الطريقة الصوفية الكسنزانية في كوردستان

 

بلقيس البرزنجي

من الطرق الصوفية الشائعة تلك التي تُعرف بالطريقة العلية القادرية الكسنزانية، وسُميت بذلك لأنها ترتكز حسب معتقدهم إلى أعمدة التصوف الثلاثة فالعلية نسبةً للإمام علي بن أبي طالب عليه السلام والقادرية نسبةً للشيخ عبد القادر الكيلاني والكسنزانية نسبةً لمؤسسها الشيخ عبد الكريم حسين شاه الكسنزان البرزنجى.

ويُذكر إن تاريخ ظهورها كان في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، فيما يقول أتباعها بأن أولى لبناتها بدأت مع نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام.

ومؤسسها هو الشيخ عبد الكريم حسين المولود عام ١٨٢٤م والذي عُرف بشاه كسنزان أي سلطان الغيب وكلمة كسنزان هي كلمة كوردية تعني (الذي لا يعلم حقيقته أحد) يقول المريدون إن الشيخ عبد الكريم قد اختلى للتعبد في أحد جبال قره داغ بمدينة السليمانية باشور كوردستان والتي هي اليوم مقر ومركز الطريقة الكسنزانية، وكانت خلوته هذه لعدة سنوات. قيل بأنها استمرت لمدة ٤ سنوات، ومن كان يسأل عن أحواله كان يُجاب بكسنزان، وعند انتهاء خلوته وعودته جرت عليه هذه التسمية حتى وفاته عام ١٩٠٢ م واستمرت بعدها على أتباعه وأحفاده، وهم ينتمون إلى القبيلة الكوردية الكبيرة السادة البرزنجية.

الأب الاعلى للقبيلة هو السيد عيسى البرزنجي، وهو أول من سكن في منطقة برزنجة جنوب كوردستان، وتولى المشيخة بعده الشيخ محمد الكسنزان المولود عام ١٩٣٨م، وبعد وفاته عام ٢٠٢٠م تولى المشيخة بعده الشيخ محمد نهرو الكسنزان وهو من مواليد مدينة كركوك جنوب كوردستان عام ١٩٦٩م.

ومن قانون هذه الطريقة، شيخ الطريقة يضع شيخ بعده علی سجادة المشيخة، قبل انتقاله إلى الرفيق الأعلى، لذا حازت الطريقة الكسنزانية بصفة ان سلسلة مشايخها متصلة ولیست منفصلة. بهذه الطريقة حيث ان حضرة الشيخ شمس الدين نهرو اخذ من والده حضرة الشيخ محمد الكسنزان وهو اخذ البيعة من والده حضرة الشيخ عبدالكريم الثاني الملقب بأسد كركوك وهو اخذ البيعة من اخوه الكبير الشيخ السلطان حسين الكسنزان الملقب بالسلطان الجبال وهو اخذ البيعة من والده الشيخ عبدالقادر الكسنزان الملقب ب(پيرى مهاجر) وشيخ عبدالقادر الكسنزان اخذ البيعة من والده الشيخ عبدالكريم الكسنزان الملقب بشاه الكسنزان والمؤسس للطريقة الكسنزانية وإلى حضرة الرسول الاعظم سيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وآله وصحبه وسلم تسليما.

 

 

 

ويمارس أتباعها طقوس خاصة ويرون ممارسيها بأنها امتداد حي لمعجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام والهدف منها إثبات وجود الله وهداية الضالين للإيمان.

ويُقدر عدد أتباع هذه الطريقة كما ذكر عنهم بأن حوالي ٢٠٠ مليون شخص في العالم ينتشرون في عدة بلدان، منها: كوردستان العراق، إيران، تركيا، سوريا، الأردن، كندا، أمريكا، السودان، هندستان، بريطانيا، يابان، الصين، سويد، المانيا، جزائر، فلسطين، الاردن، جزرالقمر.

فالطريقة القادرية الكسنزانية تعرف بجامع المذاهب والاديان ولا تفرق بينهم حيث فيها من هو شافعي المذهب ومن هو جعفري وهناك من علی المذهب المالكي… وغيرها.

قد يعجبك ايضا