أصدقاء الأمس قطعوا الرواتب اليوم

يونس حمد – اوسلو

أقل أجر يتقاضاه الموظف هو الراتب الشهري، لأن حياته اليومية لنفسه ولأسرته مرتبطة بالراتب الشهري، ولكن ما يحصل اليوم من تلاعب بمشاعر المواطنين هو الأشد منذ تأسيس الدولة العراقية مطلع العشرينيات.

صحيح أنه في السابق تم استخدام كافة الوسائل للضغط على الشعب الكوردي، إلا أن الأمر لم يصل إلى حد عدم دفع رواتب الموظفين والتلاعب بها وربط حياتهم اليومية بالمعاشات الحكومية.

وبعد عام 2003، تنفس الشعب الصعداء عندما تغير الحكم إلى نظام فيدرالي ديمقراطي تعددي، أما الآن فقد أصبح الحكم الديمقراطي هو الحكم الذي يمثل ضربة قوية للمواطن، وخاصة الضربة القاتلة للمواطن الكوردي، ولفترة قصيرة كان للكورد حضور قوي في بغداد، وأصبح إقليم كوردستان نموذجاً لإعادة الإعمار والتنمية.

أصبح إقليم كوردستان نموذجاً للتعايش السلمي، مكاناً يعيش فيه اللاجئون والضحايا بأمان، وخاصة العرب السنة وكذلك العرب الشيعة الذين فروا من ويلات الحرب، بعد سنوات من الحكم الجديد، تغير الواقع، أصدقاء الأمس الذين استضافتهم كوردستان وجبالها وثورتها ، أصبحوا أعداء ونسوا الماضي القريب، فور وصولهم إلى السلطة ركزوا على إضعاف الكورد من خلال قطع رواتب الموظفين، ثم استخدام السلاح في عام 2017 ضد شعب لم يطالب بأكثر من حقه، ومن المحزن أن نقول لهؤلاء: أين حكام الماضي من الخريطة السياسية؟ فهل بقي منهم من يستمر في إيذاء الناس؟ لا وألف لا، لم يبقَ الحكام، بل بقي الشعب وسيبقى لأن له حق مشروع، وله وطن وخيرات متوزعة بين الجبال والوديان وجمال الطبيعة.

ومهما تأخرت الرواتب أو تم العبث بها من قبل الحكومات فإن الإصرار والصمود هو رمز الشعب الكوردي.

قد يعجبك ايضا