متابعة التآخي
اكد السياسي الكردي زيد سفوك في لقاء خاص مع موقع “النشرة الدولية” انه لا يوجد شيء اسمه خارطة الشرق الاوسط الجديد ، وهي وهم ترافق شعوب المنطقة منذ التسعينات ، هناك فقط تغيير انظمة ومسارات جديدة للحكم ، لكن النتيجة واحدة ، الارض كما هي والسياسة واحدة والخاسر الوحيد هم الشعوب التي تدفع الثمن .
فيما يلي نص الحوار مع المعارض السياسي الكوردي في غرب كوردستان زيد سفوك :
هناك حديث عن تغييرات جديدة في المنطقة ، في ظل حرب اسرائيل على غزة ، برايكم الى اين ستؤدي تلك التغييرات ؟
– اذا نظرنا الى تاريخ الحرب بين اسرائيل وفلسطين منذ نصف القرن الماضي الى بداية الثمانينات سنجد ان خارطة الشرق الاوسط قد توقفت انذاك ، وتحولت بعدها من صراع عسكري مفتوح إلى صراع محدود وضيق ليتجه فيما بعد الى تحركات دبلوماسية متنقلة في اروقة مجلس الامن الدولي ودول الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط على حد سواء ، وحروب الخليج الاولى والثانية في الثمانينات والتسعينات كانت شاهدة انه لا يوجد تغيير للخارطة المرسومة ما قبل ذلك التاريخ ، ولننظر لصراعات المنطقة من تنظيمات ارهابية كداعش والقاعدة كيف انهم استولوا على مدن واسسوا من خلالها دول وهمية تحت مصطلحات مختلفة ، ايضاً لم تدم وسقطت حين انتهت مهمتها ، وفق هذه المعطيات الخارطة كما هي ومتعلقة فقط بحل الدولتين ما بين اسرائيل وفلسطين ، اما دول المنطقة فصراعات داخلية لن تؤدي الى تغيير شيء سوى اشخاص يعودون لذات الانتماء للذين كانوا قبلهم في سدة الحكم ، هناك تجارب حديثة لثورات داخلية ليبيا اليمن مصر تونس سوريا ، لم تتغير الخارطة رغم كل الثورات التي حصلت فيها ، علينا ان نعي جيداً ان السلام هو الخيار الوحيد للعيش بامان ولا ياتي السلام الا بالحوار.
-لماذا الكورد في سوريا والعراق وحتى ايران وتركيا خاسرين بين هذه الاحداث دوما ، وهل من المعقول انهم لم يتعظوا من دروس التاريخ ؟
طبعا لكل جزء خصوصية ولا يوجد اندماج في ميزان الخسارة ، مثلاً الكرد في سوريا ينقسم لقسمين ، قسم نسميه الشعب وهو الاغلبية المستقلة التي لا تنتمي لاحد سوى لقوميتها وتطلعاتها للحرية والعيش بسلام ، والقسم الاخر اطر سياسية مشتتة ومنقسمة بين ذاتها كل اطار ينادي انه يمثل القسم الاول ( الشعب ) ، هذا الانقسام يضعهم دوما في خسارة الحسابات السياسية وتهميشهم من قبل اصحاب القرار في المنطقة ، هم كالمتفرجين على مدرجات الانتظار رغم انهم لاعبين اساسيين لكنهم اختاروا المدرجات ، حاولنا من جهتنا تفعيل دورنا والبعض من الاطر السياسية ايضا لكن يتم وضع عراقيل امامنا لنبقى خارج الملعب ومع ذلك نحن مستمرون في التضحية والنضال ، هل يعقل ان نتوقف عن النضال ونحن نشاهد الموت يوميا .
اما الكورد في العراق فهناك انتصارات كثيرة حققها الشعب الكوردي وقيادة اقليم كوردستان على المستوى الاقليمي والدولي ، رغم تدخل بعض الدول من اجل مصالحها ومحاولاتها الجاهدة لمنعهم من نيل حقوقهم القومية المشروعة ، وربما الجغرافية لها يد في ذلك لانها تسهل مهمة تلك الدول في التدخل وتوسيع دائرة الانقسامات والتحكم بها ، شهدنا جميعا تضحية الرئيس مسعود البارزاني في اعلان الاستفتاء الذي هو حق مشروع وعادل والذي لولا الانقسامات الكوردية لكانت نتائجه لصالح جميع الكورد ، لكن دول الجوار تدخلت بقوة وما زالت تتدخل من خلال ثغرات داخل البيت الكوردي .
اما بالنسبة للكرد في ايران وتركيا فاعتقد الامور لم يحن وقتها بالنسبة للقوى التي تتحكم بموازيين الشرق الاوسط.
– مصير سوريا الى المجهول حتى الان ، الملف السياسي ضعيف والملف العسكري كذلك الامر لم يحسم هذا الصراع ، ما هو افضل الحلول برايكم ؟
الحل ان يتقبل الشعب السوري بكافة قومياته وطوائفه بعضهم البعض ويستمروا يدا في يد للحفاظ على السلم الاهلي والعيش المشترك الى حين استقرار الامور ، كما لا بد ان نعترف ببعضنا البعض ونصون حقوفنا المشتركة في سوريا المستقبل حتى تعيش الاجيال القادمة في سلام ، لقد عانينا طوال اعوام اسوأ ظروف الحرب والقتل والدمار ولا بد ان ننظر لبعضنا البعض بالمحبة والتسامح وان نشعر بالآمنا المشتركة ونسعى معا لعلاجها ، كما تعلمون سوريا منقسمة داخليا وخارجيا بين مصالح قوة خارجية ، الارض واحدة لكن المناطق منقسمة ما بين حليف وموالي ومعارض ، ولكل منطقة امر معقد لا يمكن حله دون وقوف اطلاق النار والعودة للطاولة السياسية والقبول بقرارات جنيف وتقديم بعض التنازلات من قبل المفاوضين .
-حقوق الانسان في سوريا إلى أين ، هل تقوم المنظمات الدولية بواجباتها تجاه هذا الملف ؟
الانسان هو بكل اسف سلعة رخيصة في زمن الصراعات والمصالح ، ربما لا نضع اللوم على المنظمات المعنية وهيئة الامم المتحدة بقدر ما نلوم انفسنا عن تقاعسنا في الدفاع عن حقوقنا ، إذا رفض أي انسان من تلقاء نفسه الظُلم ولم يقبل ، لَما وَجد الظالم له مكان ، من الصعب الاتفاق جميعا على قضية او مبدأ ، لكن من السهل جداً ان نتفق على رفع الظلم ،وهو ان يبدأ كل انسان من ذاتهِ ، فهو بذلك يدافع عن نفسه وكرامتهِ ، وبالتالي سنكون قد اجتمعنا واتفقنا تلقائياً على قضية واحدة ومبدا واحد ، وذاك بحد ذاته طريق النجاح ، ولا بد ان نتواصل مع المؤسسات المعنية الدولية الفاعلة والضاغطة لنضع بين ايديهم وقائع الانتهاكات التي تحصل في حق الانسان ، القتل انتهاك والاعتقال انتهاك والعنصرية والكراهية والتمييز انتهاك ، علينا ان نكافح وان نضحي وان لا نتوقف من اجل حياة كريمة فيها شرف وعزة وكبرياء لابنائنا وجيل الغد لانهم المستقبل والحياة
نقلا عن النشرة الدولية