سردار علي سنجاري
كلما اقترب موعد الانتخابات تتسارع الأحزاب السياسية بمختلف توجهاتها وايديولوجياتها إلى كسب المزيد من الأصوات في المناطق التي تحت نفودها او خارجها . ولكن بعض المناطق وبسبب طبيعتها الجغرافية والتعددية الدينية والطائفية والسكانية كانت محور جذب للأحزاب السياسية عبر الزمن . ومن بين تلك المناطق التي تشهد اليوم صراعا غير مسبوق هي مدينة سنجار او قضاء سنجار من قبل الاحزاب السياسية لكسب الأصوات والتأييد لحزب ما . ولكن لو عدنا إلى التاريخ القريب قليلا وبحثنا في تركيبة سنجار السياسية والأحزاب المؤثرة في تشكيل البنية التحتية للفكر القومي الكوردي فيها وإنماء ذلك الفكر لوجدنا انه الحزب الديموقراطي الكوردستاني الذي بدأ في نشر الفكر القومي الكوردي في سنجار منذ تأسيسه واعطى سنجار اهمية كبيرة سواء من حيث المطالبة بكوردية سنجار رغم انها تقع في موقع جغرافي يبعد عن اقليم كوردستان وتابعة كقضاء إلى محافظة نينوى وتحيط بها القبائل العربية من اطرافها ناهيك عن التعددية الدينية فيها او من خلال انضمام شخصيات سنجارية وصلو إلى اعلى مراتب القيادة السياسية والحزبية في الحزب الديموقراطي الكوردستاني .
كما لعب الحزب الديموقراطي الكوردستاني دورا كبيرا في ترسيخ مبدا التعايش السلمي في سنجار حيث أبدى اهتمامه بالعشائر العربية المتواجدة وبالأخص عشيرة شمر التي تربطهم علاقات متينة واستراتيجية مع الحزب الديموقراطي الكوردستاني. وكذلك كان الحزب على مسافة واحدة من طوائف سنجار من المسلمين والأيزديين واخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن حقوق الاقليات المتواجدة فيها دون تمييز او تفرقة على اساس قومي او ديني او عرقي . فما زال الحزب الديموقراطي الكوردستاني يحتفظ في ذاكرته التاريخية والنضالية اسماء العديد من الشخصيات السنجارية غير الكوردية التي امنت بفكر ونهج البارزاني الخالد .
بعد حوالي شهر وفي تاريخ ١٨/١٢/٢٠٢٣ سوف يتوجه شعبنا العراقي إلى صناديق الاقتراع لأنتخاب اعضاء مجالس المحافظات وقدد حدد الحزب الديموقراطي الكوردستاني ٢٢ شخصية من منطقة سنجار للخوض في معترك الانتخابات لتمثيل سنجار في مجلس محافظة نينوى . بالتاكيد نحن نثق باختيار البارتي للشخصيات التي تم ترشيحها ولكننا نأمل من المرشحين ان يكونوا على مستوى تلك الثقة التي أولاها لهم الحزب وان يعملوا باخلاص ونزاهة بعيدا عن المكاسب الشخصية وان يضعوا ألالام سنجارواهلها وما عانته في السنوات الماضية من مأساة انسانية وماتزال تعانيه نصب أعينهم .
بالتاكيد لا احد ينكر دور البارتي والقيادة البارزانية المخلصة في استعادة سنجار من ايدي تنظيم داعش الارهابي وحجم التضحيات التي قدمها الحزب الديموقراطي الكوردستاني في تلك المرحلة . ان الوفاء من شيم الكبار وطالما كانت سنجار شامخة وكبيرة برجالها وعشائرها وتفتخر بانتمائها الكوردي وتعتز بأصالتها وتعمل من اجل استعادة مكانتها الوطنية والتعايش السلمي الذي كان نموذجا فريدا في الشرق الاوسط وليس العراق فحسب .عليه ان يتم إنصاف من قدموا وضحوا وناضلوا لأكثر من نصف قرن من اجلهم ولا يلتفتوا إلى بعض المسببات السلبية التي وان كانت كبيرة في حدثها إلا انها لم تكون مقصودة في نواياها .
وكذلك لا يكرروا السنجاريين تجربة الانتخابات البرلمانية السابقة والتي خسروا فيها مقاعدهم في البرلمان العراقي بسبب الولاء العشائري الذي افقدهم الكثير من الامتيازات . وان يتم التوافق على انتخاب المرشحين حسب الكفاءة والإخلاص والفكر والحكمة لان مستقبل المدينة سوف يكون مرهون باياديهم وان لا يكونوا سببا في سوق المدينة نحو المجهول .