اشراقات كوردية … باب الشيخ حافلة بالتاريخ البغدادي

الجزء السادس والأخير

د. عبد الخالق الفلاح

اهالي باب الشيخ هم أمة مختلطة الأصول، وتوالوا على السكن في هذه المنطقة ولكنهم تعلقوا ببعض، حتى في ذروة فترة التجانس سعى اليها الناس من بقاع متنوعة للدراسة، التجارة، والسكن، لقربها من مركز القرار ولا يمكن التمييز بين مختلف افرادها، رغم أنهم كانوا يتحدثون لغات عديدة، لكنهم اكثر حباً بمنطقتهم، وتعلقاً بالجيران والاعتزاز بهم، وكانوا ينتفضون معاً اذا شعروا بالظلم  او مع اول انتقاص لكرامتهم ويستعدون بكل قادم اليهم و يكلفون أنفسهم باستضافة الجار الجديد على أساس الواجب والكرم الذي يتميز به الإنسان العراقي لمدة ثلاثة أيام اكراماً، ومن أهم العوائل المعروفة والأسر التي سكنت المنطقة هي:

بيت البطارية. الكيلاني. الجلبي. الحيالي. الغرابي. النعيم. المشاهدة. بيت ياره. إل التكرلي. الدركزلي. ألونه. إل الشيخ قادر. إل الجادر. الكيارة. ال يعقوب. النقشلي. إل السكوتي. إل ملوكي. إل الوطني. إل وريد. إل شنشل. الرحبي. الجاووش . إل دله. الخطيب. القيسي. السويدي. الطبقجلي. الوتار. الآلوسي. بيت أبو الهوى. الهاشمي. ألدروبي. بيت أبو الأزر. بيت ابو خمرة. بيت مصطفى سليم. الجاف. النقشبندي. بيت الدوحي. قرة علي. الجنابي. العزة. طبانة. البياتي. البو باز. البو نيسان. الشمري. الربيعي. البستاني. الجبوري. علو. الزيدي. إل عوينه. الجميلي. الكبيسي. الطرفة. بيت باكو. بيت ريشان. وعائلة الشاعرة نازك الملائكة في الصدرية. وبيت فرمان. بيت ساعد. بيت فرزلي . بيت ملا نزر. بيت المعدان. بيت الحاج احمد الأحمدي. بيت أبو اللبة.  إل وادي. البرزنجية. الصميدعي. إل واوي. العساكره الرفاعية. الادهمي. الواعظ. إل غلام. العبوسي. الخضيري. إل الطيار. القبطان. البكري.

 

 

ومن الأدباء:

الشاعر عبد الوهاب البياتي، الشاعر الشعبي احمد جميل الشيخلي، الشاعرة نازك الملائكة، القاص غائب طعمة فرمان، السيد إبراهيم الدروبي، الأديب حسين الجاف، الشاعر الشعبي حافظ داؤود ألعبوسي ومن الخطاطين، الخطاط مامي في فضوة عرب.

ومن قراء القرآن والأذكار:

عبد الستار الطيار اشتهر في المجالس النبوية، حمزة السعداوي كان يشارك في المناقب النبوية، عبد الرحمن خضر، مطرب المقام يوسف عمر، الحافظ مهدي، الحافظ صلاح الدين، الحاج عبد الرحمن توفيق، ملا علي العامري، سعيد حسين القلقالي، وكان يعمل كاتب في المحكمة الشرعية في شارع النهر. الحافظ خليل إسماعيل، الحاج محمد الملقب (ملا مامي الكوردي) من المؤذنين المعروفين في الحضرة القادرية، الحاج ملا أموري (أبو أحلام)، الحاج احمد ملا رحيم، الحاج شيخ القراء محمود عبد الوهاب، نجم الدين الشيخلي، ملا خالد الشيخلي، وعشرات آخرين كانوا اكثرهم من فاقدي البصر ويلتقون في مقهى (مكون من بضع مقاعد قنفات ومناضد غالباً ما تكون عليها الالعاب مثل: الدومينو، والطاولي. أو يجري سباق الديوكة في البعض الآخر منها وفيها النرگيلة ويستفاد فيها من منقلة الفحم او النفط او الأوجاق حيث يوضع (القوري) والأواني التي يتم فيها تخدير او لعمل الشاي عليها وتصب في الاستكانات ثم توزع على الحاضرين. يجلسون فيها أوقات الكسلات من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، وتظل المقاهي مفتوحة الى ساعة متاخرة من الليل، ويشربون الشاي والحامض خاصة بهم يجتمعون فيها ويجيدون لعب (الدومينو) والمقاهي التي تحيط أطراف الحضرة الكيلانية كثيرة مثال قهوة صالح وقهوة عمو يحيى وقهوة النبكة وقهوة ابراهيم.

 

 

 

 

كانت المنطقة تحتوي على التكيات أو الزوايا الصوفية المعروفة حيث كانت تمارس فيها الأذكار المحمدية والدروشة: التكية القادرية في جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني، تكية أبو خمره شيدت سنة (1112 هجرية – 1700 ميلادي) التي كان يحضر فيها بشكل دائم المجرم عزت الدوري، تكية إل شيخ الحلقة، تكية الشيخ علي البندنيجي او (المندلاوي)، التكية البرزنجية، تكية عرب للسادة الغرابية، تكية الشيخ حسن الطيار.

المختارون:

بيت مصطفى سليم مختار رأس الساقية، بيت مصطفى إل غلام مختار الصدرية. هاشم مختار باب الشيخ وكانت له غرفة يبيع فيها مادة السويگة يضعها في صينة والتي تشبه التبغ ويضعها الذين يستفيدون منها في فمهم بين الاسنان والشفة وهي تعتبر من المواد المنعشة البسيطة. ناجي المختار عن المربعة، حجي علي الدركزلي مختار عقد الأكراد، عبد اللطيف مختار قهوة شكر.

 

 

 

من أشهر المخابز في باب الشيخ، مخبز يوسف الذي اشتهر بخبز كما كان يسمى (الاعاشة) والاعاشة هي دائرة حكومية الغاية من تأسيسها مساعد الفقراء وقليلي الدخل. وكانت تجهز بعض المخابز بالطحين من أجل بيعها بأسعار زهيدة نسبة مع قيمة الخير الذي كان يباع في المخابز الاخرى ويبدأ العمل فيها بأوقات مبكرة حيث تزدحم بالمشترين من اجل اقتناء هذه المادة الضرورية ومن المفارقات، هي الزيارات المتتابعة والميدانية المتكررة لرئيس الوزراء الزعيم عبد الكريم قاسم؛ للاطلاع عن كثب لهذا المخبز والمخابز الاخرى لحماية حقوق المواطن ويشارك عامة الناس في اقتناء الخبز من هذه المخبز وبصورة دائمة لنفسه ومن معه.

 

 

قد يعجبك ايضا