كوردستان والنفط وألمانيا في الحرب العالمية الثانية، و الأرمني جليلي جليل يكتب عن معاناة ومظالم الكورد 1880
اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 9- 1- 2024
صدر كتاب بعنوان ( عملية الماموت [Mammut Operation] مهمة جاسوسية للمخابرات الالمانية خلال الحرب العالمية الثانية في جنوب كوردستان ١٩٤٣) من تأليف ( د. فرست روژبياني) عن الاكاديمية الكوردية في اربيل- عاصمة اقليم كوردستان عام 2023 بالعدد ( ٥١٦) بطبعته الاولى، الذي طُبِعَ في مطبعة جامعة صلاح الدين- اربيل. نذكر ما ورد في الفهرست، والذي يعطي فكرة كاملة عمّا احتواه الكتاب وكما يأتي:
– ” المحتويات
مقدمة.
الفصل الاول:
العلاقة بين الشرق والغرب.
1- نظرة عامة:
١ – ٢ اكتشاف الاستشراق الالماني للكورد وكوردستان.
١–٣ الدراسات السابقة.
١–٤ الأسئلة المتعلقة بتحديد نطاق البحث.
الفصل الثاني:
حول تاريخ تاسيس الدولة العراقية من ١۹۲۱ الى حركة مايس ١٩٤١.
٢–١ التطورات المبكرة في العراق حتى عام ١٩٣٢.
۲-۲ تطور الحياة السياسية في العراق منذ ١٩٣٢ الى ١٩٤١.
٢–٣ النشاطات الألمانية في العراق ۱۹۳۲- ۱۹٤۱.
٢–٤ الدعاية الألمانية والتعاطف مع ألمانيا الهتلرية في العراق منذ عام ۱۹۳۳.
2-5 انقلاب رشيد عالي الكيلاني ١٩٤١.
2–٦ مهمة غروبا في العراق في ايار ١٩٤١.
٢–٧ تقييم لـــ ” مغامرة هتلر” في العراق.
٢–٨ هل كان العراق ضحية للقوميين العرب؟.
الفصل الثالث:
الخلفية التاريخية لعملية ” الماموت”.
٣–١ سياسة المانيا حول الشرق في فترة جمهورية فايمار الى الدولة النازية.
3-2 تاريخ المخابرات العسكرية من جمهورية فايمار إلى الدولة النازية.
٣–٣ التخطيط والتحضير لعملية الماموت.
٣–٤ عملية الماموت أهدافها وفرص نجاحها.
3-5 اختيار المشاركين الألمان في العملية وتدريبهم وتعليمهم.
٣–٦ المتطلبات المادية لعملية الماموت.
٣–٧ مسار عملية ” الماموت” وفشلها.
٣–٨ عملية ” الموصل”.
الفصل الرابع:
رمزي نافع رشيد آغا ( ١٩١٧- ١٩٤٩).
٤–١ لمحة موجزة عن الوضع السياسي في جنوب کوردستان ١٩١٨- ١٩٤٣.
٤–٢ شخصية رمزي نافع رشيد آغا في الدراسات التاريخية و الصحافة.
٤–٣ سيرة حياة رمزي نافع رشيد آغا.
٤–٤ التعاطف مع ألمانيا النازية في الشرق الأوسط.
٤ –٥ الامير كاميران بدرخان وتأثيره في رمزي نافع رشيد.
٤–٦ تعاون رمزي مع المخابرات العسكرية الالمانية.
٤–٧ دور رمزي نافع رشيد آغا في عملية ” الماموت”.
٤–٨ مكانة وشخصية رمزي نافع رشيد آغا في التاريخ.
٤–٩ محاولة فهم وتلخيص عملية ” الماموت”.
٤–١٠ ماذا حدث للعملاء المظليين الألمان بعد الحرب؟”.
وقد اوجز الكاتب في الصفحة الاخيرة من غلاف الكتاب عن كتابه بما يأتي:
– ” عملية الماموت كانت مهمة سرية، حاولت المخابرات العسكرية الألمانية من خلالها تشجيع الكورد على القيام بانتفاضة في كوردستان الجنوبية عام ١٩٤٣ للسيطرة على آبار النفط الموجودة في كوردستان ومن ثم طرد البريطانيين منها، كان منفذ العملية وقائدها هو الرائد غوتفريد يوهانس مولر، رافقه ضابطان آخرین وشاركه الناشط الكوردي رمزي نافع رشيد آغا، سُميّت العملية باسم ( ماموت) نسبة الى الشيخ محمود الحفيد، الذي أمِلَ الألمان بأن يساعدهم في مهمتهم هذه من دون عِلمه او موافقته. فاستقلت المجموعة الأولى المُنفذة لعملية ( الماموت) طائرة ألمانية، وهبط المُشاركون فيها في شمال الموصل بدلاً من أن يهبطوا في منطقة ( بتوين) بالقرب من السليمانية، فكان إنزال المظليين في المكان الخطأ، الذي كان سبباً في فشل العملية حتى قبل الشروع بها، وبدأت رحلة مطاردة المظليين ثم القبض عليهم في أربيل بعد ( ۱۱) يوماً. هذا الكتاب يؤرخ لتفاصيل التحضيرات التي قامت بها المخابرات الألمانية من أجل إتمام هذه المهمة، أما مصادر هذا الكتاب فهي من ملفات الأرشيف البريطاني والألماني، و تُنشر للمرة الأولى، فضلاً عن ذلك، يروي الكتاب سيرة حياة المناضل رمزي نافع رشيد آغا ابن مدينة اربيل الذي ضحّى بحياته في سبيل القضية الكوردية باشتراكه في هذه العملية ويسرد ما عاناه خلال تلك الفترة. والكتاب يُجيب ايضاً على الكثير من الاسئلة المتعلقة بحياته والأسباب الكامنة وراء طمس اسمه في تاريخ الكورد وعدم الاعتراف بدَوره من اجل بناء دولة كوردستان المستقلّة”.
ومن سلسلة الثقافة الكوردية التقدمية بالرقم ( 7) الصادرة عن رابطة كاوا للمثقفين اليساريين الكورد، وايضا عن دار الكاتب، واكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي- ( سابقاً) معهد شعوب آسيا، الذي كان من منشورات دار العلم، طبعة موسكو 1966، والذي كان من تأليف جليلي جليل وترجمة سيامند سيرتي، وكان بعنوان ( انتفاضة الكورد- 1880) ورد في جزء منها ما يأتي:
– ” وضع الكورد في النصف الثاني من القرن التاسع عشر
الكورد ينحدرون بأصلهم من القبائل القديمة التي سكنت غرب المنحدرات الشرقية لجبال طوروس حتى زغروس حيث يشمل القسم الغربي من ( زغروس کوردستان). ([1]) لقد تركت الطبيعة الجبلية للبلاد آثارها الواضحة على تطور الشعب الكوردي. فقد كانت السلاسل الجبلية، التي تقطع الوديان الخصبة تعيق تمتين الاتصالات والعلاقات الاقتصادية بين السكان. وفي الوقت ذاته ساعد غِنى المروج الجبلية على قيام السكان بتربية المواشي، التي اصبحت منذ الازمنة الغابرة الحلقة الرئيسية لاقتصاد القسم الاعظم من السكان الكورد ففي اشهُر الصيف تَرحَل القبائل مع مواشيها الى المراعي في الجبال العالية وترجع في أواخر الخريف الى مساكنها لقضاء فصل الشتاء. في حين اشتغل سكان المناطق السهلية بالزراعة. تقدمت الكثير من القبائل الكوردية في بداية القرون الوسطى بصورة تدريجية نحو الشمال والغرب بحثا عن مراعٍ جديدة. وكان لتقدمها نحو الشمال اسبابه السياسية ايضا. فبعد معركة جالديران في عام ١٥١٤، والتقسيم الأول لكوردستان بين الامبراطورية العثمانية والصفوية الايرانية، وبمساعدة الكوردي ملا ادريس ذي النفوذ القوي عمد السلطان سليم الاول الى اسكان القبائل الكوردية على طول الحدود التركية – الايرانية بدءاً من ضفاف نهر آراس حتى اقصى الجنوب لما بين النهرين وذلك لغرض الحفاظ على امن الحدود الشرقية من ايران. لقد وصف المؤرخون الاغريقيون والبيزنطيون، الكورد كشعب ذي طبيعة حربية، ومُحب للحرية. فان وضعهم المستقل لم يتمكن من تقويضه خلال مئات السنين لا الاغريق – البيزنطيون ولا الاتراك – السلجوقيون ولا التتار المغوليون الغزاة. حتى بعد قيام السلطات التركية والايرانية بتقسيم کوردستان، فان حكمهما في هذه المنطقة كان شكليا لدرجة ان القبائل الكوردية كانت باستطاعتها اجتياز الحدود التركية – الايرانية والحصول على جنسية البلد الآخر. كتب المؤرخ الكوردي شرف خان بدليسي: [ ان اعظم السلاطين وأصحاب المقامات الرفيعة لم يتطاولوا على وطنهم وأرضهم ( أي الكورد) بل اكتفوا فقط بتقديم الهدايا والولاء والطاعة لهم وذلك لضرورة استخدامهم كقطعات في الجيش المساعد.
([2])] غير ان الكورد حافظوا على استقلالهم عملياً حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. ان الموقع الذي تشغله كوردستان في قلب الشرق الأوسط. جعلها منذ قديم الزمان ملتقى هاماً للطرق البرية التجارية بين آسيا واوروبا. وان هذا بيّن الاهمية الستراتيجية والسياسية الكبيرة لكوردستان. وازدادت أهمية كوردستان بشكل كبير في القرن التاسع عشر اثناء مرحلة تقوية السياسة الاستعمارية للدول الأوروبية العظمى في الشرق”.
واضاف عن حال الكورد والمظالم التي تعرضوا لها في القرون الوسطى:
– ” لقد كان الوضع اكثر سوءا بالنسبة لتلك القبائل الكوردية مثل شيفزوري، بيرساني، راوندوز، سيورجي، هيركي، كوري، زيباري وغيرها، التي عاشت في تركيا، لكنها كانت تنتقل الى ايران طلباً للمراعي الصيفية، لذلك كان يتوجب عليها دفع الضريبة لحكومتين، العُشر- للسلطات التركية، وضريبة للسلطات الايرانية على استخدام المراعي. واذا قضى الكورد في الاراضي الايرانية الصالحة للزراعة شتاءً كانوا يدفعون الضرائب على البيوت مقدارها يتعلق في اكثر الاحيان بأهواء السلطات ([3]) وفي ظلّ الضرائب والاتاوات الكبيرة بدأت بعض القبائل الكوردية حياة الاستقرار على الارض اكثر فأكثر. وتحوّل اقتصادها بالتدريج الى اقتصاد زراعي. ونظراً لعملية انتقال قبائل الجاف شبه الحضر الى حياة الحضر والعمل بالزراعة كانت تقضي فصل الشتاء في السليمانية، ففي الثلاثينيات من القرن التاسع عشر كانوا اثناء الشتاء يمتلكون بعض الاراضي الزراعية لكن المحصول الذي كانوا يجنونه من هذه الاراضي لم يسد حاجتهم من الخبز لهذا كانوا يشترون الحبوب والمواد الأخرى”.
أما عن الوثائق التي تُظهر مدى الظلم والجَور الذي ترض له الكورد في الربع الاخير من القرن التاسع عشر الميلادي فقد أورد جليلي جليل ما يأتي:
– ” الى السيد السفير فوق العادة والوزير المطلق الصلاحية للامبراطورية الروسية لدى القصر الفارسي في طهران- المدير العام للقنصلية في اذربيجان:
مراسلة في 10- 12- 1880: لي الشرف الرفيع في ان انقل لسيادتكم بالاضافة الى البرقية المرسلة بتاريخ كانون الأول ان انتفاضة الكورد كما يبدو قد قُمعت بعد ابادة عدة آلاف من الكورد بغض النظر عن السِّن والجنس فقد احرقَت وسُلبت أكثر من مئتي قرية كوردية. وسلَّم الاغوات انفسهم معترفين بذنوبهم، لكن الثلوج الكثيرة التي سقطت في كوردستان و اورمية اوقفت تحرك الجيوش الفارسية الى الربيع وانقذت من بطشها الكورد واغواتهم الذين فرّوا الى الجبال. لي الشرف في ان اقدّم لسيادتكم نسخة من مُراسلات هاروتيون نزار بيكوف ويواكيم نزار بيكوف من سودجبولك، وكذلك نسخة من مراسلة ميرزا حسن والقادة في أورمية، وكذلك صورة عن الرسائل الثلاث لـ ( بيوك خان تيفوندار سیبا خسالياري العظيم). شوليشيفسكي
(من ارشيف السياسة الخارجية الروسية، بعثة في بلاد الفرس، ۱۸۷۷- ۱۸۹٦)”.
[1] – ف. ف. مينورسكي: ملاحظات وانطباعات.
[2] V. Veliaminof-Zernof, Scheref-Nameh ou histoire des Kurdes par Scheref, Prince de Bidlis, t. 11 SPB, 1862, p. 34.
[3] – خورشيد أفندي: سياحت نامه حدود، وصف جولات على الحدود التركية- الفارسية عام 1877، ص 249- 250.