الباحث : سردار علي سنجاري
الجزء الثالث
في الجزء الثاني تحدثنا عن مرحلة بعد انتكاسة ثورة أيلول ودور البارزانيين في انطلاقة ثورة كولان ومارافقها من همجية صدامية والتنكيل بأشقاء السيد مسعود البارزاني وعشيرته …
بينما كان البيشمركة البارزانيين ومعهم اخوانهم من العشائر الكوردية المؤيدة للثورة الكوردية يواجهون آلة الموت الصدامي بكل بسالة وشجاعة ، ما اضطر النظام الصدامي ان يأمر بإحراق وهدم القرى الكوردية حيث بلغ عدد القرى المهدمة حوالي ٤٠٠٠ آلاف قرية مابين عامي ١٩٨٧-١٩٨٨ وتم ارتكاب ابشع المجازر البشرية بحق الشعب الكوردي المسالم حيث تم تنفيذ احكام الإعدام بحوالي ١٨٠٠٠٠ مائة وثمانون الف مواطن كوردي عزل من النساء والأطفال والرضع وكبار السن والشباب في عملية اجرامية قادها المقبور علي حسن المجيد ابن عّم صدام حسين سميت بعمليات الأنفال. وكذلك تم قصف مدينة حلبجة المسالمة بالسلاح الكيميائي وراح ضحيته اكثر من ٥٠٠٠ الآلاف مواطن من كافة الأعمار ولم تسلم منهم حتى الانعام .
اعتقد النظام الصدامي ان البارزانيين سوف يستسلموا وان قواتهم بعد تلك المجازر التي ارتكبت بحق عشيرتهم وقراهم سوف تنهار ولكن يبدو ان ذاكرة النظام الصدامي خانته بما يخص صبر وتحمل ونضال عائلة البارزاني .
في تلك الحقبة الصعبة من تاريخ عشيرة البارزاني وعائلة فخامة السيد مسعود البارزاني ، كانت بدايات النشاط السياسي للسيد نيجيرفان البارزاني الذي كان يرافق والده الشهيد الخالد إدريس البارزاني في جولاته الميدانية كبيشمركة في ساحات القتال ما أكسبه القدرات القتالية العالية في سن مبكرة ، وكذلك كسب التكتيك السياسي والدبلوماسية المعهودة لوالده الشهيد الخالد إدريس البارزاني . وعند استشهاد الخالد إدريس البارزاني كان السيد نيجيرفان في عقده الثاني ولكنه ونظراً لشجاعته وذكائه وقوة شخصيته استطاع ان يتدرج في المواقع الحزبية بسرعة حتى اصبح في الموتمر العاشر للحزب عضوا في المكتب السياسي واللجنة المركزية .
” بعد رحيل الخالد إدريس البارزاني كان نيجيرفان بارزاني في عقده الثاني ونظراً لشجاعته وذكائه وقوة شخصيته استطاع التدرج بسرعة في المواقع الحزبية حتى اختير في الموتمر العاشر للحزب عضوا للمكتب السياسي واللجنة المركزية”
سنوات النضال التي أكسبت السيد نيجيرفان الإرادة والشجاعة والإيمان بحق الشعب الكوردي في تقرير مصيره بنفسه كانت كفيلة بأن يتم اختياره كأحد القادة العسكريين في قيادة انتفاضة الشعب الكوردي على الطاغية صدام حسين سنة ١٩٩١ بعد احداث الكويت المعروفة . وعندما تم السيطرة على الوضع الأمني والداخلي لإقليم كوردستان كان للسيد نيجيرفان الدور الكبير في استتباب الأمن في كوردستان حيث كان من القيادات الشابة الفعالة في تلك المرحلة. وبعد ان تم تشكيل اول برلمان وحكومة كوردية في اقليم كوردستان عام ١٩٩٢ ، كان للسيد نيجيرفان البارزاني دورا محوريا وكبيرا في ارساء أسس الاقليم والإشراف على صياغة دستور للإقليم . وقد تدرج بالمسؤوليات الحزبية حتى اصبح رئيسا لحكومة اقليم كوردستان لأكثر من كابينة نقل مدن اقليم كوردستان من مدن مدمرة ومهمشة الى مدن عامرة حضارية تضاهي مدن العالم المتطور من كافة الجوانب ،فضلا على تعزيز وبناء علاقات متوازنة مع مع جميع الأطراف وبالأخص دول الجوار التي حاول ان يكون لها الأولوية في المشاركة بمشاريع الاعمار والاستثمار وتنفيذ المشاريع الاقتصادية في اقليم كوردستان . وتكريما لجهوده في إعمار كوردستان فقد منحته جامعة ( اند جيفرسون ) الأمريكية شهادة دكتوراه فخرية . وعندما أعلن اقليم كوردستان في ٢٥/١٠/٢٠١٧ عن اجراء الاستفتاء على حق الكورد في تقرير المصير والحملة الشرسة التي قادتها دول الجوار ضد الاستفتاء والتحشيد العسكري العراقي بالاستخدام القوة ضد الاقليم ، ومطالبة العراق بتنحي السيد مسعود البارزاني عن رئاسة الاقليم ، عندها بدأت الدبلوماسية الكوردية التي قادها السيد نيجيرفان البارزاني بهدوء وحكمة ادهش القاصي والداني والأصدقاء والخصوم ، حتى عادت المياه الى مجاريها و رجعت الأمور الى طبيعتها في الاقليم .
” تدرج نيجيروان بارزاني بالمسؤوليات الحزبية حتى اصبح رئيسا لحكومة اقليم كوردستان لأكثر من كابينة تمكن من خلالها تبديل مدن اقليم كوردستان من مدن مدمرة مهمشة فاقدة لمقومات الحياة الى مدن عامرة حضارية تضاهي مدن العالم المتطور”
الحنكة السياسية المكتسبة للسيد نيجيرفان البارزاني من والده الشهيد إدريس البارزاني وعمه السيد الرئيس مسعود البارزاني أهلته ان يكون بقدر المسؤولية في التعامل مع كافة القضايا . فهو رجل الاعمار والبناء في كوردستان وبالمقابل رجل السياسة والدبلوماسية في التعامل مع القضايا الداخلية والمحلية والإقليمية والدولية . وكان مهندس الوضع الأمني للإقليم قبل استلام السيد مسرور البارزاني مسؤولية الأمن القومي في الاقليم . وخلال سنوات ترأسه حكومة الاقليم قدم العديد من الخدمات العامة والخاصة لكافة المواطنين ويضرب به المثل بالكرم والسخاء . وشجع المواطنين على ان يكونوا فعالين في بناء المجتمع وان يكون للشباب دور في تعزيز مستقبل الاقليم من كافة الجوانب . كذلك وقف مع حقوق المرأة وأعطاها الكثير وشرع لها القوانين التي تضمن حريتها وتحافظ على كرامتها . ونشط في المجال الرياضي فإنشاء أحدث الملاعب في كافة محافظات الاقليم والأقضية وفقاً للمعايير الدولية .
وكذلك وفر لجميع المواطنين وفي مقدمتهم ابناء الشهداء والبيشمهركة قطع الأراضي السكنية مجانا وتوفير قروض للبناء . وساهم في إقامة العديد من دور العبادة للأديان السماوية وغيرها . يتبع