يونس حمد
من وقت لآخر، تندلع حرب أو قضية معقدة بين دول الشرق الأوسط. وأصبحت المنطقة بطولها وعرضها مكاناً للمشاكل العالقة بين أطراف عديدة. هناك المسالة الكوردية، وهناك الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى الصراعات الطائفية والعرقية، لكن حتى يومنا هذا لم يتم التوصل إلى حل. وهذه المشاكل في منطقة الشرق الأوسط تمتد جذورها إلى مائة عام. لقد أصبحت الدراما الشرق أوسطية بمثابة جرس يرن في آذاننا من وقت لآخر، حتى توفر هذه الدراما الشرق أوسطية أجواء غير مناسبة للعيش. لفترة طويلة، كانت هناك صراعات كثيرة في العالم، لكن الوضع في الشرق الأوسط يختلف تماما عن القضايا العالمية، ولم تكن هناك بوادر على نهاية الأزمات. الدول التي لديها مشاكل وملفات عالقة تصرفت وكأنها صاحبة القرار أولاً، ولم تترك فرصة الحوار للطرف الآخر حتى تتم تسوية الأمور بشكل ما إيجابي.
الأزمات والمشاكل ما هي إلا فشل لأصحاب القرار، إما لخلل إداري، أو قلة الخبرة، أو عدم المعرفة بالواقع، وقد يكون بسبب اجتماع كل هذه العوامل أو بعضها، ولذلك فإن تكرار الأزمات وتعددها يتطلب التعرف على أسباب ظهورها، خاصة أن لها سوابق تدل عليها، وظواهر متعددة تصاحبها منذ مرحلة ظهورها حتى يتم احتواؤها وإيجاد الحلول المناسبة لها.
إن المراحل المختلفة للأزمة لها تداعياتها التي تعتبر مقدمة للعديد من الأحداث والمتغيرات، إلا أن الأمور في منطقة الشرق الأوسط تخلو تماما من أي واقع أو إيجاد الحلول المناسبة لحل المشاكل والملفات. لقد تغير الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأصبح واقعاً مريراً بشكل عام في هذه المنطقة الحساسة من العالم، وأصبح دراما تلفزيونية غير واقعية في دراسة الأمور بشكل سليم. ولا يستطيع أحد أن يوقف هذه الدراما الطويلة التي يمكن أن تستمر سنوات وسنوات بسبب عدم جدية الحكومات في التعامل مع القضايا والقضايا العالقة، لأن عقلية إدارة الأمور ليست سهلة في المنطقة ملتهبة و مشتعلة دائما ودون توقف .