اعداد: عدنان رحمن
اصدار: 12- 12- 2023
في العام 2019 صدر عن دار باليت للطباعة والنشر الطبعة الاولى كتاب بعنوان ( الملكية الفكرية تعزيز الابتكار والإبداع)، الذي هو ضمن سلسلة ( الملكية الفكرية- رقم 1- للاغراض الثقافية والتعليمية)، وبرعاية البنك المركزي العراقي ورابطة المصارف الخاصة العراقية)، ومن اعداد: ( أ. د. علاء ابو الحسن و فائزة غني ناصر و مصطفى جاسم محمد) كانت بعنوان ( الاتفاقيات التي تديرها الويبو)، وقد ورد فيها عدة اتفاقيات ومنها (( اتفاقية جوانب التجارة المتصلة بحقوق الملكية الفكرية ( تريبس) لسنة 1994))، وفي جزءٌ منها:
– ” الأحكام العامة والمبادئ الأساسية:
تعبير الملكية الفكرية في إطار هذه الاتفاقية يعني:
* حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
* العلامات التجارية.
* المؤشرات الجغرافية.
* النماذج الصناعية.
* البراءات.
* التصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة.
* حماية المعلومات غير المُفصَح عنها.
مبادئ الاتفاقية:
مبدأ المعاملة الوطنية: تنص اتفاقية تريبس على مبدأ المعاملة الوطنية بأن يطبق كل عضو على مواطني سائر الدول الأعضاء الأخرى المعاملة المنصوص عليها في الاتفاقية وذلك على وفق الحقوق المماثلة المنصوص عليها في اتفاقية باريس واتفاقية برن واتفاقية روما ومعاهدة الملكية الفكرية فيما يتصل بالدوائر المتكاملة. وتراعي اتفاقية تريبس الاستثناءات الواردة في الاتفاقيات المعنية. ويطبق هذا المبدأ على جميع الحقوق الخاصة بالملكية الصناعية وتستثنى أيضاً من هذا المبدأ الإجراءات المنصوص عليها في الاتفاقيات المتعددة الأطراف المبرمة تحت رعاية المنظمة العالمية للملكية الفكرية والخاصة باكتساب حقوق الملكية الفكرية أو الحفاظ عليها ( المادة 5).
مبدأ الدولة الأكثر رعاية: تضيف اتفاقية تريبس مبدأ الدولة الأكثر رعاية، الذي لم يرد سابقاً فيما يتعلق بالملكية الفكرية وفى الاتفاقيات المتعددة الأطراف على الأقل. وينص هذا المبدأ على أن أي ميزة أو مزية أو أفضلية أو حصانة يمنحها عضو لمواطني أي بلد آخر ( عضواً كان أو غير عضو) يجب منحها فوراً ودون اي شرط لمواطني سائر الأعضاء، مع وجود بعض الاستثناءات المحددة المادة ( 4) وكما هو الحال في مبدأ المعاملة الوطنية، وتستثنى من هذا المبدأ الإجراءات المنصوص عليها في الاتفاقيات المتعددة الأطراف المبرمة تحت رعاية المنظمة العالمية للملكية الفكرية والخاصة باكتساب حقوق الملكية الفكرية أو الحفاظ عليها ( المادة 5).
التحفظات: يحظر على الأعضاء إبداء أي تحفظات بشأن أي حكم من أحكام اتفاقية تريبس دون موافقة سائر البلدان الأعضاء الأخرى المادة ( 72).
الاستثناءات الأمنية: تمنح هذه الاتفاقية استثناء عاماً للدول الأعضاء من اتخاذ أي إجراءات قد تمس مصالحها الأمنية الأساسية وعلى وجه الخصوص لا تلزم الاتفاقية أي عضو بتقديم معلومات يعد الإفصاح عنها منافياً لمصالحه الأمنية الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لأي عضو اتخاذ إجراءات يغدُها ضرورية لحماية مصالحه الأمنية الأساسية فيما يتعلق بالمواد القابلة للانتشار أو المواد التي تشتق منها، أو فيما يتعلق بتجارة الأسلحة والذخائر والمعدات الحربية والتجارة في سلع ومواد أخرى تتم التجارة فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة بغية تزويد المؤسسات العسكرية باحتياجاتها، أو اتخذت في أوقات الحرب أو الطوارئ الأخرى في العلاقات الدولية كما يجوز لأي من الدول الأعضاء اتخاذ أي إجراء في سياق القيام بالتزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة لصون الأمن والسلام الدوليين ( المادة 37).
حقوق المؤلف والحقوق المجاورة:
* تنص الاتفاقية في مجال حقوق المؤلف على مراعاة أحكام المواد من ( 1) إلى ( 21) من اتفاقية بيرن لحماية المصنفات الأدبية والفنية وتتضمن هذه المواد الأحكام الرئيسية لاتفاقية بيرن.
* تنص الاتفاقية على حماية برامج الحاسب الآلي بوصفها مصنفات أدبية، وتنص على حق تأجير برامج الحاسب الآلي والأفلام السينمائية او المنع من تأجيرها، وتنص على حماية أعمال المؤدين في التسجيلات الصوتية وحق منع تسجيل ذلك ومنع بث الأداء على الهواء ونقله للجمهور. كما تنصُّ على حماية منتجي التسجيلات الصوتية وحماية هيئات الإذاعة والتلفزيون وحق منع تسجيل البرامج الإذاعية والمتلفزة ونسخها وإعادة بثها.
* إن مدة الحماية لا تقل عن 50 سنة بالنسبة لجميع المصنفات الأدبية ماعدا الفوتوغرافية والفنون التطبيقية فتحددت بـ 25 سنة. ولا تقل مدة الحماية لأعمال المؤدين ومنتجي التسجيلات الصوتية عن 50 سنة، وحماية هيئات الإذاعة لا تقل عن 20 سنة.
العلامات التجارية:
* يتمتع صاحب العلامة التجارية بموجب الاتفاقية بالحق في منع جميع الأطراف التي لم تحصل على موافقة منه من استخدام العلامة أو أي علامة مماثلة في أعمالهم التجارية. كما تنص الاتفاقية على حماية العلامات المشهورة.
* يحق للدولة العضو أن تشترط جعل الصلاحية للتسجيل مشروطة بالتميز المكن من خلال الاستخدام المنصف للعلامة، كما يحق لها أن تشترط أن تكون العلامات المزمع تسجيلها قابلة للإدراك بالبصر كشرط لتسجيلها.
* عدم جعل طبيعة السلعة أو الخدمة عقبة تحول دون تسجيل العلامة المراد استخدامها بشأنها.
* إن مدة الحماية لا تقل عن 7 سنوات قابلة للتجديد بصفة دائمة.
المؤشرات الجغرافية:
* يقصد بها المؤشرات التي تحدد منشأ سلعة ما في أراضي بلد عضو حين تكون النوعية أو السمعة لهذه السلعة ترجع بصورة اساسية إلى منشئها الجغرافي.
* تلزم الاتفاقية الدول الأعضاء بالنص في قوانينها على منع الانتفاع بأي وسيلة تسمية سلعة ما أو عرضها إذا كانت تلك الوسيلة تبيّن أو توحي بأن السلعة المعنية ناشئة في مساحة جغرافية خلاف مكان المنشأ الحقيقي للسلعة على نحو يضلل الجمهور. كما تنص على منع تسجيل العلامات المضللة بشأن مكان المنشأ الحقيقي للسلعة.
* حماية المؤشرات الجغرافية الخاصة بالنبيذ والمشروبات الروحية وإنشاء نظام دولي للتسجيل.
الرسوم والنماذج الصناعية:
* تمنح الاتفاقية الحماية لكل تصميم صناعي جديد، ويمكن أن يتألف هذا التصميم من عناصر ثلاثية الأبعاد أو ثنائية الأبعاد كالخطوط والرسوم والألوان كما تشتمل الاتفاقية على أحكام خاصة لحماية التصاميم على المنسوجات.
* وتصل مدة الحماية القانونية للرسوم والنماذج الصناعية إلى عشر سنوات.
التصميمات التخطيطية للدوائر المتكاملة:
* ويقصد بالدائرة المتكاملة كل منتج تشكل فيه عناصر الدائرة الكهربائية له جزءاً لا يتجزأ من قطعة من المادة، ويكون الغرض منه أداء وظيفة إلكترونية.
* تنص الاتفاقية على التزام الدول الأعضاء بأحكام معاهدة واشنطن المتعلقة بالدوائر المتكاملة.
* تصل مدة الحماية القانونية للتصميمات التخطيطية إلى عشر سنوات”.
وعن دار الشؤون الثقافية العامة التابعة لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، صدرت مجموعة قصصية بعنوان ( وابلٌ من الخيطان) للكاتبة ( لُبنى ياسين) بطبعتها الاولى ببغداد عام 2023 ومنها ما ورد في جزء من قصة فيها كانت بعنوان ( ألوان لا تليق بالفقراء):
– ” ككلب متشرد ساقوه وهم يقذفونه بأبشع الشتائم نحو مخفر الشرطة، لم يعِ ما التهمة التي سيق من أجلها بهذه الطريقة المهينة، كل ما علق في ذاكرته لحظات تنعم فيها بالملمس الوثير للنسيج الأحمر الناعم الذي يغطيها عيناه المغمضتان عن آخر الأحلام الباذخة التي لم يدرك حتى بدايتها كما ينبغي عندما وجد نفسه محاطاً بدورية كاملة من رجال الشرطة.
بعدها فُتح بابٌ ما، وألقى به الشرطيان إلى داخل غرفة، يتصدرها مكتب فخم يجلس وراءه ضابط على كتفه رموز تعاني من ضيق المكان في ازدحام تموضعها مشيرة إلى رتبة ما، ليست من الرتب الدنيا على أي حال، هذا ما أدركه رغم أنه لا يميز كثيراً بين رائد وعقيد، أو بين مساعد ولواء كلهم بالنسبة له أصحاب بزات ذات لون ترابي، ووجوه متجهمة، وملامح يعتليها التصحر أكثر مما يعتلي جم حياته القاحلة.
صرخ به الضابط ليقترب فاقترب متوجساً، أراد أن يسأل عن سبب اصطحابه إلى هذا المكان الموحش هو رجل مستقيم، لم يخرج عن القانون مرة واحدة ليس قانون القضاة والمحامين فحسب، حتى تلك القوانين المتعارف عليها دون أن تدرّس في الجامعات تلك التي تقول أن على الفقراء والمساكين أن يفسحوا الطريق دوماً لأصحاب الفخامة وأن يتركوا لهم أدوارهم في حال وقفوا في صف ما، أن يتركوا لهم قوتهم، خبزهم، شمسهم، وفيئهم حتى هواءهم، لم يعترض مرّة واحدة، كان يفسح لأصحاب البدلات الأنيقة وأربطة العنق دون أي اعتراض، فهو يعرف القوانين جيداً، تلك التي تنتقل جيلاً وراء جيل دون أن يسأل أحدهم من وضع تلك القوانين، وبأي حق يمتلكه مواطن ما ليتسلق ظهر مواطن آخر في مكان جغرافي اتفق على تسميته وطناً؟!. نظر إليه الضابط باحتقار واضح سائلاً إياه:
– كيف تجاسرت على لمسها أيها القذر؟.
كيف سيشرح للضابط أنها لم تأبه لقذارة ثيابه الرثة، لكنها نظرت إلى عمقه فرأت إنساناً متعباً متهالكاً، ولسبب ما رغم جمالها، وكونها تنتمي إلى تلك الطبقة المخملية إلا أنها دعته إليها من يصدق كلاماً كهذا؟. هذا ما حدث فعلاً بوسعه أن يقسم بكل مقدسات الأرض والسماء أن هذا ما حصل فعلاً.. لكنهم لن يصدقوه.
وقف الضابط واتجه إلى الرجل صاحب المظهر الرث، ورفع يده عالياً، وهوى بكفه الثقيلة على وجه الرجل، الذي فقد توازنه وكاد أن يسقط لولا أن استند إلى حافة المكتب متقياً السقوط، وعاد وصرخ به:
– آلا تسمعني؟! هل أصابك الصمم؟!. قل لي الآن.. كيف تجرأت ولامستها بجسدك القذر هذا؟.
عاد خيال الرجل إلى ساعة أو ربما أكثر أو أقل قليلاً، فقد تشابك الزمن عندما أحاطت به دزينة من رجال الشرطة واقتيد إلى هذا المكان كان قبلها يظن أنه أخيراً عثر على مذاق يحلم به بالجنة، أي غبي بوسعه أن يتجاهل دعوة فاتنة مجللة بالأحمر.. لون الغواية الذي لا يفلت منه القديس، فما بالك برجل مسكين كل ما فيه يعاني من الجفاف والتصحر. أيقظه الكف الآخر من أفكاره، وارتفع صوت الضابط مجلجلاً، تيقن المسكين أن جدران المكتب سوف تطبق عليه وتدفنه بينها مطالباً إياه بتبرير تجاسره على تلك الفاتنة. وقبل أن يفكر هذه المرة وجد نفسه يقول:
– أقسم بالله يا سيدي أنها هي التي دعتني.
انفجر الضابط ضاحكاً، ثم عاد وارتدى حلة الهيبة المصطنعة وقال:
– ماذا؟ ماذا تقول؟ هل ستتظاهر بالجنون لكي تفلت من العقاب.. قديمة.. لن ينطلي علينا جنونك المزعوم.
– لست مجنوناً يا سيدي أقسم بالله أنها هي من دعتني..
شدّه الضابط من شَعْرَهُ وبصق في وجهه ثم قال:
– لا تحاول أن تلعب هذا الدور معي… هل فهمت؟.
– اسمعني يا سيدي أنا رجل بسيط، لا أعرف كيف ألعب أدواراً، وما حدث أنني كنت في الساحة بين زملائي المعتاشين على باب الله، ننتظر طلباً للتنظيف، أو الطلاء، أو الإعمار، أو أي شيء يجلب لنا المال لنشتري به قوت يومنا وجاء رجل أنيق يضع على عينيه نظارة شمسية سوداء، وأشار إلي لأتبعه انعكست أشعة الشمس عن خاتم ذهبي يضعه في إصبع كفه اليمنى التي أشار إلي بها، فأزعجت عيني، أدرت وجهي لأتفادى النور، فأنا يا سيدي رجل الأقبية المظلمة ثم مضيت وراءه دون صوت ركبت معه في السيارة حسناً لا بد أن أخبرك أنه قبل أن أصعد في سيارته بسط على المقعد الذي سوف أجلس عليه كيس قمامة جديد لئلا تتسخ مقاعد سيارته بثيابي، أقسم يا سيدي أن هذا ما حصل، ثم أخذني إلى مكان بعيد، وأدخلني مكاناً فيه من الأحجار ما يملأ هذه الغرفة، بل ربما الغرفة المجاورة أيضاً، وطلب مني إخراج تلك الأحجار إلى ساحة قريبة من المكان بقيت أعمل على إخراجها أكثر من خمس ساعات حتى صار المكان خالياً من أي حجر فطلب مني أن أكنسه وأمسحه، فعلت ما طلبه دون أدنى تردد، وعندما انتهيت أقلني بالسيارة الفارهة ذاتها، فوق كيس القمامة نفسه، وقبل أن نصل وضع في يدي بضع قطع نقود معدنية، دراهم معدودة فقط، جنّ جنوني”.