التآخي – ناهي العامري
التآخي حضرت المناقشة العلنية لطالب الماجستير كرار عزيز عبد، قسم اقتصاديات إدارة الاستثمار والاعمال / جامعة النهرين، عن رسالته الموسومة (الاستثمار في الطاقة المتجددة ودوره في التنمية المستدامة / بحث تطبيقي في عينة مختارة من مؤسسات الدولة)، تألفت لجنة المناقشة من الاساتذة: ا د كنعان عبد اللطيف عبد الرزاق – رئيساً ، ا م د صلاح الدين محمد أمين الامام -عضو ، ا م د عباس محمد أمين – عضواً ، ا د نغم حسين نعمة – عضواً مشرفاً.
ولاهمية الرسالة في تطوير الاستثمار والاقتصاد الوطني، اخذنا منها مستخلصها ومقدمتها، اذ جاء في المستخلص، ان الاستثمار يعد في المصادر المتجددة والنظيفة للطاقة كالشمس والرياح والمياه وغيرها، استثمارا على درجة كبيرة من من الاهمية، فهو يساهم في ايجاد حلول للكثير من المشاكل على صعيد العالم، خصوصًا فيما يتعلق بالطاقة والبيئة ، وفي نفس الوقت يتناغم هذا الاستثمار مع اهداف ومتطلبات التنمية المستدامة ، من هنا برزت مشكلة الدراسة والتي هي ( كيف يمكن للاستثمارات في المصادر المتجددة للطاقة ان تساهم في تحقيق تنمية مستدامة وموثوق بها في ظل ضعف الاهتمام وقلة المشروعات المعنية بهذا المجال، بينما تمثلت فرضيات الدراسة في وجود علاقة ارتباط وتأثير ذو دلالة معنوية للاستثمار في الطاقة المتجددة على التنمية المستدامة على مستوى المتغيرات الرئيسية والأبعاد الفرعية، في حين تمثلت أبرز اهداف الدراسة بتسليط الضوء على واقع واهمية الاستثمار في الطاقة المتجددة والدور الذي يؤديه في تحقيق التنمية المستدامة ، مع التركيز علي وضع العراق من اجل تشخيص نقاط القوة ومحاولة تعزيزها وتشخيص المعوقات للتغلب عليها.
وتم تحليل تجارب عدة دول رائدة في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة ، مع تحليل مؤشرات قياس جهود العراق للتوجه نحو الطاقة المتجددة، كما تم اجراء التحليل الاحصائي لكل من المتغير المستقل (الاستثمار في الطاقة المتجددة) والمتغير المعتمد (التنمية المستدامة) وجاء كل ذلك في اطار مجتمع وعيّنة الدراسة التي تمثلت في كل من الوزارات العراقية (العلوم والتكنولوجيا ، البيئة، الكهرباء ، الصناعة والمعادن والتخطيط) وملاكاتها، وتخلل ذلك اجراء المقابلات الشخصية مع المختصين ، تمثل ابرز استنتاج للدراسة في انه على الرغم من امتلاك العراق للمقومات اللازمة لتحقيق مراكز متقدمة في مجال الاستثمار في المصادر المتجددة للطاقة والتقدم نحو اهداف التنمية المستدامة ، الا ان اجراءات المؤسسات المعنية لا تزال في مراحل مبكرة وبحاجة الى المزيد من الجدية والتوسع، اما ابرز التوصيات فتمثلت في اهمية ضمان التنسيق والتعاون فيما بين المؤسسات المعنية ، وتقليل الروتين والبيروقراطية في التعاملات الرسمية.
أما مقدمة الرسالة جاء فيها: لو تخيلنا مع بعض، انعدام الطاقة في عالمنا، لوجدنا ان اغلب الاشياء من حولنا ستكون بلا قيمة، وسيزيد الظلام من مساحته في حياتنا، وسيكون كل شيء أصعب، فالطاقة هي عصب ووقود الحياة، والرفيق الوفي الذي يساعد في تسهيل الحياة على هذا الكوكب، فجميع القطاعات تعتمد على الطاقة من اجل ضمان استمراريتها ، ومن هنا فان الطلب على الطاقة هو طلب كبير جدا ومتنام (بالاخص في ظل الزيادة السكانية المستمرة والتقدم التكنلوجي الكبير) هذا من جانب ، من جانب آخر فأن الوقود الاحفوري (النفط الغاز الطبيعي، الفحم والفحم الحجري، )اللازم لتوفير الطاقة، يعد مورد غير متجدد وقابل للنفاذ، بالاضافة الى تذبذب أسعاره وتأثرها بالصراعات السياسية والكثير من القضايا، كذلك ما ينتج عن استخدامه من تلوث وضرر كبير للبيئة بسبب المخلفات والانبعاثات الضارة التي ابرزها غاز ثاني اكسيد الكربون ، واذا ما اخذنا بعين الاعتبار التدابير والاجراءات المترتبة على تطبيق الاهداف السامية لخطة التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ ، اذ تمثل الطاقة المحرك الاهم لعملية التنمية، بالإضافة للتوجهات الدولية الكبيرة الجادة والملزمة في الكثير منها، مثل مؤتمر (COP)، والرامي للحفاظ على البيئة والحد من التغيرات المناخية والانبعاثات الضارة ، التي يشكل انتاج الطاقة من المصادر الاحفورية أحد اكبر مصادرها، ستتضح لنا الحاجة الكبيرة الى مصادر ساندة، ينبغي ان تكون متجددة وصديقة للبيئة المستدامة.
كل ذلك يقودنا الى دراسة آليات الاستثمار في المصادر المتجددة للطاقة، كالطاقة الشمسية، طاقة الرياح ، الطاقة المائية وطاقة الكتلة الحيوية وغيرها، من أجل المنافسة في هذا المضمار الشرس وعدم التخلف عنه، بالاخص ان هذه التوجهات اصبحت واقع، وهذا ما يجعل البلدان، المصدرة والمعتمدة على ريع النفط أمام مسؤولية كبيرة ، نظرا للانعكاسات الكبيرة والخطيرة المتوقعة على أسعار النفط وعلى الآقتصاد ككل، كما هو الحال في العراق الذي يشكل ريع النفط العمود الفقري لاقتصاده، لكي نتمكن من البقاء على قيد الحياة.