يونس حمد – اوسلو
اكثر من مرة زار رئيس إقليم كوردستان باريس واستضافه قصر الإليزيه الشهير، إلا أن زيارة الرئيس نيجيرفان بارزاني الأخيرة إلى جمهورية فرنسا لها أهمية كبيرة، لأن منطقة الشرق الأوسط تمر بأزمة حقيقية التي لم تشهدها منذ عقود. وفي اليوم الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر، التقى الرئيسان بارزاني وماكرون في أجواء من التفاهم والإيجابية في ظروف غير مواتية و غير ايجابية تشهدها المنطقة والعالم. فرنسا دولة كبيرة بكل المقاييس السياسية والدبلوماسية وحتى الاقتصادية نظرا لموقعها في العالم، فضلا عن كونها عضوا في المنظمة الدولية الأمم المتحدة وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي. وفي كل مرة نرى أن لفرنسا دوراً كبيراً في تقييم مستوى العالم، وخاصة دورها في الاتحاد الأوروبي والخريطة السياسية الأوروبية والعالمية.
إن مشاورات وزيارات السيد نيجيرفان بارزاني إلى هذا البلد لها انعكاسات إيجابية في إيجاد الحلول المناسبة للقضايا العالقة، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل والعالمي أيضاً. يمر العالم الآن بأزمة حقيقية، وحروب شرسة، وتهديدات مستمرة. أصبحت الحرب أو الصراع العربي الإسرائيلي وضعا صعبا، خاصة بعد السابع من أكتوبر. لذلك، في هذا الاتجاه، من المهم الاستماع إلى الشخصيات السياسية والدبلوماسية ذات الخبرة في مجالات العمل السياسي المتوازن. وتعتبر شخصية البارزاني من الشخصيات المهمة في مجال السلام وتخفيف الأزمات. ولهذا نرى رؤساء العالم يتشاورون مع البارزاني في كثير من الأمور، خاصة في الأيام الصعبة والأزمات المعقدة. إنه لشرف عظيم أن نرى إنساناً كورديا بهذه الصفات التي يتمتع بها الرئيس نيجيرفان بارزاني، شخصاً ذو بعد سياسي ورجل دولة ودبلوماسي من الطراز العالمي. ومن المؤكد أن هذه الزيارات المتبادلة بين أربيل وباريس توضح أن منطقة الشرق الأوسط لديها شخصيات ذات أهمية كبيرة في ترسيخ القيم والعدالة بين الشعوب.