بهار علي حاجي
لو تصفحنا تأريخ الشرق الاوسط فان صلاح الدين الايوبي ليس هو البطل الوحيد فحسب، بل هناك ابطال كورد اخرون لا يمكن انكار دورهم البطولي.
في هذا المقال نسلط الضوء ونزيل الغبار ونتحدث عن احدى البطلات الكورديات ودورها البطولي في ادارة المعارك الا وهي البطلة الكوردية فاطمة بنت يوسف اغا (1888-1955) والمشهورة بفاطمة خانم وعند الاتراك مشهورة ب(قه ره فاطمة) كونها كانت سمراء ومن منطقة ارضروم.
كانت شجاعة منذ طفولتها وفي عام 1912شاركت مع زوجها درويش بك والذي كان ضابطا في الجيش العثماني في معارك القوقاز والبلقان و توفي زوجها بعد الحرب العالمية الاولى عام 1918.
شاركت فاطمة مع عدد من رؤساء العشائر الكوردية في صفوف قوات مصطفى كمال باشا ضناً منهم فيما لو انتصر اتاتورك سوف يمنحهم حقوقهم القومية لكن حساباتهم كانت خاطئة.
في مؤتمر سيواس طلبت (قه ره فاطمة) لقاءاً مباشراً مع مصطفى كمال طالبة ان يفسحو لها المجال للمشاركة في المعركة بقوة مستقلة في قوات المجلس الوطني.
وبعد المفاوضات مهدوا لها الطريق ان تشارك بقوة مستقلة وفي حديث لمصطفى كمال قال (ليت كل النساء مثلك)لان مصطفى كان يدرك اهمية مشاركة الكورد في المعارك.
قادت(قه ره فاطمة) قوة دفاعية في تلك المناطق وانتصرت في عدة معارك وفي معركة (افيون )تم اسرها من قبل اليونانيين وبقيت في الاسر لمدة تسعة عشرة يوماً لكنها تمكنت من الهروب من السجن والالتحاق بقوات المجلس الوطني وشاركت في معارك سقاريا والتي دامت 21يوما وكانت معركة فاصلة لتحرير الأناضول وبعد انتهاء المعركة تم منحها رتبة ملازم ثان و وسام الاستقلال لشجاعتها وبطولاتها وخدماتها في سلك الجيش ولحسن نيتها وعدم المامها بالسياسة قامت بالتبرع بجميع رواتبها الى الصليب الاحمر التركي الى ان وافاها الاجل بقيت بدون مرتب.
بعد تحرير الأناضول شرعت تركيا بالتفاوض مع بريطانيا وفرنسا كل على حدى وعقدت تحالفات معهم من اجل الاعتراف بالحكومة الجديدة لتركيا وبذلك تأسست جمهورية تركيا في 29من تشرين الاول عام 1923وقد اعترف الأتحاد السوفيتي في ذلك الوقت بها بشكل مؤقت وعندما شعر المجلس الوطني التركي برئاسة اتاتورك بعدم الحاجة الى الكورد مارست ابشع الطرق من اجل قمع والقضاء على الهوية القومية الكوردية.
في عام 1933التقى احد الصحفيين بهذه البطلة في حالة مزرية وهي تعيش في غرفة في منطقة (كه لته )في اسطنبول وتجوب في الشوارع وتلتجأ الى كنيسة روسية في اسطنبول وهذا هو اللقاء الصحفي الوحيد معها والأتراك يدعون ان البرلمان التركي الى عام 1954لم يشعر بوضعها وانها حائزة على مدالية الاستقلال عندها تقرر منحها راتب 170ليرة اعتبارا من 22شباط 1954.
في اليوم الثاني من شهر كلاويش عام 1955 انتقلت هذه المقاتلة الكوردية الشجاعة الى رحمة الله ودفنت في مقبرة الفقراء وحتى ضريحها تعرض للظلم وتم ازالته لتتحول الى طريق للسيارات.
يذكر ان لازاريف كتب في كتابه الموسوم ب(يستاخوف قصة امرأة كوردية) ان فاطمة خان من اقرباء سمكو قادت فرقة كوردية تشكلت من مائة مقاتل من الكورد وكانت تلبس الملابس العسكرية الرجالية وتتصرف كالرجال وقد كتب زانتيرون حول مشاركة الكورد في المعركة جنبا الى جنب مع الكماليين ضد اليونانيين (يحتمل ان صورة الجندي المجهول حول التمثال التذكيري والقريب من دملو بينار يعود الى اصول كوردية).