، وهذه الصواريخ التي انطلقت من الغرب وشمال غرب ايران قد سقطت في محيط القنصلية الامريكية، وقرية ملا عمر، ومستشفى للبيشمركة، وقرية كوري على طريق مصيف صلاح الدين، ناهيك انها دمرت دار رجل الاعمال بيشرو دزه ئي والذي ادى الى استشهاده هو وابنته الرضيعة وضيفه كرم ميخائيل المدير المفوض لشركة الريان وعاملة اجنبية، واصابة عائلته بجروح بليغة.
هذا القصف الهمجي الذي تبناه الحرس الثوري الايراني بحجة ان المنزل وكر لتخطيط عمليات التجسس وتنفيذ الانشطة الاجرامية للموساد الاسرائيلي وتم قصفه لأخذ بثأر قاسم سليماني وابو مهدي مهندس، ورداً على تفجيرات مدينة كرمان، وختمت تصريحها بأننا من المجرمين منتقمون .. في حين اعلن مستشار الامن القومي العراقي السيد قاسم الاعرجي ان الادعاءات باستهداف مقر للموساد الاسرائيلي ليس له صحة بل انه منزل عائلي ليس الا.
وهذا العمل الاجرامي ليس الاول فسبق ان قصفت ايران في عهد حكومة الكاظمي منزل الشيخ باز مدير شركة كار النفطية بذات الحجة، ناهيك عن قصف مليشياتها للإقليم باستمرار .. فمن يا ترى المجرمون ؟؟ هل هي هذه العائلة الآمنة المسالمة وهؤلاء الاطفال الابرياء ..
ولماذا تنتقم ايران من مواطني اربيل اذا كانت تريد استهداف امريكا واسرائيل، فهم في بغداد وفي كل المحافظات العراقية، وفي غزة وفي الدول التي تجاورها وهي اقرب من اربيل لها، فالموساد الاسرائيلي موجود في الاقمار الصناعية وفي هواتفكم واجهزتكم التقنية، وهي ليست بحاجة الى مقرات لا في اربيل ولا غيرها .
لذا فهذا العمل الاجرامي والارهابي بعيد كل البعد عن الانسانية وهو انتهاك صارخ لسيادة العراق التي تنتهك باستمرار سواء من قبل ايران او تركيا بل هو عمل مؤدلج واستهدافاً سياسياً الغرض منه خلط الاوراق، والدق على الوتر الطائفي، وجر العراق الى سيناريوهات مظلمة وإلهاء الشعب العراقي بان هناك خطر آخر غير خطر المجاميع الارهابية، وداعش على الشعب العراقي هو من الكورد، لدق الاسفين بين مكونات الشعب العراقي وجر البلاد الى حرب اهلية وربما الى التقسيم.
لانهم يريدون العراق غارقاً في المزيد من الفوضى لغرض التمادي في سرقته .. ناهيك عن عدائهم للديمقراطية والتعددية والتآخي والامن والامان وسيادة القانون في الاقليم .. كما ان الازمة المفتعلة اليوم والمتكررة مع الكورد هي محاولة للتغطية على فشل الخاسرين وتصدير أزمتهم السياسية الى هذا الجانب وذاك.
لذا فالحقيقة المرة التي باتت معروفة اليوم للجميع، والسبب الأساسي وراء كل هذه الممارسات والسلوكيات الغير مقبولة، هي رسالة واضحة مضمونها فرض الارادة على الكورد بقوة السلاح، ولكن ليعلم الجميع ان الكورد قارعوا الاستبداد والانظمة الدكتاتورية في ظروف صعبة وبيئة اقليمية معقدة وكان النصر حليفهم دائماً، ولم ولن يرضخوا الى اية جهة معينة او الى اية اجندة معينة، ولن يكونوا طرفا في أي نزاع داخلي وخارجي، وستبقى كوردستان صامدة بسواعد ابطالها من البيشمركة وقيادتها الحكيمة وفي مقدمتهم البيشمركة البطل مسعود بارزاني، واربيل ستبقى قلعة للصمود والتحدي ولن تهتز مهما تكالب عليها الاعداء .
المجد والخلود لشهدائنا الابرار