يونس حمد – أوسلو
منذ بداية عام 2014، أي قبل تسع سنوات، قطعت الحكومة في بغداد المستحقات المالية ورواتب الموظفين في إقليم كوردستان. ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا، والحكومة في بغداد تتلاعب بمشاعر الشعب الكوردي، الذي احتضنهم في زمن الدكتاتورية و كان ملاذاً آمناً لهم!.
وقبل أيام، طالب عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة، في رسالة ، إن على حكومة إقليم كوردستان دفع رواتب المعلمين والموظفين في كوردستان. ونقول لرئيس تيار الحكمة (أنظر إلى بغداد أولا)! ومن ثم أرسل رسالة إلى أربيل. نعم، لم تبخل حكومة كوردستان قط في دفع رواتب الموظفين والمعلمين شهرياً منذ عام 1991، أي بعد أن سحبت حكومة بغداد جميع مؤسساتها و اجهزتها من كوردستان ، رغم أن الوضع كان صعباً بسبب حصارين مزدوجين على كوردستان من قبل المجتمع الدولي وحصار حكومة بغداد في ذلك الوقت، وفي الوقت الذي كانت فيه حكومة الإقليم تدفع الرواتب، كان معظم السياسيين الحاليين، بمن فيهم رئيس تيار الحكمة، يعيشون في شقق طهران ودمشق ولندن.
نعم الحكومة الحالية في بغداد تتصور بأن الشعب الكوردي سيستسلم بسهولة بعد كل هذه العقوبات والضغوط التي تتعرض لها حكومة إقليم كوردستان، لكن ذلك لن يحدث أبداً، فالتاريخ يشهد، ولن يستسلم الشعب الكوردي لأي ظلم أو تهديد مهما كان حجمه،ولذلك على السلطة في بغداد مراجعة التاريخ ليعرفوا مصير الأنظمة التي توالت على العراق وقامت بأضطهاد الشعب الكوردي وممارسة السياسات الاجرامية والأساليب الدنيئة لتركيع شعبنا، لكن هيهات لم تتمكن من النيل من شعبنا والتراجع او التخلي عن قضيته العادلة.
نعم بقي الشعب الكوردي صامدا مكافحا مناضلا ، ولم يتنازل عن حقوقه القومية المشروعة والعادلة ولكن تلك الأنظمة ولت الى مزبلة التأريخ.
على الذين تسلموا السلطة بعد 2003 واستخدموا اساليب التجويع والحصار وقطع الرواتب عن موظفي كوردستان ان يعوا تلك الحقيقة بأنه مهما حاولوا وضغطوا على الشعب الكوردي لأضعافه والتخلي عن اهدافه وتطلعاته، سيبقى هذا الشعب صامدا متمسكا بثوابته وسيسجل التأريخ هذا الصمود بأحرف من نور وسوف لن يكون مصير حكام بغداد بعد 2003 افضل ممن سبقوهم وتجارب الحياة برهنت على ان لايمكن للظلم ان يدوم وتبقى الحياة على حالها وسنشهد التغيير عاجلا ام آجلا.